جلس قائد الانقلاب، أمام ترامب كالتلميذ البليد، فقال ترامب معلقاً على التطورات في مصر: “إنّ المظاهرات تحدث في جميع الدول، ولدى مصر قائد عظيم ويحظى بالاحترام”، قائد الانقلاب بدوره استحضر فزّاعته المفضلة قائلاً: “إنّ الإسلام السياسي هو سبب الفوضى في المنطقة وستبقى كذلك طالما أنّ الإسلام السياسي موجود.
ولكن السفاح القاتل الخائن، الذى اعتاد الكذب، حينما سأله أحد الصحفيين، عن المظاهرات التي خرجت تطالبه بالتنحي، فأجاب كذباً وزراً وبهتاناً: “بأن هذه المظاهرات تعود لأتباع الإسلام السياسي، أو بمعنى أوضح “الإخوان” وإن الرأي العام في مصر يرفض وجود الإسلام السياسي.
وللرد على أكاذيب قائد الانقلاب، أن بعض المتظاهرين الذين اعتقلوا وتم عرضهم على نيابة أمن الدولة من الأقباط:
بولا ثابت فوزي
ماركو النوبي عبد النور
ماريو ميشيل سيحه اقلاديوس
ممدوح مكرم
مينا كارل عزمى فرج
موكا محسن لمعى
فادى فخرى شفيق
يوسف لويس جاد الكريم
فما دخْل الإسلام السياسي في فساد بناء القصور، وهل محمد علي، الذى عمل مع الجيش لمدة خمسة عشرة عاماً، يتبع الإسلام السياسى؟ وهل كل من تجاوب معه لما لمس فيها من المصداقية، ينتمي إلى الإسلام السياسي؟
والأدهى من أكاذيب قائد الانقلاب، ادعاء رئيس الحزب الشيوعي، بأن جماعة الإخوان المسلمين هي صاحبة الدعوة للاحتجاجات الواسعة التي شهدتها البلاد، يومي الجمعة والسبت الماضيين.
الصيت ولا الغنى!
كما حذر “الكومبارس” وتياره – الذي تجاهل اعتقال نائب رئيس حزبه – من أن “استمرار سياسة القبضة الحديدية على كل ما هو قائم من شأنه أن يعود بجماعة الإخوان إلى الواجهة، بإعلامها وتنظيمها وأموالها.
والسؤال المهم فى هذا السياق، فى انتخابات 2018 اعتقل قائد الانقلاب كلاً من، سامى عنان وأحمد شفيق وأحمد قنصوة، واستبعد خالد على بتهمة ملفقة، هل كان هؤلاء من أتباع الإسلام السياسى؟
ويقول “الدكتور القرضاوى” من العبارات، التي يُشنِّع بها العلمانيون والحداثيون تعبير “الإسلام السياسي”، وهي عبارة دخيلة على مجتمعنا الإسلامي بلا ريب، ويعنون به الإسلام الذي يُعنى بشئون الأمة الإسلامية وعلاقاتها في الداخل والخارج، والعمل على تحريرها من كل سلطان أجنبي يتحكَّم في رقابها، ويُوجِّه أمورها المادية والأدبية كما يريد، ثم العمل كذلك على تحريرها من رواسب الاستعمار الغربي الثقافية والاجتماعية والتشريعية؛ لتعود من جديد إلى تحكيم شرع الله تعالى في مختلف جوانب حياتها.
وهم يطلقون هذه الكلمة “الإسلام السياسي” للتنفير من مضمونها ومن الدعاة الصادقين الذين يدعون إلى الإسلام الشامل؛ باعتباره عقيدة وشريعة، وعبادة ومعاملة، ودعوة ودولة.
ونحن نفهم الإسلام، كما فهمه أفضل أجيال الأمة وخير قرونها، من الصحابة ومن تبعهم بإحسان، ممَّن أثنى الله عليهم ورسوله. فهذا هو الإسلام الصحيح، قبل أن تشُوبه الشوائب، وتلوِّث صفاءه تُرَّهَات المِلَل وتطرفات النِّحَل، وشطحات الفلسفات، وابتداعات الفِرَق، وأهواء المُجادلين، وانتحالات المُبطلين، وتعقيدات المُتنطِّعين، وتعسُّفات المُتأوِّلين الجاهلين.
إن الإسلام الحق -كما شرعه الله- لا يمكن أن يكون إلا سياسيًّا، وإذا جرَّدت الإسلام من السياسة فقد جعلته دينًا آخر يمكن أن يكون بوذية أو نصرانية أو غير ذلك، أما أن يكون هو الإسلام فلا.
وإن شخصية المسلم، لا يمكن إلا أن تكون سياسية، إلا إذا ساء فَهمها للإسلام، أو ساء تطبيقها له؛ فالإسلام يضع في عنق كل مسلم فريضة اسمها الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وقد يُعبّر عنها بعنوان: النصيحة لأئمة المسلمين وعامتهم، وقد يُعبّر عنها بالتواصي بالحق، والتواصي بالصبر، وهما من الشروط الأساسية للنجاة من خُسر الدنيا والآخرة، كما وضَّحت ذلك “سورة العصر”.
وإن الاستهانة بكرامة الشعب منكر أي منكر، وتزوير الانتخابات منكر أي منكر، والقعود عن الإدلاء بالشهادة في الانتخابات منكر أي منكر؛ لأنه كتمان للشهادة، وتوسيد الأمر إلى غير أهله منكر أي منكر، وسرقة المال العام منكر أي منكر، واحتكار السلع التي يحتاج إليها الناس لصالح فرد أو فئة منكر أي منكر، واعتقال الناس بغير جريمة حكم بها القضاء العادل منكر أي منكر، وتعذيب الناس داخل السجون والمعتقلات منكر أي منكر، ودفع الرشوة وقبولها والتوسط فيها منكر أي منكر، وتملُّق الحكام بالباطل وإحراق البخور بين أيديهم منكر أي منكر، وموالاة أعداء الله وأعداء الأمة من دون المؤمنين منكر أي منكر.
والذين زعموا أن الدِّين لا علاقة له بالسياسة من قبلُ، والذين اخترعوا أكذوبة “لا دين في السياسة، ولا سياسة في الدِّين” من بعدُ، هم أول من كذَّبوها بأقوالهم وأفعالهم. فطالما لجأ هؤلاء إلى الدِّين ليتخذوا منه أداة في خدمة سياستهم، والتنكيل بخصومهم، وطالما استخدموا بعض الضعفاء والمهازيل من المنسوبين إلى علم الدِّين، ليستصدروا منهم فتاوى ضدَّ من يُعارض سياستهم الباطلة دينا، والعاطلة دنيا.
ترامب يحارب الإسلام، وليس الإرهاب ولا الإسلام السياسى كما يزعم، إنها الحرب على الإسلام يا سادة، الإسلام الذى جاء به النبى محمد- صلى الله عليه وسلم- أفيقوا يا قومنا.
وصدق رب العزة – عز وجل- إذا يقول:( قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ ۚ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ (118) سورة آل عمران. !