جوانتانامو مصر.. لماذا تمتنع الأمم المتحدة عن وقف سلخانة “العقرب”؟

ما انقلب بتوافق دولي لن يسقط إلا بذات التوافق أو ثورة شعبية تاتي من القاع، ذلك ما يبدو عليه المشهد الحقوقي في مصر، فعدا عن بيانات الإدانة والتنديد والشجب والاستنكار وما تنشره الصحف الأجنبية، وبيانات منظمات حقوق الإنسان، فغن الوضع المأساوي في مصر سيبقى على حاله، فلا تحرك حقيقي من الأمم المتحدة لانقاذ 100 مليون نفس تحت حكم العسكر.

الشكوى التي تقدم بها المحامي عصام سلطان، عضو البرلمان المصري السابق ونائب رئيس حزب الوسط من تعرضه للتعذيب في محبسه بسجن شديد الحراسة بطره العقرب جنوبي القاهرة، واحدة من آلاف الشكاوي التي وصلت مسامع الأمم المتحدة وازيحت ووضعت في الأدراج.

ويعد سجن طرة 992 شديد الحراسة أقسى سجون مصر وأكثرها رعبا حتى عرف باسم “سجن العقرب” نتيجة سمعته السيئة، وقد شيد السجن كقلعة حصينة عام 1993، وأحيط بسور ارتفاعه سبعة أمتار، وعليه أبراج حراسة وبوابة مصفحة من الداخل والخارج.

وينقسم سجن العقرب إلى أربعة مبانٍ، كل مبنى من الأعلى على شكل حرف “أتش” ويتكون من أربعة عنابر، كل عنبر يضم عشرين زنزانة، ليصبح عدد زنازين هذا السجن 320 زنزانة، وبمجرد إغلاق البوابة الخارجية المصفحة ينعزل كل عنبر تماما عن باقي السجن، ويغيب كل شيء وراء الزنازين الضيقة، ويحرم التواصل مع أي إنسان، حتى أن الصوت لا يتسرب إلى الزنازين المجاورة بسبب الكميات الهائلة من الخرسانة المسلحة.

أبشع أنواع التعذيب

وقال سلطان في رسالة خطية مسربة من محبسه، إنه “يتعرض لأبشع أنواع التعذيب الجسدي والمعنوي، داخل سجن شديد الحراسة المعروف بالعقرب منذ 29 \7\ 2013، وحتى الآن، عبر محاكمات صورية هزلية، فاقدة لأدنى الضمانات الدستورية والدولية، بدءًا من منع الطعام والشراب والدواء والملابس والشمس والهواء عنهم، ونهاية بمنع أهله من زيارته منذ أكثر من عام”.

وأشار إلى أن هذه الإجراءات زادت قسوتها بعد رفضه لمساومة إدارة السجن له، بالتوقيع على وثيقة يعلن فيها تأييده لانقلاب جنرال إسرائيل السفيه السيسي، ويطالب سلطان في الرسالة، مجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة، بتشكيل لجنة أممية لزيارة سجن “العقرب” الذي يقبع فيه منذ 29 يوليو 2013، للوقوف على الإجراءات القمعية التي تقوم بها سلطات الانقلاب تجاه المعارضين.

وتحدث سلطان في الرسالة عن تعرض عدد كبير من رموز العمل السياسي المعتقلين معه، لإصابات جسدية ونفسية وعقلية بالغة تحت وطأة التعذيب المتواصل، واعتبر أن الهدف لما يحدث معه، أن يصل إلى نفس الحالة التي أصبح عليها عدد كبير من المعتقلين من انهيار صحي شامل، لرفضه التخلي عن آرائه السياسية ورفضه إصدار بيان تأييد للسفيه السيسي.

وأكد سلطان أنه “يريد من هذه الرسالة، أن تقوم الأمم المتحدة من خلال مجلس حقوق الإنسان العالمي، بإيفاد لجنة حقوقية لزيارته في سجنه والاطلاع على أحواله، وكتابة تقرير بشأنه لعرضه على مجلس حقوق الإنسان، لاتخاذ القرار المناسب في ضوء النظام الأساسي لعمل المجلس”.

تأييد الانقلاب

ولا تغيب أصوات المساجين من شدة التعذيب في سجن العقرب، ففي غرف التعذيب تتعدد الوسائل، منها عصي وأجهزة صعق كهربائي وسلاسل سقف لتعليق السجين.

وتقول المنظمات الحقوقية والإنسانية إن المعتقلين يتعرضون للضرب والصعق بالكهرباء وحتى للتحرش والاغتصاب، بالإضافة إلى تعليقهم لساعات طويلة، يضاف إلى هذا التعذيب التجويع والحرمان من الدواء ومنع دخول الطعام ونقص الأفرشة.

ومنع الزيارات العائلية جزء من التعذيب، حيث يعاني أهالي المعتقلين في سبيل رؤية أقربائهم، ولمن أتيحت لهم هذه الفرصة فغرف الزيارة بواجهات زجاجية والتحدث يتم عبر الهواتف فقط.

ومن أبرز نزلاء سجن العقرب المعتقلون السياسيون وقادة جماعة الإخوان المسلمين، والبعض منهم فقد حياته نتيجة هذه الأوضاع الوحشية النازية.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

السيسي يُطعم المصريين الخبز المصاب بـ”الإرجوت” السام لإرضاء الروس!

رصد تقرير استقصائي لموقع “أريج” كيف يُطعم السيسي المصريين الخبز المصاب بفطر قمح “الإرجوت” لإرضاء ...