من ماليزيا إلى المغرب.. أحرار العالم يودعون الرئيس الشهيد

من ماليزيا وباكستان شرقًا إلى المغرب والجزائر وتونس غربًا، تنوعت التعازي الدولية والرسمية وسط بركان من الغضب الشعبي على مستوى العالم.

وتنوعت المواقف الدولية الرسمية في حادث استشهاد الرئيس الشرعي الدكتور محمد مرسي بين تقديم التعازي وذكر مناقب د. مرسي، أو الصمت والتجاهل التام، خصوصا في المعسكر المناوئ للإخوان والراعي للانقلابات العسكرية، مثل التلفزيون المصري وقناة العربية وقنوات بينهما، ومن على غرارهم قول المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية: “رأينا التقارير حول وفاة مرسي وليس لدينا تعليق”.

مناضل ديمقراطي

وبحسب “الجزيرة الإنجليزية” ووسائل الإعلام التركية، ألقى رجب طيب أردوغان، رئيس تركيا، باللوم على الطغاة المصريين في وفاة مرسي. وقال أردوغان، في خطاب متلفز في إسطنبول: “لن ينسى التاريخ أبدًا أولئك الطغاة الذين قادوا إلى وفاته بوضعه في السجن وتهديده بالإعدام”.

وقال أمس الثلاثاء، بعدما قام بمسجد الفاتح يصلي على الرئيس مرسي صلاة الغائب: إن نظام الانقلاب جبان يخشى الرئيس رغم وفاته.

وفي اليوم السابق، أشار أردوغان- في رده على سؤال صحفي الاثنين الماضي بمدينة إسطنبول- إلى أنه تلقى نبأ وفاة مرسي خلال نزوله من السيارة، قائلًا: “مع الأسف جرى هذا في قاعة المحكمة، وأنا بداية أدعو الله بالرحمة لأخينا وشهيدنا”.

وأضاف أن “الظالم السيسي الذي اغتصب السلطة بانقلاب، وتجاهل الديمقراطية، وعزل المرحوم مرسي الذي كان رئيسًا لمصر بطريقة ديمقراطية بعد حصوله على 52 بالمئة من الأصوات، قام بإعدام قرابة 50 مصريًا”.

وفي تغريدة على تويتر، وصف أردوغان “الشهيد محمد مرسي بأنه أحد أكثر مناضلي الديمقراطية في التاريخ”.

وأصدرت الرئاسة التركية بيانًا قالت فيه: “رحل أول رئيس مصري منتخب ديمقراطيًّا إلى الرفيق الأعلى، في قاعة المحكمة، ندعو الله أن يدخله الجنة ونعزي الشعب المصري والعالم الإسلامي”.

تقرير شامل

وفي موقف ذكي كان رئيس الوزراء الماليزي مهاتير محمد يزور بريطانيا، وتساءل عن السفارة المصرية وعزاء الدكتور محمد مرسي، فيما طالبت الحكومة الماليزية، السلطات المصرية، بإصدار تقرير شامل حول أسباب وفاة الرئيس “محمد مرسي”، خلال جلسة محاكمته أمس.

وقالت نائبة رئيس الوزراء الماليزي، وان عزيزة وان إسماعيل، الاثنين 17 يونيو 2019: إن بلادها تتطلع إلى إصدار السلطات المصرية “تقريرا شاملا” يوضح أسباب وفاة الرئيس الأسبق محمد مرسي.

جاء ذلك في سلسلة تغريدات عبر حسابها على “تويتر”، عبرت فيها عن تعازيها في وفاة الرئيس الذي انتخب ديمقراطيا وأطيح به بعد عام من توليه الرئاسة، بحسب وكالة أنباء “الأناضول”.

وقالت “وان”: “مرسي كان أول رئيس لمصر يُنتخب بشكل ديمقراطي إثر الربيع العربي في 2011، قبل إنهاء فترة ولايته بشكل مفاجئ بعد 12 شهرا قضاها في الحكم”.

