فقط في مصر.. أحكام الإعدام أسهل وأسرع من استخراج بطاقة الرقم القومي

الإعدام والذبح هما وسيلتان لإزهاق الروح تم ذكر إحداهما في القرآن، في سياق ما جرى من أحداث بين نبي الله موسى عليه السلام وفرعون، وكان الذبح وسيلة انتقامية من فرعون وجنوده لإرهاب المؤمنين بموسى عليه السلام، ثم تطور الأمر إلى الإعدام في عهد جنرال إسرائيل السفيه السيسي، وذلك لإرهاب المؤمنين بحقهم في الحياة والكرامة والحرية، وهي ذات الأهداف التي دعت إليها دعوات الرسل، وأكدتها ثورات الربيع العربي.

المفارقة أن بني إسرائيل وهم قوم موسى عليه السلام، كانوا وأبناءهم ضحايا الذبح في زمن الفرعون، واليوم هم من يقف وراء السفيه السيسي ليذبح المصريين كما أعلنت ذلك وزيرة الهجرة في حكومة الانقلاب نبيلة مكرم، أو يعدم أبناءهم، كما يقوم بذلك قضاة لا يقلون دموية ووحشية عن قساوسة محاكم التفتيش في كنائس الأندلس.

المراقبون يؤكدون أن عصابة الانقلاب بعد الثالث من يوليو 2013 تحديدا عملت على استخدام القضاء أداة لتصفية المعارضين وترهيب الشعب المصري، وأنشأت دوائر قضائية عرفت بـ”دوائر الإرهاب”، عُيّن على رأسها قضاة اشتهروا بإصدار المئات من أحكام الإعدام في حق معارضين لانقلاب السفيه السيسي.

خلية إعدام

وأكد محمد ناصر، إعلامي عبر برنامج “مصر النهاردة” التي تبثه قناة “مكملين” على شاشاتها الفضائية، معلومات تفيد بوصول خلية أمنية تابعة لنظام الانقلاب العسكري في مصر إلى إسطنبول لترصد مجموعة من المصريين بالخارج.

وقال “ناصر”، مقدم البرنامج، إنه شخصيا أحد أفراد هذه المجموعة المستهدفين من هذا الترصد، سواء كان بغرض الاغتيال أو التتبع المعلوماتي أو أي كان الغرض منه بالإضافة إلى د. أيمن نور والزميل معتز مطر، موضحا أن المعلومات متاحة وليست سرية.

وأضاف أن أحد أذرع السفيه السيسي الإعلامية “محمد الباز” طالب باغتيال هذه المجموعة على الهواء مباشرة في برنامج “90 دقيقة” على قناة “المحور” أعقب ذلك تصريح وزيرة الهجرة د. نبيلة مكرم في لقاء جمعها مع أعضاء الجالية المصرية بكندا بأن من يعارض سيقطع رقبته.

وأوضح “ناصر” “للأمانة  مش في حالة تسمح لي أوي إن أرد بالمنطق لما توصل معلومات عن خلية وصلت إسطنبول لرصدنا والمعلومات متاحة ود. أيمن نور نشرها لم أتعامل معها بشكل أو بآخر لأني مؤمن إللي هيحصل هحيصل سواء كده أو كده”.

وأكد أنه ليس لديه أي مشكلة في هذا الأمر لكن أنا تعاملت مع الفيديو بتاعك في إطار نسق عام “لما إعلامي زي الباز متحدث باسم حكومتك يطالب باغتيالي ولما حضرتك تشيري بالذبح بإيدك ولما إعلامي سعودي يقول مالناش غير المنشار فلابد نحط المعلومات دي جنب بعض كده.. إنتي أكدت بشكل لطيف إن في دبح”.

وبعد حادث اغتيال جمال خاشقجي تصاعدت مخاوف المعارضين المصريين بالخارج من أن يتكرر الأمر معهم، على الرغم من أن عصابة العسكر لم تعرف طوال تاريخها الأسود عمليات استهدفت المعارضة المصرية خارج البلاد بهذا الشكل.

لكن تباطؤ التحرك الدولي بشأن قضية خاشقجي وإحكام القبضة الأمنية داخل مصر قد يدفع عصابة الانقلاب بحسب معارضين لمد سيطرتها على معارضة الخارج التي تسبب لها بفضائياتها وصحفييها وإعلامها رعبا يوميا.

يذبح أبناءكم

وانتقدت الأمم المتحدة تهديد وزيرة الهجرة في حكومة الانقلاب المعارضين المصريين بالخارج بـ”قطع الرقبة”، وقال فرحان حق نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش: “بالطبع نحن نقف ضد أي حديث يتضمن تحريضا أو يحض على العنف”.

وأضاف حق خلال تصريح لصحفيين : “نؤكد أن لكل شخص في أي مكان بالعالم الحق في التعبير عن الرأي بغض النظر عن الدولة أو الموضوع الذي يثيره”، وصاحبت واقعة إعدام 9 شباب مصريين، في 20 فبراير 2019، حالة من الفزع؛ خوفاً على مصير نحو 50 مصريا آخرين صدر بحقهم حكم حضوري نهائي بالإعدام.

ومع تصاعد حالة الغضب من تسريع عصابة الانقلاب وتيرة الإعدامات التي طالت 15 شخصا خلال 3 أسابيع قبل عدة أشهر، بدأت بعض الأنباء تتطاير عن نقل 6 متهمين بقتل حارس قاضي المنصورة من مقر احتجازهم؛ تمهيدا لتنفيذ حكم الإعدام بحقهم، غير أن الخبر لم يكن صحيحا، فسرعان ما تم نفيه.

إلا أن حالة القلق تزداد مع تصاعد هجوم إعلام الانقلاب والمؤسسة الدينية التي اخترقها العسكر، ممثلة في وزارة الأوقاف، على جميع من صدرت بحقهم أحكام بالإعدام وينتمي أغلبهم إلى جماعة الإخوان المسلمين، ونفذ حكم الإعدام يوم 20 فبراير 2019، في 9 أبرياء اتُّهموا باغتيال النائب العام، هشام بركات، في هجومٍ دبرته عصابة الانقلاب عام 2015.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

في الذكرى التاسعة للثورة.. مواقع التواصل تغرد «ثورة الغضب 25»

في الخامس والعشرين من يناير كل عام، يحيي المصريون ذكرى ثورتهم الخالدة التي أطاحت برأس ...