مقدساتنا ليست للبيع.. لورنس عاد إليكم مجددًا بزي “كوشنر” فماذا أنتم فاعلون يا عرب؟

قبل قرن من الزمان كان شاب بريطاني متعرب لورنس يدير المنطقة ببدو وبأشخاص يعدهم بالحكم، ليخرجها من السلطة العثمانية إلى سلطة بلاده، واليوم يديرها متطرف متشدد صهيوني كوشنر يعادي دينها ولغتها وأهلها وتاريخها، ليخرجها من الإسلام ومن الاقتصاد ويحولها إلى مكاتب تتبع الإرهاب الصهيوني.

وتوصف المؤامرة الصهيوأمريكية الخليجية التي انطلقت اليوم الثلاثاء، تحت مسمى “ورشة البحرين” بقيادة جاريد كوشنر صهر ترامب، بأنها الجزء الثاني من وعد بلفور، والجزء الثاني من خطة واشنطن والتي تقول إن من شأنها أن “تحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني”، حيث سيتم الكشف عن بقية تفاصيلها لاحقاً.

أموال الخليج

وستشهد مؤامرة المنامة تدقيقاً فيما إذا كان المشاركون مثل السعودية ودول الخليج العربية الغنية الأخرى، سيبدون أي اهتمام بتقديم تبرعات فعلية للخطة الأمريكية التي أثارت بالفعل انتقادات شديدة من الفلسطينيين وغيرهم في العالم العربي، ومنذ أسابيع تعكف البحرين على الإعداد للاجتماع، وتُعد المنامة حليفا وثيقا للولايات المتحدة، وتستضيف الأسطول الخامس للبحرية الأمريكية.

وقال دبلوماسي خليجي بارز إن الحدث “رغم تركيزه المفترض على الاقتصاد، تأمل دول الخليج العربية في استغلاله لإظهار تضامنها مع إدارة ترامب بشأن نهجها الصارم ضد إيران”، وبموجب المؤامرة الصهيوأمريكية الخليجية ستساهم الدول الخليجية والمستثمرون بنحو 50 مليار دولار في المنطقة، منها 28 مليارا للأراضي الفلسطينية، الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل وقطاع غزة، و7.5 مليار للأردن، وتسعة مليارات لمصر، وستة مليارات للبنان.

ومن بين 179 مشروعا مقترحا، هناك طريق بتكلفة خمسة مليارات دولار لربط الضفة الغربية وقطاع غزة، وقال كوشنر لرويترز: “أضحك عندما يهاجمون هذا باعتباره صفقة القرن”، في إشارة إلى الاسم المفترض لخطة ترامب على مدى العامين الماضيين، وأردف قائلاً “إذا كانت لديهم الشجاعة لتنفيذها فستكون فرصة القرن”.

ومن لورانس العرب إلى كوشنر العرب مائة عام من الجهالة والعمالة والسذاجة السياسية، تبدأ دائما بالتفريط في فلسطين، وتنتهي دائما باحتلال المشرق العربي كله، ويقدم كوشنر خطته في كتيبين مليئين بالرسومات والإحصائيات التي تشبه نشرة الاستثمار، وقد أطلق عليها مراراً “خطة العمل”، وردا على منتقدين يتهمون كوشنر بمحاولة صياغة “سلام اقتصادي”، قال الأسبوع الماضي: “لقد فشلت الكثير من المحاولات الماضية. فلنهدأ… ونبقي على عقل متفتح”.

من جهته يقول الكاتب الفلسطيني ياسر الزعاترة:” وزير الخارجية المصري يقول إنهم سيذهبون إلى البحرين لتقييم خطة كوشنر. وهل ترك كوشنر وسيده شيئا يستحق التقييم بعد اعترافهم بالقدس عاصمة للكيان وموقفهم من اللاجئين، وحتى ما يُسمى “حل  الدولتين”؛ على بؤسه المعروف؟! تبرير الخطايا بالكلام الدبلوماسي لن يقنع أحدا”.

ويقول الدكتور صالح النعيمي، الباحث في الشأن الإسرائيلي:” كوشنر، صبي ترامب يعلن أن “صفقة القرن” لن تحترم مبادرة السلام العربية طيب، ما فائدة القمم العربية التي ما فتئت تؤكد على الالتزام بالمبادرة ألا تدل المشاركة العربية في مؤتمر البحرين على التراجع عن هذه المبادرة إلى أي حضيض يساق هؤلاء؟”.

مقدساتنا ليست للبيع

ويقول الصحفي المصري أحمد منصور، مقدم البرامج في قناة الجزيرة الفضائية:” ورشة المنامة باختصار هى أن كوشنر جاء ليأخذ أموال العرب ويضعها فى صندوق معه مفتاحه ثم يطلب منهم التنازل عن فلسطين التى لا يملكونها مقابل منحهم بعضا من أموالهم التى فى الصندوق وفى النهاية يستولى على فلسطين والصندوق”.

ويقول الدكتور محمود رفعت، رئيس المعهد الأوروبي للقانون الدولي والعلاقات الدولية :” مشروع كوشنر الذي جمع له العرب في البحرين مهزلة تاريخية تكشف فساد وخيانة قرن كامل:تدفع دول الخليج 50 مليار دولار مقابل توطين أكثر من 6 مليون فلسطيني وقتل حق العودة بيع سيناء وجعلها وطن بديل عن غزة التفريط في القدس للأبد تضييع فلسطين للأبد أموال النفط لم تقدم سوى دمار وخسة”.

وغرد نجم كرة القدم الشهير محمد أبوتريكة، المعلق الرياضي على قناة بي ان سبورت قائلاً:” صغيري كوشنر الكيان الصهيوني محتل للأراضي الفلسطينية وهذا المزاد المُقام في المنامة لن يغير من هذه الحقيقة …شكرًا لكل من قاطع هذا المزاد ..تواجد رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم علامة استفهام كبري ..مقدساتنا ليست للبيع” .

x

‎قد يُعجبك أيضاً

هزيمة مؤقتة

محمد عبدالقدوس الأوضاع في بلادي بعد تسع سنوات من ثورتنا المجيدة تدخل في دنيا العجائب.. ...