وأضافت في تغريدة أخرى: “خلال ولايته الرئاسية، أظهر مرسي الشجاعة والثبات الأخلاقي في محاولته إخراج مصر من عقود من الحكم الاستبدادي وإقامة ديمقراطية حقيقية هناك. إن وفاته تمثل خسارة كبيرة”.

وتابعت نائبة رئيس الوزراء الماليزي القول: “نقر ببيان النائب العام في مصر (حول وفاة مرسي)، لكننا مع ذلك نشعر بالقلق حيال العديد من التقارير الصادرة عن منظمات حقوق الإنسان حول المعاملة السيئة التي تلقاها مرسي قبل وفاته”. ومضت قائلة: “نتطلع لتقرير شامل من مصر حول أسباب الوفاة”.

كذلك نعى رئيس حزب “عدالة الشعب” الماليزي، أنور إبراهيم، أول رئيس مدني منتخب في تاريخ مصر، وأعرب عن “خالص تعازيه لأسرة الرئيس محمد مرسي”، مؤكدا أن وفاته المفاجئة “ستؤثر بشكل كبير على مصر والعالم الإسلامي ككل”.

وقال: “رغم كونه رئيسًا لفترة قصيرة نسبيًّا قبل الإطاحة به، أظهر محمد مرسي التزامًا كبيرًا في تحقيق إصلاحات طال انتظارها بعد عقود من حكم الزعماء الطغاة والفاسدين”.

وقال ليم كيت سيانج، القيادي السابق في حزب العمل الديمقراطي الماليزي: “إنه ينبغي تشكيل تحقيق دولي للنظر فيما إذا كان الرئيس المصري السابق محمد مرسي قد توفي في السجن بسبب حرمانه من الرعاية الطبية”.

وطالب المجتمع الدولي بتحميل الحكومة المصرية مسئولية وفاة مرسي، وأشار إلى تقارير “هيومن رايتس ووتش”، حيث قال “ليم”: إن مرسي تعرض، بحسب ما ذُكر، لمعاملة “قاسية ولا إنسانية” أثناء احتجازه في “ظروف مروعة”.

عزاء إيران

وقدم المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الإيرانية، عباس موسوي، التعازي بوفاة الرئيس المصري الأسبق محمد مرسي.

وأصدر موسوي، أمس الثلاثاء، بيانًا بوفاة أول رئيس منتخب ديمقراطيا في مصر، مرسي، نُشر على الموقع الرسمي للخارجية، وفق وكالة أنباء “الأناضول”.

وقال البيان: إن “إيران ومع احترامها لآراء الشعب المصري العظيم، تقدم التعازي بوفاة مرسي إلى الشعب المصري وأسرته وأحبائه”، مؤكدا أنه “جرى انتخاب مرسي رئيسًا للبلاد بعد انتصار الحركة الشعبية في البلاد”. وتمنى موسوي في البيان الرحمة لمرسي والصبر والسلوان لذويه.

وزراء باكستان

وقدّم سياسيون باكستانيون تعازيهم للشعب المصري بوفاة الدكتور محمد مرسي، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وكتبت وزيرة حقوق الإنسان في باكستان “شيرين مزاري” في تغريدة بتويتر “حتما كان خبرا محزنا.. كانت هناك آمال، كيف انتهت بشكل مأساوي. أرقد بسلام”.

أما وزير الداخلية السابق إحسان إقبال فكتب في تويتر: “سيذكر التاريخ محمد مرسي أول رئيس مصري منتخب ديمقراطيا، بقوته ووقفته الوقورة في محبسه”.

وكتبت مريم نواز، ابنة رئيس الوزراء السابق والمعتقل نواز شريف، ونائبة رئيس حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية، على تويتر: “أول رئيس منتخب في مصر كان متهما بالتجسس، وإفشاء أسرار الدولة، وإهانة القضاء.. تهم يتعرض لها كل سياسي بعد عزله من منصبه.. سيذكرك التاريخ والأهم من ذلك ستذكرك الأجيال القادمة دائما. الرابح هو أنت”.

