صفقة القرن.. لماذا تمثل القدس ركنًا أساسيًّا في الرواية الصهيونية للصراع؟

تحت هاشتاج #مجزرة_الهدم، تداول ناشطون- على نطاق واسع- صورًا وفيديوهات لعمليات هدم نفذتها قوات الاحتلال الصهيوني في منازل فلسطينيين ببلدة صور باهر في القدس المحتلة.

ولم تكن المجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال بحق منازل المقدسيين في وادي الحمص وصور باهر حدثًا استثنائيًّا؛ فالجرائم الاحتلالية في القدس تحديدًا هي حدث يومي، ترتفع وتيرته من وقت إلى آخر، لأن الاحتلال يرى في مجرد الوجود الفلسطيني في القدس تهديدا له، تماما كما يمثل هذا الوجود صمودا فلسطينيا يستحق الإشادة والفخر، برغم ثمنه الباهظ.

وشرعت قوات الاحتلال الصهيوني، الأسبوع الماضي، بهدم 100 شقة سكنية بحي وادي حمص، في بلدة صور باهر، بعد إعلان البلدة منطقة عسكرية مغلقة يحظر الدخول إليها، بحجة أن هذه المنازل قريبة من جدار الفصل العنصري. ولأن القدس تمثل ركنا أساسيا في الرواية الصهيونية للصراع، فإنها تسعى منذ احتلال جزئها الغربي في العام 1948 واحتلال المتبقي منها في حرب النكسة إلى إزالة الوجود الفلسطيني فيها، وتنفذ عدوانا يوميا على هذا الوجود بشتى الطرق، عبر منع البناء وتعقيد منح التصاريح لصيانة البيوت الفلسطينية.

وأكد الناشطون أن هذه أكبر عملية هدم في تاريخ القدس المحتلة منذ عام 1967، قائلين إن الاحتلال “يقتل أحلام واستقرار مئات الفلسطينيين في بلدة صور باهر. يسرق منهم تعب وجهد السنين الطويلة ويرغمهم على هجرة جديدة وشتات جديد”.

كما تم تداول تصريحات المتحدث باسم حركة “حمـاس”؛ “عبد اللطيف القانوع”، التي اعتبر فيها أن “جريمة هدم 100 شقة ثمرة ورشة البحرين، وما تمت هذه الجريمة لولا خذلان بعض العرب لشعبنا وتطبيعهم مع الاحتلال وتكبيل السلطة للمقاومة”.

ولم يكن هذا رأيه وحده، حيث بدا هذا رأيا شائعا بين الناشطين الذين أشار بعضهم إلى دور التطبيع مع الاحتلال الصهيوني، وورشة المنامة، في تشجيع الاحتلال على هذه الممارسات.

وكانت الجرائم التي يرتكبها الاحتلال دائما تواجه بشكل أساسي بصمود الفلسطينيين، الذين استطاعوا التقليل من خسائرهم بالاحتجاجات والصبر وتحمل ثمن البقاء في مدينتهم، وكان دور ملوك وأمراء ورؤساء وجنرالات سايكس بيكو الرسمي مقتصرا على التنديد بالإجراءات الصهيونية، فيما يتم تكريس الوجود اليهودي في المدينة ممدودا بدعم حكومي، وبإسناد من المؤسسات والمنظمات الصهيونية عبر العالم، التي تقدم الأموال اللازمة لتوسيع الاستيطان السرطاني في القدس.

عملاء عرب

الجديد في حملة الهدم الجديدة هو أنها تأتي في ظل غياب التنديد الرسمي العربي الذي كان سابقًا مثارًا للتندر، وأصبح الآن هدفا بعيد المنال، بل إن موقف العملاء العرب الرسمي انحدر من إدانة الاحتلال إلى إدانة الفلسطيني، وإلى التقليل من أهمية الصراع العربي الإسرائيلي، وإلى التسارع في التطبيع بشكل مشين وبدون ثمن.

وتكشف الأحداث أن الإمارات جزء من عملية تهويد تحدث في القدس، هذه إحدى القذائف التي أطلقها الشيخ رائد صلاح، رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني، في برنامج بلا قيود عبر فضائية “بي بي سي” العربية؛ وقال فيه “لدينا وثائق وأوراق رسمية تثبت أن أموال شراء 34 شقة ومنزلا في القدس المحتلة، قد وصلت إلى البنوك في إسرائيل من الإمارات”.

وبتعهده بملاحقة الشيخ كمال الخطيب، نائب رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني، وقناة الجزيرة قضائيا، يفتح القيادي المفصول من حركة فتح محمد دحلان ملف اتهامه بالمشاركة مع رجل أعمال إماراتي بمحاولة شراء عقار ملاصق للمسجد الأقصى، مما يعيد تسليط الضوء على اتهامات للإمارات بالتورط ببيع عقارات مقدسية لإسرائيليين.

هجوم دحلان جاء بعد يوم واحد من نشر الخطيب في صفحته على فيسبوك، اتهامًا لرجل أعمال إماراتي وصفه بـ”المقرب جدا من محمد بن زايد” بالعمل على “شراء بيوت وعقارات في البلدة القديمة، خاصة البيوت الملاصقة للمسجد الأقصى المبارك بمساعدة رجل أعمال مقدسي محسوب على محمد دحلان”.

وأضاف الخطيب أن “رجل الأعمال هذا عرض على أحد سكان القدس مبلغ خمسة ملايين دولار لشراء بيت ملاصق للمسجد الأقصى وعندما رفض العرض وصل المبلغ إلى عشرين مليون دولار لنفس البيت”.

تاريخ محمد دحلان من التنسيق الأمني إلى تسليم المقاومين للصهاينة إلى فضائح الممر الآمن إلى جرائم فرق الموت في غزة، ثم الفرار إلى الإمارات للعمل كمستشار أمني، كل هذا يجعل الأمر قابلا للتصديق وزيادة، ناهيك عن الاتهامات التي توجه لمحمد دحلان حول التورط في ليبيا وتونس ومصر وغيرها.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

في الذكرى التاسعة للثورة.. مواقع التواصل تغرد «ثورة الغضب 25»

في الخامس والعشرين من يناير كل عام، يحيي المصريون ذكرى ثورتهم الخالدة التي أطاحت برأس ...