أسرة الرئيس مرسي.. عائلة لا تقبل الضيم وترفض التنازل

بلاء جديد تواجهه أسرة الرئيس مرسي وزوجته السيدة “نجلاء مسايل”، بفقدان عبد الله مرسي بأزمة قلبية، وهو أصغر أفراد أسرته، والمتحدث باسم العائلة لوسائل الإعلام بعد حبس شقيقه الأكبر المحامي أسامة مرسي.

تتحدث التقارير عن أزمة قلبية “مفاجئة”، فقد قد نال الأسرة من الأذى وعصفت بهم أمواج الباطل من كل مكان، ووجد الصغير أنه في مواجهة ذلك كله، فكان “الكريم بن الكريم” على حد قول الصحفي وائل قنديل وهو ينعيه.

“عبد الله” الخامس في ترتيب أبناء الرئيس الشهيد بعد أسامة، وأحمد، والشيماء، وعمر، والذي سبق لهذا الانقلاب العسكري الدموي تلفيق تهمة حيازة حشيش لعبد الله، النجل الأصغر للرئيس، في تهمة لشاب لا يدخن السيجارة؛ من أجل التشهير بالأسرة ومحاولة تشويه سمعتها، وحبسته عاما كاملا، لرجل كان شعاره “عهدي مع ربي كأبي.. ألا أقبل الضيم”، ليصدق فيهم القول: “حسبناهم صغارا فكانوا كالجبال الشم عنوانا”.

بكاء الرئيس

هل كان يعلم الرئيس مرسي أنه سيناله من البلاء وهو يبكي عندما أعلمه إخوانه باختيار شورى الجماعة له بالترشح للرئاسة؟، فمنذ ترشح طالت أسرته بل وعائلته الأكاذيب والشائعات التي روجتها آلة قوية تزول منها الجبال، بل وطالتها اعتقالات الانقلاب.

هل كان يعلم أن ولده الذي ينعيه للأمة بهذه الرجولة وهو يتوعد الانقلاب الخائن أنه “لا اعتراف بالانقلاب، لا تراجع عن الثورة، ولا تفاوض على دماء الشهداء” في آخر منشوراته عبر حسابه في 25 أغسطس الماضي؟.

رغم تصريحه لـ”الجزيرة مباشر” بأن أسرة الرئيس الراحل محمد مرسي تتلقى تهديدات من أجل الكف عن الحديث عن ظروف وفاته.

تصدّق الرئيس بعرضه وعرض أسرته طوال فترة رئاسته، وهو الذي لم يكن يرضى بذلك لمن يعرفه، فكان صقرا من صقور الجماعة، كما يصفونه، زادت ماكينة الأكاذيب والشائعات من حركتها، ونشرت إحدى الصحف الصفراء الموالية للعسكر “فيتو” تقريرا في فبراير 2013، زعمت فيه أن السيد نجلاء، زوجة الرئيس، تمارس جنون السلطة في طابا، وأنها أنفقت 200 ألف دولار في رحلة هناك على متن طائرة خاصة استضافت خلالها 12 أسرة إخوانية في حماية حرس الرئاسة!.

وثبت أن كل تلك الأخبار أكاذيب وشائعات، وطبعا لم تعتذر الصحيفة؛ لأنها تعلم من البداية أن الخبر عبارة عن أكذوبة، وأن الصحيفة ما تأسست إلا لمثل هذه الأكاذيب والافتراءات على معارضي حكم العسكر والتسبيح بحمد العسكر وتكريس حكمهم للأبد على حساب الشعب والوطن والديمقراطية.

منع الزيارة

يستغرب المراقبون من ظهور مبادرات لبعض المعتقلين للاعتراف بالسيسي ومُجانبة السياسة، ومن بين أسبابهم أسرهم التي لا يرونها، بينما أسرة الرئيس الصامدة، أدام الله عليهم صبرهم، وهي التي زارته بعد 4 سنوات من اختطافه في 4 يونيو 2017، حينها ظهر عبد الله، نجل الرئيس محمد مرسى، عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك، ليقول: “الحمد لله السخي الكريم، الحمد لله الذي قدر اليوم لوالدتي حرم الرئيس محمد مرسي وأختي الشيماء زيارة ولقاء والدي الرئيس محمد مرسي في مقر احتجازه والاطمئنان عليه وعلى أحواله وحالته الصحية، بعد انقطاع ومنع تام للزيارة منذ أربع سنوات”.

