“هدبحكم”.. لماذا ترتدي وزيرة السيسي عمامة “داعش”؟

على طريقة “داعش” في مقاطعه الإرهابية، ظهرت وزيرة الهجرة في حكومة الانقلاب نبيلة مكرم وهي تتحدث إلى الجالية المصرية في كندا، قائلة، “لأننا معندناش غير بلد واحدة مصر اللي بتضمنا كلنا، ومصر اللي بتقربنا كلنا، ومهما اتغربنا ومهما روحنا وجينا، هتفضل البلد دي ساكنة في قلبنا، ومانستحملش ولا كلمة عليها، أي حد يقول برة كلمة على بلدنا.. يتقطع”، مشيرة بيدها بعلامة النحر، وسط تصفيق حاد من الحضور.

ويعيش المصريون المطاردون بفعل مواقفهم الرافضة للانقلاب في مصر معاناة لا تنتهي، ودائما ما يرددون شعار “لا اللي خرج مرتاح ولا اللي جوه مرتاح”، ورغم أن بعض ممن لم يحالفهم التوفيق بالخروج من مصر يغبطونهم على نعمة الأمن والحرية النسبية التي يتمتع بها هؤلاء المطاردون في البلدان التي فروا إليها، إلا أن كل مطارد منهم بات الآن هدفا لسلطات الانقلاب عبر تعاونها الأمني، خصوصا مع دول الخليج.

وتختلف طبيعة التحديات والمعاناة من شخص لآخر، بحسب عمره، ومهنته، وحالته الاجتماعية، وأيضا “القضائية”، ومؤهله الدراسي، فضلا عن طبيعة الدولة التي ساقته الأقدار للإقامة بها، ومدى تعاونها وعلاقتها بالانقلاب العسكري، سواء كانت إقامته في هذه الدولة باختيارها الشخصي، أو مجبرا على الإقامة بها.

شغل عباس!

وفجرت الكاتبة الكويتية عائشة الرشيد مفاجأة، عندما قالت إن مدير مخابرات الانقلاب، اللواء عباس كامل، قام بزيارة الكويت سرّا، وسلّم بنفسه ملف المصريين الذين تم اعتقالهم لاحقا إلى السلطات الأمنية، وأكدت في مقابلة لها مع قناة “سكاي نيوز”، أن عباس كامل بعدما سلم ملف المصريين إلى السلطات الأمنية، دلهم على “الفيومي”، وهو من تم اتهامه لاحقا بأنه “قائد الخلية الإرهابية”.

وكانت السلطات الكويتية قد أعلنت، الجمعة الماضية، عن ضبط “خلية” من ثمانية مصريين، قائلة إنه صدرت بحق أعضائها أحكام من القضاء المصري، وصلت إلى السجن 15 عاما، فيما قال نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدولة لشئون المجلس، خالد الجراح الصباح، إن أعضاء “الخلية، بعد إجراء التحقيقات الأولية معهم، أقروا بقيامهم بعمليات إرهابية وإخلال بالأمن في أماكن مختلفة داخل الأراضي المصرية”.

من جهته تساءل السياسي الحقوقي عمرو عبد الهادي، عن حقيقة معرفة الرشيد بزيارة عباس كامل، قائلا: “إما أنها تعمل مع عباس، أو تعمل مع وزارة الداخلية الكويتية”، كما طالب عبد الهادي بحبس الرشيد، والتحقيق معها؛ لأنها روجت معلومات خاطئة، أو لأنها أفشت معلومات سرية عن الزيارة غير المعلنة”!.

وعمان أيضًا!

ويقول الناشط الإعلامي أبو بكر خلاف: “بعض المصريين في سلطنة عمان تلقوا رسائل أمنية وإنذارات بضرورة خروجهم فورا من البلاد قبل القبض عليهم، التقيت أحدهم أمس وصل تركيا.. ماذا يحدث في الكواليس؟ ولماذا هذه الهجمة الشرسة من دول الخليج “المعتدلة”؟.

وبحسب محمود النمر، تبدأ معاناة المطارد قبل مغادرة الوطن، مؤكدا أنه ظل فترة يطارده السؤال نفسه: “ما الذي يجبرني على ترك وطني وعملي وأهلي وزوجتي ونحن على موعد بعد شهور قليلة لاستقبال مولودتنا الأولى؟”، وتابع: “إنه غياب الأمن، بعد أن أصبح الخوف يحيط بنا في الشوارع والطرقات والبيوت، ولم يعد هناك مجال للحركة ولا العمل سوى انتظار دوري في القتل أو الاعتقال أو الإخفاء القسري”.

وأشار إلى أنه رأى كيف عبثت محاكم الانقلاب العسكري، بمستقبل العشرات من أصدقائه، وجيرانه، فضلا عن اختفاء الكثير منهم بالشهور دون أن يعلم أحد عنهم أي شيء، ثم يظهرون بعدها جثثا هامدة ماتت تحت وطأة تعذيب أجهزة الانقلاب الأمنية، أو هياكل عظمية فقدوا غالبية وزنهم، وتغيرت ملامحهم من شدة ما تعرضوا له من التنكيل بهم، وإجبارهم على الاعتراف بجرائم لم يرتكبوها”.

وأضاف: “ثم تأتي بعد ذلك المرحلة المعقدة لرحلة الفرار، فغالبية الأسماء بالتأكيد مسجلة في قوائم الممنوعين من السفر، وبالتالي ليس أمامك سوى أحد الخيارين، إما أن تخاطر وتسافر من المطار، وتتبع الإجراءات الأمنية في استخراج تصاريح السفر، أو تبحث عن طريق غير شرعي وتخاطر في دروب الصحراء وتصبح حياتك رهن مافيا التهريب”.

من جهتها، قالت جماعة الإخوان، إن “الأفراد المقبوض عليهم هم مواطنون مصريون دخلوا دولة الكويت، وعملوا فيها وفق الإجراءات القانونية المتبعة، والمنظمة لإقامة الوافدين بالكويت، ولم يثبت على أي منهم أي مخالفة لقوانين البلاد، أو المساس بأمنها واستقرارها”.

ووصفت منظمة “هيومن رايتس ووتش” الحقوقية قيام السلطات الكويتية بترحيل 8 مصريين إلى القاهرة بأنه “أمر فظيع أن تعمل الكويت بناء على أوامر أجهزة الأمن المصرية المتعسفة، وتعيد المعارضين ليواجهوا تعذيبا واضطهادا”، وقالت مديرة شئون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالمنظمة، سارة ليا واتسون، في البيان نفسه، إن “السلطات الكويتية عرّضت بذلك الرجال الثمانية الذين فروا من القمع في مصر لخطر شديد، رغم أنهم وجدوا ملجأ في الكويت”.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

في الذكرى التاسعة للثورة.. مواقع التواصل تغرد «ثورة الغضب 25»

في الخامس والعشرين من يناير كل عام، يحيي المصريون ذكرى ثورتهم الخالدة التي أطاحت برأس ...