خبير في الشأن العسكري يكشف كواليس الخلاف داخل الجيش حول بقاء السيسي

قال محمود جمال، الباحث المتخصص في الشأن العسكري بالمعهد المصري للدراسات السياسية والاستراتيجية: إن “وزارة الدفاع قامت، أمس الجمعة 20 سبتمبر 2019م، بتشكيل غرفة عمليات داخل الأمانة العامة للوزارة؛ لمتابعة تطورات الأوضاع على الأرض لحظة بلحظة”.

وأوضح- في تصريحات صحفية اليوم السبت- أن من يترأس هذه الغرفة هم كبار قادة المجلس العسكري الحالي وبعض القادة السابقين، على رأسهم وزير الدفاع الأسبق المشير محمد حسين طنطاوي.

ويضيف جمال أن انعقاد غرفة العمليات داخل الجيش أمر لا يحدث إلا في الظروف بالغة الحساسية، على غرار ما حدث في الأيام الأولى لثورة يناير، وهو ما يؤكد برأيه أن تطور الأوضاع الراهنة أمرٌ خطيرٌ جدًّا على استمرار بقاء السيسي في منصبه بكامل صلاحياته.

وحول استنتاجه لطبيعة المناقشات داخل المؤسسة العسكرية حول بقاء السيسي من عدمه، يرى جمال أن “المرحلة الحالية هي جس للنبض والتفاوض بين طرفين مهمين داخل القوات المسلحة؛ الأول داعم بقوة للسيسي، والثاني يرفض استمراره ويعارض سياساته، ولا يمكن الجزم الآن مدى قوة طرف على حساب الآخر”.

وأكمل: “الطرف المعارض للسيسي داخل الجيش موقفه يزداد قوة بعد نزول المتظاهرين إلى الشارع، وموقف السيسي الآن في مرحلة التفاوض يتراجع، ومن المحتمل أن سفره العاجل للجلوس مع الأمريكان قبل الكلمة التي من المقرر أن يلقيها يوم 25 سبتمبر، أي قبل 5 أيام كاملة من موعدها، جاء لمعالجة تأزم علاقاته مع الأمريكان ومحاولة إيجاد حلول”.

واستطرد قائلا: “تبقى أهداف الطرف المعارض هي الحاكمة، التي قد تفرض نفسها على الأوضاع، لكن ومن وجهة نظري أن مجريات الأمور الآن تتجه بشكل إيجابي للتغيير داخل مصر”.

وشدّد جمال، وهو مسئول ملف العلاقات المدنية العسكرية بالمعهد المصري للدراسات، على أن “وضع السيسي في كل الأحوال أصبح صعبًا ومتأزمًا داخل المؤسسة العسكرية وخارجها، وأن مصر بعد مظاهرات اليوم ليست كمصر التي كانت قبلها”.

وبسؤاله عن إمكانية تدخل وزير الدفاع الحالي محمد زكي للإطاحة بالسيسي، كما طالبه الفنان ورجل الأعمال محمد علي، أجاب: “هذا ليس مستحيلا بطبيعة الحال، رغم أن شخصية وزير الدفاع ضعيفة وحذرة للغاية، إلا أنه ربما يأخذ هذا القرار المصيري إذا ما ثبت لهم أن السيسي بات ورقة محروقة ولا يمكنهم تحمل تكلفة بقائه في السلطة”.

وشهدت مصر، مساء أمس الجمعة 20 سبتمبر 2019م، مظاهرات عارمة تطالب برحيل رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي، فيما سُجلت عمليات قمع واعتقال بحق متظاهرين في عدد من المحافظات.

وعقب انتهاء مباراة الأهلي والزمالك في بطولة السوبر المصري، الجمعة،  والتي هتفت خلالها جماهير الأهلي والزمالك ضد رئيس الانقلاب، خرجت التظاهرات في محافظات القاهرة والجيزة والسويس والغربية والدقهلية والإسكندرية والمنيا والشرقية وكفر الشيخ ومرسي مطروح وغيرها.

وردد المتظاهرون هتافات ضد رئيس الانقلاب، وطالبوا بإسقاطه، فيما تصدر وسم #ميدان_التحرير أعلى الوسوم تداولا في مصر، بأكثر من 115 ألف تغريدة خلال أقل من ثلاث ساعات منذ انطلاقه.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

في الذكرى التاسعة للثورة.. مواقع التواصل تغرد «ثورة الغضب 25»

في الخامس والعشرين من يناير كل عام، يحيي المصريون ذكرى ثورتهم الخالدة التي أطاحت برأس ...