مواقف الفنانين.. 6 سنوات على أبشع مجازر عرفتها الإنسانية

كان دور بعض الفنانين في دعم الانقلاب من عينة عزت العلايلي وحسين فهمي وطارق النهري وعشرات آخرين، فضلا عن جُل الممثلات، وفي بداية الانقلاب وتحديدا قبل 8 يوليو، غلب الحق على توقعات بعض الفنانين ومن ينحازون للعسكر، فقد تداول نشطاء منشورا منسوبا لمحمد صبحي يقف فيه مع حشود الشرعية، وكذلك الفنان عادل إمام، والفنان أحمد حلمي، فالأخير قال “كنت ضد الإخوان أولا، ولكن الشرعية أمامها ألف خط أحمر.. والانقلاب العسكري خراب على الجميع وسأنزل مليونية 7/7”.

صبحي وإمام

وفي نفس اليوم كتب محمد صبحي على “تويتر”، أن الحشود الشعبية الكبيرة التي تخرج لتأييد الشرعية والرئيس محمد مرسي ستجبر الجيش على سحب البيان الذي وصفه بـ”الأحمق”.

وأضاف صبحي، الذي انحاز الآن للانقلاب والسفيه السيسي عبر موقع “تويتر”، أن “مصر لن تسمح بانقلاب عسكري على إرادة الشعب، لسنا عبيدا للجيش ولن نكون”.

وبعدما اعتبر عادل إمام، زعيم مسرح الهرم، أن ما حدث في 3 يوليو انقلاب، عاد أدراجه ليعتبر في تصريح لصحيفة “الرأي” الكويتية أن ما قاله محض هلوسة صيام!، وعلق الشيخ محمد العوضي على نكوص عادل إمام قائلا: “كثيرون لم يصدقوا خبر إدانة عادل إمام للعسكر لأنه فنان بلطجي”.

وحتى الآن يحاول أحمد حلمي- الذي نجح في إزالة السرطان في عملية بإحدى الدول الأوروبية- ألا يحتك بالانقلاب، رغم أنه وبعد مرور شهرين على فض اعتصامي “رابعة والنهضة”، نشر الفنان أحمد حلمي في 20 أكتوبر 2013، العديد من الانتقادات للحكومة وطريقة أدائها في إدارة شئون البلاد، وهاجم من خلال صفحته على فيسبوك عددًا كبيرًا من مؤيدي فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة، قائلًا: “اكتشفت الفترة الأخيرة إن فيه مصريين كتير، ماشيين بمبدأ طز في الإنسانية والدم والكرامة والثورة، بس المهم مرسي ميرجعش الحكم”.

تحول لمجال آخر

الفنان محمد رياض، بطل مسلسل “لن أعيش في جلباب أبي”، نسب إليه نشطاء على التواصل، في 6 يوليو 2013، قوله: “أدعو عقلاء القوات المسلحة للتراجع عن الانقلاب حتى لا يتمزق جيشنا العزيز.. الجيش يواجه الشعب كله وليس الإخوان فقط.. يا عقلاء الجيش أنتم تراقبون كل شيء.. وسيصل ندائي لكم.. السيسي ورفاقه قبضوا الثمن طيب الجيش والمواطنين إيه ذنبهم؟”.

وتوقفت أعمال “رياض” فترة من الوقت، وتوجه لافتتاح مطعم ثم ما لبثت زوجته رانيا، ابنة الفنان محمود ياسين، في عمل برنامج تلو الآخر يؤيد الانقلاب، مثل حال والدها ووالدتها التي نزعت حجابها بدعوى أن الإخوان كرهوها في ارتدائه.

مواقف مغايرة

ومع ست سنوات من الانقلاب العسكري ومجازره في رابعة والنهضة، ظهر فنانون اتخذوا موقفًا على غير ما توجه إليه رفاقهم.

وكان الفنان عمرو واكد ممن اختلف مع الإخوان، وصديقه خالد أبو النجا بشكل تام، ورغم ذلك هم أيضا ضد الانقلاب العسكري أحيانا يمارسون دورا معينا غير مفهوم باتهام الطرفين، الإخوان والعسكر، وأحيانا يترحمون على الرئيس مرسي وفترة حكم الإخوان الذين ما كانوا مثل الديكتاتور الحالي.

واعتبر خالد أبو النجا، مجزرة رابعة وما سبقها أو لحقها “نقطة سوداء”، وصحب صديقه “واكد” إلى الكونجرس الأمريكي ليكشف عورة قمع الانقلاب لمعارضيه ليس فقط من الإخوان بل من الليبراليين والفنانين.

وممن سبقهما من الفنانين من أصحاب التوجه اليساري الراحل خالد صالح، الذي اعتبر أنه ضد الإخوان ولكنه ضد فض رابعة بهذا الشكل، وأن من قُتل هم من المصريين، وكتب في 7 يوليو قبل مجزرة الحرس الجمهوري، “إسقاط الإخوان يجب أن يكون بالصندوق وليس بتضييع مصر ودعم انقلاب عسكري على الشرعية وعلى إرادة الشعب، يسقط الانقلاب العسكري”.

وأضاف أن “القبول بالانقلاب العسكري سيدمر مصر ويلغي كل إنجازات ثورة يناير، أنا ضد الانقلاب على الديمقراطية والمدنية.. يسقط الانقلاب العسكري”.

وتوفي خالد صالح في 25 سبتمبر 2014، وتسببت كلماته في رفض الانقلاب شماتة مؤيدي الانقلاب بموته.