الأمم المتحدة

ورغم عدم إشارة الأمين العام للأمم المتحدة، إلا أن المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك قدم تعازيه لأقارب الشهيد الدكتور محمد مرسي وأنصاره، عقب استشهاده.

وجاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوغريك، بالمقر الدائم للمنظمة الدولية بنيويورك.

وردا على أسئلة الصحفيين بشأن إعلان التلفزيون الرسمي المصري خبر الوفاة، قال دوغريك: “نقدم خالص تعازينا لعائلة مرسي ولمحبيه”.

علماء العراق

ومن العراق، نعت هيئة علماء المسلمين في العراق، الرئيس المصري الراحل الدكتور محمد مرسي الذي توفي أثناء محاكمته في القاهرة بعد عدة سنوات من الاعتقال.

وقالت الهيئة، إن وفاة الرئيس الراحل مُرسي رحمه الله, تأتي بعد سلسلة من المحاكمات منذ عزله عن منصبه واعتقاله في سنة 2013، وسط تعتيم كبير على طبيعة احتجازه وظروفه.

وابتهلت هيئة علماء المسلمين في العراق إلى الله تعالى أن يسبغ على الرئيس مرسي رحماته ومغفرته.

“حدس” الكويت

وقدمت الحركة الدستورية الإسلامية الكويتية “حدس” (الإخوان المسلمون)، خالص العزاء في وفاة الرئيس المصري الأسبق محمد مرسي، ووصفته بأنه كان عنوانا للصمود والثبات.

وقالت الحركة في بيان، الإثنين، “تتقدم الحركة الدستورية الإسلامية بخالص العزاء والمواساة للشعب المصري الأبي وللأمة العربية والإسلامية ولأنصار الحرية والكرامة بوفاة أول رئيس مدني منتخب لجمهورية مصر العربية الدكتور محمد مرسي”.

وأضافت أنه “انتقل إلى رحمة الله وهو يحاكم باتهامات وجرائم عنوانها الحقيقي السعي الجاد المخلص لنهضة بلاده وأمته”.

وتابعت: “الرئيس مرسي نبراس وعنوان للصمود والثبات في وجه طغاة العصر من شرق وغرب، وسيبقى في ذاكرة الشعوب الحرة تستلهم منه معاني العزة والكرامة والثبات”.

فعاليات تونس

وقبل قليل من مساء أمس، شارك البرلمان التونسي بقراءة الفاتحة على روح الرئيس محمد مرسي، عليه رحمة الله، ولما غادر بعض المعارضين المجلس اعتراضًا على الترحم، قام رئيس البرلمان واقفًا موقفًا إنسانيًّا ويقرأ الفاتحة مع الحاضرين من أعضاء مجلس النواب.

كما أدى آلاف التونسيين صلاة الغائب في الشارع على الرئيس الراحل محمد مرسي، بعد منع الأمن إقامتها في ساحة القصبة قرب مقر الحكومة.

كما نعت الرئيس فعالياتٌ حزبيةٌ، ومنها حركة النهضة، والشيخ عبد الفتاح مورو الرئيس الأسبق للحركة.

طلاب الجزائر

وفي وقت لم ينعَ فيه عسكر الجزائر الرئيس مرسي أو الشعب المصري، شارك الآلاف من الجزائريين، اليوم الثلاثاء، في المظاهرات الطلابية الأسبوعية، التي انطلقت منذ نحو أربعة أشهر في العاصمة الجزائرية ضد “النظام”، في وقت ارتفعت فيه وتيرة الملاحقات القضائية ضد رجال أعمال ومسئولين كبار من نظام الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة.

وأظهر الطلبة تعاطفا لافتا مع الشعب المصري بعد وفاة الرئيس المعزول محمد مرسي خلال محاكمته في القاهرة، رافعين شعارات تحذر من الثورة المضادة ومن الالتفاف على مطالب الشعب، وتغول المؤسسة العسكرية، ورفع أحد الطلبة لافتة كتب عليها “تعازينا الخالصة لكل أحرار العالم في وفاة الرئيس مرسي”.

