بتوصيات السيسي وعباس.. حجب المواقع من شفرة المخابرات إلى أقبية “مكرم” للإعلام

من المفترض أن يناقش “المجلس الأعلى للإعلام” الموالي للانقلاب ورئيسه الذراع الأمنية مكرم محمد أحمد، مندوب المخابرات في رئاسة المجلس، في اجتماعه الأربعاء 4 أغسطس، حجب نحو 9 مواقع، منها موقع “الشرقية أون لاين” التابع لإخوان الشرقية والمحجوب بالأساس بشكل نهائي، ويصل إليه رواده من خلال وصلات VPN!

وتناقش ما تسمى بـ”لجنة الشكاوى” بمجلس مكرم وكرم جبر ما يدعونه “مخالفات إعلامية” وتوصيات بحجب موقع بشكل نهائي، وهو موقع “الشرقية أونلاين”، وتوجيه الإنذارات لـ3 مواقع تورطت في نشر الشائعات، بجانب حجب 9 مواقع لمدة 3 شهور لنقلها الأكاذيب من مواقع التواصل الاجتماعي دون التأكد من صحتها وهي: “الفجر، القاهرة ٢٤، مصر بوست، موقع جريدة الأهرام الكندية، أهل مصر، حرية برس، صوت مصر، أخبارك، الحدث اليوم، الديار، بوابة الأهرام، بجانب قناة أماني الغزاوي على اليوتيوب”.

وادعى “الأعلى للإعلام” أن هذه المواقع نشرت أخبارًا منقولة عن “السوشيال ميديا”، تدعي اعتداء أحد الضباط على معلمة في بورسعيد، وإصابتها بجلطة وشلل نصفي، رغم أن المعلمة خرجت من المستشفى بعد نصف ساعة فقط وأوضحت الحقيقة التي نفت ما تناولته السوشيال ميديا.

غير أن هذا الإجراء بات متاحًا لأن يعلن عن مناقشته، في ضوء إقرار برلمان العسكر لقانون تقنية المعلومات لحجب المواقع، رغم أنه سلوك يجافي حقوق الإنسان في الحصول على المعلومات.

حتى إن المجلس القومي لحقوق الإنسان قال: إنه “يتابع باهتمام تداعيات إغلاق عدد من المواقع الإخبارية الإلكترونية، وأثره على حرية الرأي والتعبير في مصر”.

وأضاف، في بيان، أنه “لاحظ أن عملية حجب المواقع الإلكترونية لم تتم استنادا لقرار مُعلن من جهة محددة”.

وتسير سلطات الانقلاب على نفس ما سار عليه المخلوع في ديسمبر 2010، عندما حجب معظم مواقع الإخوان الفرعية في المحافظات صبيحة يوم التصويت في جولة الإعادة لانتخابات برلمان 2010، المزور والذي أعلنت الجماعة مقاطعة “الانتخابات”.

522 موقعا

وفي تقرير صدر له اليوم بالتزامن مع قرار مجلس مكرم وكرم جبر الإعلامي، كشف المرصد العربي لحرية الإعلام عن ارتكاب عصابة العسكر 48 انتهاكًا بحق صحفيين وعاملين بالمجال الإعلامي، بجانب ارتفاع عدد المواقع المحجوبة إلى 522.

كما فرضت حكومة الانقلاب العسكري بقيادة المجرم عبدالفتاح السيسي مزيدًا من أجواء الخوف والإرهاب، من خلال استمرار الاحتجاز التعسفي والاعتداءات البدنية والمنع من الظهور الإعلامي والفصل الجائر.

ووثّق تقرير حديث للمركز 48 انتهاكًا تصدّرتها انتهاكات الحبس والاحتجاز بعدد (15 انتهاكًا)، ثم انتهاكات التدابير الاحترازية (10 انتهاكات)، وحلت انتهاكات السجون ثالثًا بعدد (8 انتهاكات)، ثم انتهاكات قيود النشر (5 انتهاكات).

وجاءت القرارات الإدارية التعسفية في المركز الخامس بعدد (4 انتهاكات)، ثم المحاكمات المعيبة بعدد (3 انتهاكات)، ثم حجب المواقع بعدد “انتهاكين” والاعتداءات (انتهاك واحد)، كما رصد التقرير 5 انتهاكات استهدفت الصحفيات: آية علاء حسني، وشروق أمجد، وزينب أبوعونة.

وأكد أن المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام واصل قرارات الحجب، ليرتفع عدد المواقع المحجوبة في مصر إلى 522 موقعًا بعد حجب موقعين خلال هذا الشهر، بعد أن توقف في يونيو عند 520 موقعًا محجوبًا.

مراكز حقوقية

واستنكر مركز الشهاب لحقوق الإنسان حجب سلطات الانقلاب مواقع إلكترونية قال إنها وصلت لأكثر من 34 ألف موقع إنترنت، في محاولة للسيطرة على موقع حملة “باطل” التي أُسست في أبريل الماضي، لجمع توقيعات مناهضة للاستفتاء على “التعديلات الدستورية”.

وأدان الشهاب من خلال صفحته على فيس بوك انتهاك سلطات الانقلاب لحرية الرأي والتعبير، عبر محاولاتها المستمرة لإسكات ومحاربة أي صوت معارض.

وأكد موقع “نتبلوكس”، الذي يراقب حركة الإنترنت، أن المواقع المحجوبة تشمل شركات ناشئة بارزة في مجال التكنولوجيا، ومواقع للمساعدة الذاتية، وصفحات للمشاهير، إضافة إلى العشرات من المشاريع التكنولوجية ذات المصدر المفتوح، وكذلك مواقع بهائية وأخرى يهودية وإسلامية ومنظمات غير حكومية.

وأوضح أن الحجب نَشَطَ على شبكات المصرية للاتصالات، وراية، وفودافون، وأورانج، واستهدف عنوان اﻹنترنت IP الخاص بخدمة Netlify لاستضافة المواقع، لحجب موقع الحملة؛ ما تسبب في حجب اﻵلاف من المواقع اﻷخرى، بحسب البيانات التي نشرتها الشبكة.

فيما نشرت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان خلال الأيام الماضية فيديو يشرح بشكل بسيط كيفية استخدام VPN لتجاوز الحجب، وقالت إن الفيديو يأتي مع تزايد المواقع المحجوبة باستخدام VPN إحدى الخدمات المجانية.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

في الذكرى التاسعة للثورة.. مواقع التواصل تغرد «ثورة الغضب 25»

في الخامس والعشرين من يناير كل عام، يحيي المصريون ذكرى ثورتهم الخالدة التي أطاحت برأس ...