خرج ولم يعد

الفنان هشام عبد الحميد قال: “كنت أتمنى أن يتم فضه بالمعايير الدولية وليس بالطريقة التي تم بها وهى غير مقبولة”.

وعن رابعة وعلى غرار موقف الأكاديمي الممثل هشام عبد الحميد “غرام الأفاعي”، رفض الفنان هشام عبد الله “الطريق إلى إيلات” الفض بهذا الأسلوب، وشارك في أعمال تناهض الانقلاب جنبا إلى جنب مع الفنان محمد شومان، حيث اعتبرا أن الانقلاب أساس لكل الجرائم.

مواقف وتلميحات

وكان الفنان المغني حمزة نمرة من أبرز من رفض فض الاعتصامين، وشارك بعد ذلك في عدد من المسيرات التي خرجت لرفض 30 يونيو، وبعد الفض كتب على حسابه الشخصي على موقع تويتر: “رجاء وإنت بتعيد وقاعد وسط أسرتك وولادك، افتكر إن فيه ناس ولادهم دمهم ساح، وناس ولادهم مرميين في السجون ظلم، وناس ولادهم اتيتموا.”

وعقب دعمه للثوار بألبومات ومنها “اسمعني” و”يا مظلوم ارتاح” التي أنتجها في 2014، حاصره الانقلاب وفصله من نقابة المطربين.

أما الفنان جميل راتب فكان واضحًا، فاعتبر أن “ما حدث هناك كان شيئا فظيعا”، ذلك كان رد الفنان الكبير جميل راتب على سؤال حول فض اعتصامي رافضي الانقلاب العسكري في ميداني رابعة العدوية والنهضة.

ورحل “راتب” في سبتمبر 2018، وكان صاحب موقف حاسم وقاطع في رفض استخدام القوة ضد المتظاهرين العزل، الذين اعتصموا في “رابعة العدوية” و”النهضة”، رفضا للانقلاب الذي قاده وزير الدفاع آنذاك الفريق أول عبد الفتاح السيسي، ضد أول رئيس مدني منتخب في تاريخ مصر، الرئيس محمد مرسي.

أما الفنان محمد شرف فكان يُكن حبًا للدكتور حسن البرنس، ويمثل حاسة الفنان غير المؤدلج ابن البلد الاسكندراني، وأوصى أن يغسله ويكفنه الدكتور البرنس أستاذ الأشعة، والذي يحبسه السيسي بسجونه.

انقلاب 30 يونيو

وفي 1 يوليو الماضي، رحل الفنان عزت أبو عوف، والذي له تصريح شهير كان تلميحا بحدوث الانقلاب، وكان موقفا شخصيا منه برفض هذا المسلك، لأسباب لا تتعلق بحبه للإخوان من عدمه، وقال: “بلاش 30 يونيو واصبروا على مرسي 3 سنين وجهزوا نفسكم أحسن ما يحصل دم ويقفز واحد يحكمكم 30 سنة.. حطوا دايرة على كلامي واعرفوه بعدين”.

ويتشابه تلميح عزت أبو عوف مع تصريح ستيفان سيجال الذي رفض زيارة مصر إلا بعد سقوط الانقلاب، ففي حوار له في 2018 مع الممثل ومقدم البرامج رامز جلال، قال “سيجال” لرامز: “سأزور مصر عند زوال الانقلاب”.

ووعد “سيجال”، خلال برنامج “رامز بيلعب بالنار”، والذي يقدمه الفنان المصري رامز جلال، بزيارة مصر مرة أخرى، لكن عليه أن يختار الوقت عندما لا يكون في مصر انقلاب عسكري.

وقال سيغال خلال حواره بالإنجليزية: I just have to time it when there is no coup going on، ويعتبر الفنان والكاتب الأمريكي “ستيفن سيغال” أحد أشهر نجوم أفلام الحركة والدفاع عن النفس الأمريكية.

من نوع جديد

وتعاملت سلطات الانقلاب مع الفنانين المنتمين للإخوان إما بالاعتقال أو بالقتل، حيث اعتقلت سلطات الانقلاب معيدًا بكلية الفنون الجميلة، وهو مهندس وفنان، في نوفمبر 2013، إلا أنه وقبل إخلاء سبيله في يوليو 2014، حصل على الماجستير داخل معتقله.

المهندس شريف فرج، المعيد بالفنون الجميلة بجامعة الإسكندرية، اتهمته نيابة الانقلاب بالانضمام لجماعة محظورة “الإخوان”، والترويج بالقول والكتابة لتحقيق أغراض الجماعة، واستخدام العنف والبلطجة.

كما تعامل الانقلاب بالقتل مع فنان آخر، وهو المنشد محمد بيومي، صاحب أنشودة “ثورة دي ولا انقلاب”، والذي استُشهد في 16 أغسطس 2013، أمام مسجد الفتح (مجزرة رمسيس).

وبعد دقائق من دخوله الميدان، ارتقى شهيدا وهو يرفع إصبع التوحيد نحو السماء- في صورة مشهورة له- وكأنّه يقول (ربّي ما خرجتُ إلا ابتغاءَ مرضاتك، خرجتُ دون ديني وعِرضي ونفسي ومالي وحريتي وكرامتي، فتقبّل مني)، على حد قول صديقه “محمود حسني”.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

في الذكرى التاسعة للثورة.. مواقع التواصل تغرد «ثورة الغضب 25»

في الخامس والعشرين من يناير كل عام، يحيي المصريون ذكرى ثورتهم الخالدة التي أطاحت برأس ...