وحذر الطلبة خلال المظاهرة، من تسليم السلطة للجيش والعسكر، ورفع أحد الطلبة لافتة كتب عليها “نتيجة حكم العسكر: عاش مبارك حرا وقتل مرسي مسجونا، السيسي قتل مرسي”، كما رفع طالب آخر لافتة تقول: “وفاة مرسي صورة لما سنعيشه تحت حكم العسكر”.

فعاليات المغرب

في أول رد فعل لقيادي في حزب العدالة والتنمية، أعرب رئيس الحكومة المغربية السابق عبد الإله بنكيران عن أسفه لخبر وفاة الرئيس المصري السابق محمد مرسي في المحكمة، ووصفه بأنه “شهيد”.

وقدم بنكيران العزاء لأسرة الرئيس المصري السابق محمد مرسي، وقال: “أنا في غاية التأثر والأسف، ونحسبه شهيدا عند الله سبحانه، ونتقدم بالعزاء الكامل لأسرته الصغيرة والكبيرة”.

وأضاف، في تصريحات صحفية، “نحن نأسف شديد الأسف على هذه الطريقة التي تسببت في وفاة الرئيس محمد مرسي أثناء محاكمته، ونحن مؤمنون بقضاء الله وقدره وإنا لله وإنا إليه راجعون”.

وتقدم كذلك وزير الدولة المكلف بحقوق الإنسان، المصطفى الرميد، تعازيه لأسرة الفقيد محمد مرسي.

وتقدمت حركة التوحيد والإصلاح بأصدق عبارات التّعازي إلى أسرة الرّئيس الرّاحل وكلّ ذويه ومحبيه، وإلى قيادة جماعة الإخوان المسلمين المصرية وكافة أعضائها والى عموم الشعب المصري الشقيق، وإلى كلّ الأمّة الإسلامية في فقدان واحد من خيرة أبنائها البررة وهو يدافع عن العدل والشّرعية ويناهض الظلم والاستبداد.

وتقدمت الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة بتعزية لأسرة الرئيس، وقالت إنها تلقت نبأ استشهاد الرئيس الشرعي لمصر الدكتور محمد مرسي بالحزن والأسى، بعد اعتقال ظالم دام مدة ست سنوات عانى فيها الحرمان من أبسط الحقوق.

وقالت إن هذا المصاب الجلل تتقدم الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة بأخلص عبارات التعازي والمواساة لعائلة الفقيد الصغيرة والكبيرة وللشعب المصري، سائلين المولى عز وجل أن يتغمد الفقيد برحمته الواسعة ويسكنه فسيح الجنان، وإنا لله وإنا اليه راجعون.

الأمير المغربي

كما تقدم الأمير مولاي هشام، (ابن عم الملك محمد السادس)، بتعازيه الحارة لعائلة الرئيس محمد مرسي والشعب المصري.

وقال الأمير، في تدوينة على حسابه الشخصي: “تلقيت ببالغ الحزن والأسى خبر وفاة الرئيس محمد مرسي، وبهذه المناسبة الأليمة، أتقدم بأحر التعازي الى عائلته وإلى الشعب المصري وكل أحرار العالم”.

وأشار: “لقد توفي الرئيس مرسي نتيجة الإهمال الممنهج الذي تعرض له في السجن. وجرى اتهامه بالخيانة، لكن الخونة هم الذين اغتصبوا إرادة وسيادة الشعب المصري وقتلوا المئات”.

وأضاف: “نعم، لقد ارتكب الرئيس مرسي أخطاء سياسية، لكنه يبقى المجسد للشرعية الديمقراطية، وعاجلا أم آجلا ستفرض هذه الشرعية نفسها من جديد في مصر. وحالة مرسي هي مأساة كل المصريين المطالبين بالديمقراطية الذين مصيرهم ما بين التعذيب والاختفاء والاعتقال والمنفى”.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

السيسي يُطعم المصريين الخبز المصاب بـ”الإرجوت” السام لإرضاء الروس!

رصد تقرير استقصائي لموقع “أريج” كيف يُطعم السيسي المصريين الخبز المصاب بفطر قمح “الإرجوت” لإرضاء ...