الانقلاب يمهّد لاغتيال قادة الإخوان.. اللجان تشيع نقل الدكتور بديع للعناية المركزة

في وقت يترقب الشارع المصري انتفاضة بوجه القاتل عبدالفتاح السيسي بعد مقتل الرئيس محمد مرسي، تستغل الدوائر الأمنية والمخابراتية حالة الخوف لإكمال الإجهاز على قادة جماعة الإخوان المسلمين، والذين يعانون أشد المعاناة من الأمراض المزمنة داخل السجون دون عناية أو علاج، وذلك بطرق اللصوص التي تبدأ بجس النبض، ومن ذلك بحسب الخبراء اللجان الإكترونية الواضحة في الشماتة والفرحة من مقتل الرئيس والأخبار المتعلقة بصحة الإخوان والمعتقلين.

حرب الشائعات

وتستغل الأجهزة الأمنية بعض الملتحفين من لجان الشئون المعنوية بلباس الثورية والانتماء للإخوان، فيبثون من خلال نقل خبر أن “فضيلة المرشد د. محمد بديع في خطر وتم نقله للمستشفى، نقلا عن صفحة المحامي أحمد طه زكريا: يا مالك الملك يا رب العالمين ليس لنا سواك أغثنا يا الله.. قتلوا الرئيس والآن يريدون قتل المرشد ومن معه”.

ولا بأس من تذييل الخبر ببعض الأدعية على غرار “اللهم أحصهم عددا واقتلهم بددا ولا تبق منهم يا ربنا أحدا.. اللهم يا مجري السحاب يا هازم الأحزاب يا منزل الكتاب اهزمهم وانصرنا عليهم”!.

كما بث البعض بيانًا عن طريق بعض المحامين أنهم هم من أوردوا شائعة نقل فضيلة المرشد للعناية المركزة بعد غيبوبة، فضلا عن ادعاء أن مصلحة السجون هي من أعلنت وأن قناة “مكملين” أوردت خبرا عاجلا بهذا الشأن!

لا ينفي الترصد

غير كونها شائعة وشماتة لدى أنصار الانقلاب إلا أنها لا تنفي ترصد وتعمد الانقلاب الإهمال الطبي بحق المعتقلين..

يقول وليد هيكل: “الأسماء التي نعرفها و اتت في سجون الانقلاب حتى الآن هم: الدكتور طارق الغندور.. الدكتور فريد إسماعيل.. الأستاذ مهدي عاكف.. الدكتور محمد مرسي.. إنما بالبحث وجدت عشرات الأسماء التي ماتت من الإهمال الطبي المتعمد في سجون الانقلاب..

الرساله التي يرسلونها واضحة وهي أن كل من دخل سجونهم وزنازينهم ومعتقلاتهم لن يخرج منها إلا على قبره.. إلا لو خرج في صفقه ألا يظهر له أي تصريح أو أي دور إلى أن يموت.. منهم من اختار الموت حيا وأن يعيش صامتًا إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا.. ومنهم من اختار أن يلقى ربه مظلوما فترد مظلمته يوم الدين.. ربح البيع…”.

ومنذ اعتقال الدكتور محمد بديع مرشد عام الجماعة، 76 عاما، في ٢٠ أغسطس ٢٠١٣، وهو يعاني من الشائعات والاتهامات والمحاكمات الباطلة، فكان أولها منذ القبض عليه أنه قبض عليه بقرية أندلسية بمرسى مطروح، رغم أنه قبض عليه بشقة سكنية بـمنطقة رابعة العدوية بمدينة نصر.

وذكر الباحث والمحلل علاء بيومي بعضًا من اتهامات المرشد التي يسوقها الانقلابيون.

إلغاء الزيارة

وتأتي الشائعات مع إجراءات تقوم بها مصلحة السجون بداخلية الانقلاب؛ حيث ألغت جميع الزيارات بالسجون لمدة أربعة أيام وذلك حتى يوم السبت المقبل، كإجراء احترازي بعد استشهاد الرئيس محمد مرسي.

وبالفعل أضربت عدد من السجون احتجاجا على اغتيال سلطات الانقلاب الرئيس، وقال الحقوقي أحمد العطار، وهو باحث في التنسيقية المصرية للحقوق والحريات، في تصريح صحفي: إن هذا الإجراء يأتي “تحسبا من وقوع أي اضطرابات داخل السجون بسبب حالة الغضب التي انتابت الجميع من القتل المتعمد للرئيس محمد مرسي”.

البيومي والغنيمي

وفي نفس الجلسة التي وقع فيها الرئيس مغشيا عليه تعرض اثنان من قادة الإخوان لواقعة مشابهة في نفس الجلسة وأخرى سابقة لنفس المحكمة، منهم نائب المرشد العام للإخوان المسلمين رشاد البيومي الذي يعد أكبر المعتقلين السياسيين سنا، والدكتور مصطفى الغنيمي (71 عاما).

وتعرض البيومي قبل أسبوع من وفاة مرسي لأزمة صحية أثناء نظر الجلسة، وصفتها مصلحة السجون بأنها ذبحة صدرية خطرة، أدت لاحتجازه في مستشفى ليمان طرة، ويعاني البيومي (85 عاما) من مشاكل صحية عديدة، بالإضافة إلى كبر سنه، وهو ما أدى لنقله أكثر من مرة من محبسه في سجن العقرب، لمستشفى ليمان طرة، لتلقي العلاج ووضعه تحت الملاحظة الطبية.

أما مصطفى الغنيمي عضو مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان المسلمين فقد تعرض لنوبة سكر داخل القفص، أدت لغيابه عن الوعي قبل وفاة مرسي بعدة أيام، وقد طلب المحامون من رئيس المحكمة نقله للمستشفى لخطورة حالته الصحية، وكبر سنه وظروف احتجازه غير الإنسانية في سجن العقرب، إلا أن المحكمة رفضت ذلك واكتفت بتدوين وصف لحالته الصحية في محضر الجلسة.

الحالات الخطرة

ويعاني آلاف المعتقلين السياسيين من خطر الوفاة بالسجون، من أبرزهم د. محمد بديع والدكتور عبد المنعم أبو الفتوح رئيس حزب مصر القوية، والسفير رفاعة الطهطاوي رئيس ديوان رئيس الجمهورية السابق، والشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل، والمستشار محمود الخضيري (82 عاما).

وهناك حالات خطرة مثل د. عصام حشيش ود. محمد البلتاجي ود. مصطفى الغنيمي وإبراهيم أبو عوف، وم. جهاد الحداد ووالده د. عصام الحداد، ود. عصام العريان، والكاتب الصحفي أبو إسلام أحمد عبدالله، والشيخ محمود شعبان الذي سبق إصابته بشلل خلال اعتقاله في المرة الأولى، ومئات آخرين لم يحظوا بنفس القدر من الشهرة ولكنهم موجودون في معظم السجون، بحسب تقارير حقوقية.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

في الذكرى التاسعة للثورة.. مواقع التواصل تغرد «ثورة الغضب 25»

في الخامس والعشرين من يناير كل عام، يحيي المصريون ذكرى ثورتهم الخالدة التي أطاحت برأس ...