رابعة الصمود.. كيف؟!

بالرغم الدماء وفداحة الخسائر البشرية والانسانية والنفسية، التي مني بها المصريون في اكبر مجزرة قتل حماعي بترتيب واحكام من عساكر مجرمون غيروا عقيدة الجيش الذي ظل لسنوات طويلة الدرع والحامي للمصريين، فحرفوها ليتحول لمليشيات وعصابات للقتل الجماعي.

ورغم كل ذلك تظل رابعة العدوية رمزا للصمود، بالتمسك بحقوق حاياها بالقصاص العادل لدمائهم الذكية، وثبات اصحاب رابعة ومناضليها بالافكار والمطالب التي رفعوها بالميدان منذ اول لحظة، رفضا لحكم العسكر، واحترام ارادة الشعب المصري وحريته في اختيار من يحكمه، والتمسك بثوابت ثورة ينير في العيش الكريم والكرامة الانسانية والعدالة والحرية…

ويتجلى صمود ورمزية رابعة، في الشعار المرفوع دوليا، في كل ساحات العالم، التي ترفض الاستبداد والبطش العسكري وتسلط الطغاة، كما تبقى القضايا والمحاكمات المنظورة في الاروقة الدولية والمطالبات الحقوقية بمحاكمة العساكر المنقلبين، سيفا على رقبة السيسي وعساكره في الخارج والداخل، رغم لجوء نظام العسكر لاقرار عدة قوانين باطلة دستوريا بحماية القتلة الذين شاركوا في مذابح رابعة والنهضة.

وتبقى مذبحة رابعة العدوية، جريمة إبادة جماعية تنتظر العدالة.

رابعة العدوية والنهضة…سيبقوا جرحا نازفا لا يندمل، وآهات وحسرات تعتصر قلوب الأمهات اللواتي فقدن أبناءهن وأزواجهن في ساحة كانت ذات يوم رمزا للحرية والانعتاق من نظام فاسد ومفسد

ست سنوات على مجرزتي “رابعة العدوية” و”النهضة” في مصر، ولا يزال الدم طريا ورائحته تملأ المكان، ومشاهد الجثث المحترقة لا زالت حاضرة، تبحث عن عدالة غائبة وسط صمت ومباركة عربية ودولية على وقع المصالح وصفقات السلاح.

لم تتم مساءلة أي مسؤول مصري بشأن ما حدث في ساحة الموت والخراب، وعلى العكس ما فتئ العسكر يرسلون الشبان المعتقلين بأعداد غير مسبوقة إلى حبل المشنقة.

ذكرى “محرقة رابعة والنهضة” أو “هولوكوست القاهرة” التي ذهب ضحيتها ما لا يقل عن 900 شخص، وجرح فيها أكثر من ألف شخص أثناء تفريق اعتصامات في ميدان “رابعة العدوية” و”النهضة” في القاهرة الكبرى، ضد الانقلاب العسكري على أول رئيس مدني منتخب في مصر محمد مرسي الذي رحل بالقتل البطيء والإهمال الطبي في سجون النظام.

أهالي الشهداء لم ولن ينسوا ثأرهم حين سقط أحباؤهم في أكبر عملية “إخلاء وحشي” بحسب وصف صحيفة “الموندو” الإسبانية.

ولم تقف المجزرة عند حدود الدم وإنما تواصلت حتى اللحظة الحالية بإعدام العشرات منذ عام 2013 في محاكمات جائرة وشكلية أقرب إلى مسرح اللامعقول، فيما ينتظر عشرات المعتقلين تنفيذ حكم الإعدام بهم.

كما صدرت أحكاما بالسجن تصل إلى 25 عاما ضد أكثر من 650 شخصا في ما يتعلق بمشاركتهم في اعتصام “رابعة” في أعقاب محاكمة جماعية بما فيهم متظاهرون وصحفيون وسياسيون ونواب ووزراء، حيث وجهت لهم اتهامات بالمشاركة في “احتجاجات غير مصرح بها” و”الانتماء إلى جماعة غير قانونية“.

كما يمضي المعتقلون أيامهم ولياليهم في ظروف احتجاز غير إنسانية في سجون مصر، فضلا عن احتجاز كثير من المحكوم عليهم في الحبس الانفرادي لفترات طويلة تمتد إلى أشهر.

ويقبع نحو أكثر من 60 ألف معتقل سياسي في سجون الحكم العسكري منذ منتصف 2013، حسب تقرير “الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان“.

ويطالب حقوقيون باعتبار مجزرة فض اعتصامي “رابعة والنهضة” جريمة إبادة جماعية على المستوى الدولي؛ فهي مجزرة متكاملة الأركان ويجب أن يتم محاسبة مرتكبيها دوليا، بحسب أكثر من رأي قانوني.#رابعة_الصمود.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

في الذكرى التاسعة للثورة.. مواقع التواصل تغرد «ثورة الغضب 25»

في الخامس والعشرين من يناير كل عام، يحيي المصريون ذكرى ثورتهم الخالدة التي أطاحت برأس ...