نهر النيل في خطر.. نتنياهو لـ”آبي أحمد”: نتعهد بإدارة الموارد المائية لإثيوبيا

لم يمض شهران بين ما أعلنه موقع “ديبكا” العبري، في 9 يوليو الماضي، عن محاولات عبد الفتاح السيسي الفاشلة إقناع بنيامين نتنياهو بألا تنشر تل أبيب منصات الصواريخ الدفاعية حول سد النهضة، ورفض مكتب نتنياهو العرض من المنقلب.

وإعلان رئيس وزراء الكيان الصهيوني نتنياهو لدى استقباله “آبي أحمد”، رئيس الوزراء الإثيوبي، الأحد 1 سبتمبر، والأخير يقوم بأول زيارة رسمية معلنة لمسئول إثيوبي للكيان الصهيوني، ليخبره نتنياهو أن تل أبيب تتعهد بإدارة الموارد المائية لإثيوبيا.

الغريب أنه سبق للسيسي اللجوء، في أغسطس 2017، لنتنياهو ليتفاوض مع إثيوبيا على حصة عادلة لمصر من مياه النيل، في حين كان الرد السابق لنتنياهو أن “إسرائيل ستوجه مياه النيل إلى حيث تشاء إثيوبيا”.

زيارة بأريحية

وتناقلت وسائل الإعلام مشاهد وقوف “آبي أحمد” بكل أريحية وسط الاستقبال الصهيوني، وكأنه بتطبيعه ورئيس تشاد الذي سبقه بأيام لا يفعلان شيئًا، وينظر باهتمام لتصريح رئيس وزراء الاحتلال نتنياهو، وهو يقول إن إثيوبيا والكيان يعانيان من “الإسلام الراديكالي”.

الصحفي الصهيوني “شمعون آران” كشف عن أن هذه الكلمات جاءت لدى استعراض نتنياهو أمام “آبي أحمد” والدة المواطن “الإسرائيلي” إثيوبي الأصل، أفيرا منجيستو، الذي قبضت عليه حماس في قطاع غزة أثناء هجوم سافر على القطاع من جيش نتنياهو.

والتقى آبي أحمد مع والدة منجيستو، أحد ثلاثة جنود صهاينة محتجزين في قطاع غزة المحاصر. كما استغل رئيس الوزراء الإثيوبي خطابه لإرسال تعازيه إلى عائلة سليمان تيكا، التي أدى مقتلها على أيدي شرطي صهيوني في يوليو إلى اندلاع أسابيع من الاحتجاجات في جميع أنحاء الكيان، واتهامات بالعنصرية التي ترتكبها الشرطة.

التنسيق الأمني

ومقابل هذا الاهتمام الصهيوني بإفريقيا، تطمح إسرائيل من خلال العنصر الإثيوبي ليكون لها عينًا في الدول التي يعملون بها في الخليج أو في الشمال الإفريقي.

فقد نقل موقع “ميدل إيست مونيتور” عن نتنياهو دعوته للتنسيق الأمني ​​بين الاحتلال وإثيوبيا. واعتبر الموقع أن الدعوة التي وجهها رئيس وزراء الكيان هي محاولة لتعزيز نفوذ الكيان الصهيوني في القارة الإفريقية.

رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، كان في زيارة رسمية للقدس في نهاية هذا الأسبوع، وهذه بمفردها كارثة بالاعتراف بها عاصمة لليهود، ومقرا لسفارة العم سام في فلسطين المحتلة.

وقال نتنياهو: “نحن نعتقد أنه يمكننا تقديم بعض الخبرة، وبعض التجارب المشتركة التي اكتسبناها بسبب حاجتنا المؤسفة للدفاع عن أنفسنا”، في إشارة إلى احتمال التنسيق الأمني ​​بين البلدين.

كما أشاد نتنياهو بالعلاقات الوثيقة مع إثيوبيا، مشيرًا إلى وجود الآلاف من اليهود الإثيوبيين في فلسطين المحتلة، فضلاً عن الحوادث الأخيرة التي ساعدت فيها إثيوبيا على إعادة جثث مراهق صهيوني اختفى الشهر الماضي أثناء التنزه في البلاد.

إفريقيا والكيان

ويسعى نتنياهو إلى زيادة التعاون الأمني ​​مع إثيوبيا كدليل على مساعيه المستمرة للتطبيع وخلق “محور إسرائيل” لإفريقيا.

وفي عام 2016، أصبح نتنياهو أول رئيس لحكومة الكيان يزور إثيوبيا، حيث التقى رئيس الوزراء آنذاك هايلي مريم ديسالين لمناقشة إمكانية زيادة التعاون الثنائي في مجالات المياه والزراعة والاتصالات والسياحة والتعليم.

في مايو 2018، عُقد منتدى الأعمال الإثيوبي الصهيوني في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا ليتزامن مع انتهاء زيارة الرئيس الصهيوني روفين ريفلين للبلاد. ونقل بيان صادر عن الحكومة الإثيوبية عن ريفلين قوله في المنتدى: إن “الشراكة بين البلدين ستحسن التعاون القائم بينهما في مجالات الأمن الغذائي والصحة العامة والبنية التحتية والطاقة”.

وأقامت إسرائيل وإثيوبيا علاقات دبلوماسية رسمية منذ عام 1992، بعد قطعهما في أعقاب حرب 1973.

وفي السنوات القليلة الماضية، زار نتنياهو أوغندا وكينيا ورواندا، وفي يناير زار تشاد لاستعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، والتي كانت قد قطعت في عام 1972.

هذه الحملة لتطبيع العلاقات مع الدول الإفريقية لها فوائد مادية عديدة للكيان- غالبًا ما تشمل صفقات الأسلحة المربحة، ومذكرات التعاون الاقتصادي واستخدام المجال الجوي الذي سيقصر بشكل كبير مسارات الرحلات الجوية لشركات الطيران الصهيونية التجارية- ولكن تم متابعتها أيضًا بسبب قيمتها الدعائية .

وقال نتنياهو في مؤتمر صحفي قبل مغادرته إلى تشاد، إن الزيارة “جزء من الثورة التي نقوم بها في العالمين العربي والإسلامي”، مدعيا أن مثل هذه المبادرة “تثير قلقًا كبيرًا، بل تثير غضب الفلسطينيين والعالم العربي”.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

في الذكرى التاسعة للثورة.. مواقع التواصل تغرد «ثورة الغضب 25»

في الخامس والعشرين من يناير كل عام، يحيي المصريون ذكرى ثورتهم الخالدة التي أطاحت برأس ...