“جمهورية الهيئة الهندسية”.. هل ترك ولاد الحرام لولاد الحلال حاجة في مصر؟

مع اتساع بيزنس الحرام لجنرالات الجيش وتوغلهم بالاقتصاد المصري، بدأت تتضح ملامح ذراع جديدة من أذرع المؤسسة العسكرية الاقتصادية، والتي جعلتها المهيمن الأكبر على السوق المصرية في العديد من المنتجات، بحسب محللين.

ومنذ بزوغ شمس يوليو 1952، تعاقب على مصر جنرالات عسكريون بدءا بعبد الناصر وانتهاء بجنرال إسرائيل السفيه السيسي، غير أن عملية العسكرة تعاظمت عقب اتفاقية كامب ديفيد للسلام مع إسرائيل في 1978، والتي قلصت المهام القتالية للجيش ودفعته نحو مهام السيطرة الداخلية.

آخرها الصيدليات

وأثار قرار وزارة الصحة في حكومة الانقلاب، شطب اسمي صاحبي أكبر سلسلتين للصيدليات في البلاد من سجلات الصيادلة بالوزارة، وهما أحمد العزبي صاحب صيدليات العزبي، وحاتم رشدي صاحب صيدليات رشدي؛ امتثالا لحكم قضائي، جدلا في مصر.

كما تسبب القرار في حالة من اللغط، خاصة أن هذه الصيدليات توفر الدواء لملايين المرضى في جميع المحافظات من خلال مئات الفروع، بالإضافة إلى الأنباء عن وقوف أصحاب سلسلة صيدليات جديدة مملوكة للجيش وراء هذا القرار.

وقضت محكمة استئناف القاهرة بتأييد القرار التأديبي القاضي بشطب عضوية العزبي من نقابة الصيادلة، وكذا شطب اسم رشدي من جدول مزاولة المهنة، وإيقاف 25 صيدلانيا لمدة عام؛ لإعارتهم أسماءهم لهما حتى يتمكنا من فتح وإدارة أكثر من صيدلية، بالمخالفة للقانون.

من جانبه يقول الكاتب الصحفي وائل قنديل: “لم تعد القوات المسلحة تزاحم القطاعين، العام والخاص، وتنازعهما في عملهما، بل صارت الكيان المخيف الذي يحتكر السوق، ويوزّع الفتات على الآخرين، أو إن شئت الدقة، باتت “الهيئة الهندسية” هي المقاول الكبير الذي يهيمن ويمنح الآخرين فرصة المشاركة، بالقدر الذي يحدده”.

مضيفاً: “الآن يضج الجنرالات بالهامش الضئيل الذي تركوه للمدنيين الأوغاد لكي يلعبوا فيه، فقرروا إحراق هذا الهامش ومصادرته وضمه إلى الإمبراطورية العسكرية الرهيبة التي تحدّث عنها، في مارس 2012، عضو المجلس العسكرى “اللواء محمود نصر” في ندوة بعنوان “رؤية للإصلاح الاقتصادى” قائلًا: “سنقاتل على مشروعاتنا وهذه معركة لن نتركها. العرق الذي ظللنا 30 سنة لن نتركه لأحد آخر يدمره، ولن نسمح للغير أيا كان بالاقتراب من مشروعات القوات المسلحة”.

مضيفا: “الجديد هذه المرة دخول دولة الجنرالات على سوق الدواء، والبداية بضربة عنيفة أطاحت بأقدم سلسلتين في عالم الصيدلة خارج السوق وأعرقهما، من خلال قرار بإعدامهما وشطبهما من سجلات النشاط، ومحوهما لصالح كيان صيدلي جديد وغامض، يتوغل بتوحش في كل شبر على أرض مصر باسم (19011) ملتهمًا في طريقه كل الكيانات الصغيرة والكبيرة التي تعمل في مجال الدواء منذ عقود، لينزاح الغموض رويدًا رويدًا، وتروج الأخبار عن وجود اسم ابن “عبد الفتاح السيسي” في تشكيل مجلس إدارة تنين الصيدلة الجديد”.

“السبوبة رايحة لفين؟”

وتفاعل نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي في مصر مع قرار شطب مالكي صيدليات العزبي ورشدي، وغض الطرف عن سلاسل أخرى لم يتم إيقافها، على رأسها صيدليات 19011 التي انتشرت بشدة في الشهور الأخيرة، ورجحوا وقوف الجيش وراء الأزمة؛ تمهيدا للسيطرة على تجارة الأدوية في البلاد.

وقال أحمد كريم: “صيدليات العزبي ورشدي أشهر سلسلة صيدليات بمصر، فجأة طلع لهم قرار شطب وغلق.. انتظروا خير صيادلة الأرض”.

فيما قال محمد الفاتح: “العزبي ده بتاعهم من زمان، وصادر ضده قرار بالشطب من سنين، ولم ينفذ، لكن يبدو أن السبوبة دلوقتي محتاجة إزاحة العزبي ورشدي من السوق”.

أما المستشار وليد شرابي فقال: “صيدليات العزبي ورشدي من أعرق الصيدليات في مصر، ونجاحها يشهد به الجميع، والعدوان عليهما تم من سلطة عسكرية غاشمة أضرت بكل المصريين”.

بدوره، قال أحمد العش: “العزبي ورشدي بيتحايلوا على القانون ويفتحوا أكتر من صيدلية باسم صيادلة تانيين فيتشطبوا طبعا، إنما 19011 اللي بتخالف القانون وفاتحة 100 صيدلية باسم واحد محدش يقدر يقربلها”.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

في الذكرى التاسعة للثورة.. مواقع التواصل تغرد «ثورة الغضب 25»

في الخامس والعشرين من يناير كل عام، يحيي المصريون ذكرى ثورتهم الخالدة التي أطاحت برأس ...