ليلة القبض على “الأدمن الإخواني!

لماذا تم القبض على “كريم حسين”، المشرف على صفحة “أنا آسف يا ريس” عبر “فيسبوك” الداعمة للمخلوع “مبارك”؟ لأن “كريم حسين” هاجم من خلال الصفحة بعض السياسات الاقتصادية التي تتبناها حكومة الانقلاب.

كما أن الصفحة سخرت من الخروج المذل لمنتخب “المتحرشين” من بطولة أمم إفريقيا من دور الـ16، مقارنة بفوزه بثلاث بطولات متتالية أعوام 2006، و2008، و2010، في عهد المخلوع، كما أن الصفحة نشرت فيديو “لـلمخلوع”، يحذر فيه من سياسات صندوق “النقد الدولي”، الذي منح مصر قرضا بـ12 مليار دولار مقابل تنفيذ شروط قاسية، منها رفع الدعم وبيع شركات حكومية.

وقد ظهر المخلوع فى مقطع الفيديو وهو يقول: إنه لا يستطيع رفع الدعم عن سعر البنزين والسولار، لأن الأسعار هاتغلى، والمواطن الغلبان لا هايلاقي ياكل أو يلبس أو يتعلم”.

والنظام الانقلابى، الذى أصابه السعار والرعب فى الفترة الأخيرة، سبق أن اعتقل عددا من الرفاق الداعمين له، بزعم تعاونهم مع جماعة الإخوان، والتورط في “مخطط إرهابي” لجماعة الإخوان المسلمين يستهدف “القيام بأعمال عنف وشغب”، على الرغم من أنَّ الرفاق الذين تم اعتقالهم معروفون بعدائهم لجماعة الإخوان المسلمين.

ونشرت داخلية الانقلاب بيانا، ذكرت فيه أن الحملة استهدفت إحباط “مخطط إرهابي” لجماعة الإخوان تحت اسم “خطة الأمل” التى تقوم على توحيد صفوف، وتوفير الدعم المالى من عوائد وأرباح بعض الكيانات الاقتصادية التى تديرها قيادات الجماعة، لاستهداف الدولة ومؤسساتها، لإسقاطها تزامنا مع ذكرى نكسة 30 يونيو .

وأنه “تم توجيه ضربة أمنية لـ19 شركة وكيانًا اقتصاديًا، لاستهداف مخطط إرهابي يرتكز على إنشاء مسارات للتدفقات النقدية الواردة من الخارج، تلك الأموال تستهدف دعم حركات مناهضة للقيام بأعمال عنف وشغب.

والمعروف أن صفحة “آسف يا ريس”، هى إحدى صفحات جهاز المخابرات، فقد أكد مؤسس الصفحة  “عاصم أبو الخير” ، أن الحملة المؤيدة للمخلوع لا علاقة لها بأي جماعات مخالفة لسياسة الدولة، وأن الصفحة ساندت القوات المسلحة والدولة في حربها على الإرهاب والجماعات الإرهابية، وأن الحملة لم يصدر عنها أي أعمال مخالفة للقانون، أو ضد توجيهات الدولة المصرية، مؤكدًا دعمهم الكامل لمؤسسات الدولة.

لكن النظام الانقلابي الذى جعل التطبيل شعار المرحلة، يعتبر كل من لم يطبل له، ويتغنى بإنجازاته الوهمية ليس وطنيا، لأنه وحده من يملك توزيع صكوك الوطنية!.

إلا أن صحيفة “المصرى اليوم” الداعمة لنظام الانقلاب، جاءت وبراءة الأطفال فى عينيها، لتنشر بيانا لصفحة «آسف يا ريس» لم تنف فيه واقعة القبض “على أدمن الصفحة” ولا استجوابه  وخضوعه- لقرصة ودن – ولكنها قالت إن “كريم حسين لاقى معاملة «في منتهى الرقي والاحترام»، كالتى تلقاها ريجينى، ويتلقاها كل المصريين حينما يذهبون لمسالخ الشرطة، واستدعت على الفور شماعة جماعة الإخوان، لتجعل منها مبررا لجرائم نظام الانقلاب!.

وجاء فى بيان الصفحة المزعوم، الذى كتبته الجهة الأمنية التى حجزت “كريم حسن”. «ليلة أمس اصطحبت جهة أمنية أدمن صفحة أنا آسف يا ريس، “كريم حسين”، لاستجوابه في بعض الأمور التي تتعلق بالصفحة وما ينشر عليها.

ليس معروفًا لنا السبب أو في أي شيء يتم التحقيق معه، لكن كل ما نعرفه أن لدى الجهات الأمنية حقها الأصيل لاستجواب أي مواطن في الأمور المتعلقة بالشأن المصري، ونعلن ثقتنا الكاملة في الجهات الأمنية الوطنية وتعاملها الحكيم في مثل هذه الأمور ودرايتهم ووعيهم الكامل بمواقفنا الثابتة والداعمة للدولة المصرية بكامل مؤسساتها منذ نشأة الصفحة وحتى الرمق الأخير».

وهذا البيان الذى يتغنى بالجهات الأمنية ويمنحها الثقة المطلقة، فإن “مصر” فى تصنيف سيادة القانون احتلت المركز الأخير عربيا والسادس عشر إفريقيا، والسادس والثمانين عالميًّا.

تابعت: «نؤكد أن استغلال لجان وقنوات الإخوان لهذا الحدث أمر معتاد عليهم، فهم يريدون استغلال أي شيء لفك لجام الترابط بين الشعب المصري وتصدير صورة بأن النظام يقتص من مؤيديه، ولكن هذا ليس صحيحا بالمرة، لأن الجميع يعلم مواقفنا الثابتة في دعم مؤسسات الدولة منذ أول دعوة لتأييد الجيش والشرطة في مصر بتاريخ 18 فبراير 2011 بميدان مصطفى محمود وبعدها ماسبيرو وروكسي والعباسية والاتحادية والكثير من الدعوات المؤيدة للدولة المصرية».

«وبالرغم من انتقادنا أحيانا لبعض الأمور التي تتعلق بالقرارات السياسية والاقتصادية، وهذا حق أصيل تكفله الدولة للمواطنين، إلا أننا دائما وأبدا مع الدولة المصرية بكامل مؤسساتها وقيادتها، ولن يتغير هذا الموقف أبداً لأنه نابع من حبنا وعشقنا لتراب مصر ورموزها، وهو السبب الأول لتدشين الصفحة، ولم ولن نكون أبدا في صف واحد مع هذه الجماعة الإرهابية التي وقفنا وجاهدنا لإزاحتهم من حكم مصر بلا رجعة»(انتهى).

ولذلك يمكننا القول إن دور الصفحة اقتصر على نشر البيان الذى كتبه جهاز المخابرات، كعربون للإفراج عن كريم حسين!.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

هزيمة مؤقتة

محمد عبدالقدوس الأوضاع في بلادي بعد تسع سنوات من ثورتنا المجيدة تدخل في دنيا العجائب.. ...