محمد علي فنان مغمور ومقاول شاطر، ولا يحمل أي شهادات علمية، لكنه معارض للنظام الحاكم من طراز خاص جدا؛ لأنه خرج من رحم الجيش وحكم السيسي، فقد تعامل معهم طويلا وعرف الكثير من أسرارهم، لذلك فهو أشد تأثيراً وأكثر خطورة من الإخوان والقوى والأحزاب السياسية المعارضة!
وبلغ من انزعاج النظام الحاكم منه أن جمع السيسي أنصاره وعقد مؤتمرا خصيصا للرد عليه، ولم يكن في جدوله من قبل، لكنه اضطر لعقده لمواجهة الفضائح التي ذكرها محمد علي عن نظامه!
ورأيت هذا اللقاء فاشلا بكل المقاييس، كله كلام في كلام عن خطورة الأكاذيب والإرهاب، مع أن إرهاب الدولة أشد وأخطر، ولم يتم الرد على أي واقعة من الوقائع التي ذكرها محمد علي عن الفساد وإهدار المليارات، بل أكد السيسي بعضها مثل بناء القصور، مما أثار مزيدا من السخط عليه وعلى نظامه، وكان ذلك واضحا في مواقع التواصل الاجتماعي، حيث احتل “هاشتاج” ارحل يا سيسي، وكذلك “السيسي كذاب” المراكز الأولى.
وإذا جئنا إلى حجة الحاكم المستبد في بناء قصوره، فهو يقول إنها ليست ملكا له، بل لمصر حيث إنه يبني دولة جديدة! وألخص الرد على هذا الكلام في عدة نقاط:
1- السيسي هو صاحب تلك القصور، وبالتأكيد قام ببنائها ليسكن فيها، ولذلك تعمدت أن يكون عنوان مقالي: قصورك يا سيسي!
2- اعترف أكثر من مرة بأن بلادنا دولة فقيرة، وهناك أزمة اقتصادية طاحنة! وشهدت بلادي ارتفاعا مذهلا للأسعار في كافة الخدمات الأساسية.. فهل هذا وقت بناء قصور رئاسية جديدة أم أن هذا السلوك يدل على خلل فادح في الأولويات.
3- ولمعلومات حضرتك عدد القصور والاستراحات الرئاسية تصل إلى ما يقرب من التسعين منتشرة في أنحاء مصر المختلفة من الإسكندرية شمالا وحتى أسوان جنوبا، والمؤكد أنه ليس هناك حاجة لبناء المزيد منها.
4- لم يقل أحد أبد أن مواصفات بناء الدول إقامة قصور بها بل هي تلبية احتياجات الشعب والعمل على النهضة في مختلف المجالات.. ولذلك فإذا بنيت القصور والشعب يعاني فهذا خطأ فادح، ويدل على قصر نظر شديد، والاهتمام بالمظاهر الفارغة على الأخذ بأسباب التقدم الحقيقية.
5- وأخيرا فإن ما جرى لا يمكن أن نراه في أي بلد يحكمه نظام محترم وهناك كل شيء على المكشوف وبالأرقام، فلا يمكن أن يقوم حاكم ببناء قصوره في الخفاء أو يقيم مشروعات ولا يعلم أحد شيئا عن أرقامها وتكلفتها، فهذا يدخل في دنيا العجائب عند الناس المحترمين فقط.