مفاهيم على الطريق
(بين المبدأ والأشخاص)
ان قاعدة التمييز بين المبدأ والشخص ليست مجالا للافتراء أو نسيان فضل الصحابة ولكنها قاعدة للنظرة المتوازنة في الفكر والسلوك حتي يستطيع الإنسان أن يستفيد من الأخطاء أكثر من استفادته من الصواب
وفضل الصحابة ثابت في الكتاب والسنة يقول الحق سبحانه : ” وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ۚ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ” وحديث أصحابي كالنجوم ..زوكان الله لأصحاب بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم وكذلك العشرة المبشرون بالجنة وأصحاب بيعة الرضوان .
كل هذا الرصيد الأصيل يثبت شرعية الفضل الثابت للصحابة وتاريخهم المشرف في مرحلة التأسيس لانطلاق حضارتنا ووعينا وليس معني ذكر الفضل أن نتجاوز عن الأخطاء وليس الوقوف عند الخطأ إهدارا للفضل. من أجل ذلك نؤكد علي سابقة الفضل والشفاعة بالعمل الصالح رغم الخطأ حتي لا تنقطع الأواصر وتصير فوضي في إرسال التهم والنقائص وإظهار العجز
ولنا مثال في مسطح بن أثاثة في حادث الإفك وهو من أصحاب بدر فشفعت له وحاطب بن أبي بلتعه سرَّب أخبار النبي الكريم للمشركين لكن النبي الكريم قبل عذره وشفعت له سابقة جهاده .
وليس معني إظهار الهفوات وسابقة الخير هو إقرار المخطئ علي خطأه ولكن القرآن لا يترك المشهد يمر دون الوقفة التربوية وإجراء الأحكام العامة ففي موقف حاطب نزل قول الله تعالي ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُم مِّنَ الْحَقِّ”.
وفي حالة مسطح طبق النبي الكريم حد القذف ففي إجراء الاحكام العامة إحقاق للحق وعدم المجاملة واحترام للمبدأ