وبعد زيارة أخيرة للرئيس الشهيد في سبتمبر 2018، قالت زوجة الرئيس المصري الأسبق محمد مرسي: إن قوات الأمن اعتقلت نجلها عبد الله صباح 10 أكتوبر الماضي، ولم تصدر سلطات الانقلاب تصريحا بشأن القبض على نجل الرئيس، ثم ما لبثت أن أطلقت سراحه.

وكان عبد الله مرسي قد أدلى بتصريحات قبل أيام من اعتقاله بشأن صحة والده عقب الزيارة الأخيرة التي قامت بها أسرة الرئيس المصري الأسبق له في محبسه بطرة.

أسامة مرسي

نعت أسرة الرئيس مرسي الكثير من الشهداء، وشاركت في عزاء الشهداء، ومنهم الشهيد بإذن ربه النائب فريد إسماعيل، وكان أسامة مرسي قبل اعتقاله، متحدثا على قبر الشهيد، متحملا عناء السفر وعنت الأمن الذي حاصر القرية، يذكر موقفا مع الدكتور فريد وهو يدافع عنه، فيقول له مستعذبًا الشهادة واصطفاء الشهداء بقوله “هو احنا ما نستهالش؟”.

لذلك طال التنكيل أسامة، نجل الرئيس، رغم أنه محام ومتحدث إعلامي باسم الأسرة؛ فمنذ اعتقاله في ديسمبر 2016 لم تتمكن الأسرة من زيارته سوى مرة واحدة.

وداع الرئيس

وذكرت تقارير إخبارية وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، أن عبد الله محمد مرسي توفي إثر إصابته بأزمة قلبية في مستشفى خاصة بمنطقة حدائق الأهرام بمحافظة الجيزة.

وأن نجل الرئيس الراحل كان يقود سيارته قبل أن يصاب بتشجنات عصبية وأزمة قلبية مفاجئة، وفشلت محاولات الأطباء بعدها في إنقاذه.

وجاءت وفاة عبد الله بعد أشهر قليلة من وفاة والده محمد مرسي، في 17 يونيو ، الذي سقط ميتا في قاعة المحكمة أثناء محاكمته في قضية التخابر مع قطر.

وكان عبد الله مرسي قد نشر تغريدة، في 14 أغسطس الماضي، تضم صورا وأسماء 15 مسئولًا مصريًّا بينهم السيسي، متهما إياهم بأنهم خططوا وأمروا بقتل المعتصمين في رابعة.

ولكن هذا البطل روى كيف رأى والده قبل دفنه على حسابه على الفيس بوك، وأنه بعد بشريات وكرامات للرئيس الشهيد رفض أسود مرسي، مع وقت صلاة الفجر وسماع الأذان، أن يحمل جثمانه الطاهر أي من هؤلاء المجرمين وحمله أبناؤه الرجال الأربعة إلى المسجد، “وصلينا الفجر ثم رفضنا أن يصلي عليه أيٌّ منهم، وصلينا على الشهيد الرئيس محمد مرسي وسألنا الله له الشهادة والقبول.

وكان عبد الله بعد أن حُمل والده إلى السيارة، والتي منها أنزلوه مقابر أحبابه مرشدي جماعة الإخوان المسلمين في مدينة نصر (شرق القاهرة) حيث وضع بجوار حبيبه ورفيقه الأستاذ الشهيد المجاهد محمد مهدي عاكف، وقالوا “والذي نشهد الله أننا رأينا جثمانه كما هو لم يتبدل ولم يتغير رأيناه فكان بشرى على بشرى”.

وأكدوا أنه في الزيارة الأخيرة للرئيس مرسي، والتي كانت في سبتمبر سنة 2018، أول من سأل عنه الرئيس ـ رحمه الله ـ وقتها كان الأستاذ عاكف، فأخبرناه أنه انتقل إلى جوار ربه (سبتمبر 2017)، فقال إنا لله وإنا اليه راجعون، ألقاه عند حوض النبي صلي الله عليه وسلم إن شاء الله.

وكانت الأسرة تزف الابن بعدما زفت الرئيس الشهيد إلى قبره، وبعد إماطة الكفن عن وجهه كان نورًا كالبدر بين الشهداء والمناضلين السابقين.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

في الذكرى التاسعة للثورة.. مواقع التواصل تغرد «ثورة الغضب 25»

في الخامس والعشرين من يناير كل عام، يحيي المصريون ذكرى ثورتهم الخالدة التي أطاحت برأس ...