60 ألف أسرة فقدت عائلها المعتقل.. قلوب في رمضان تدعو وتقنت على الظالمين

كثير من المصريين يخصون تهنئتهم للمسلمين في رمضان للمرابطين المدافعين عن ثغور الإسلام في مشارق الأرض ومغاربها، لهؤلاء الرجال الذين لا يقبلون الضيم ولا ينزلون أبدا على رأي الفسدة، للمعتقلين الذين دفعوا ويدفعون ثمن وقفتهم.

من حريتهم وتضييق معايشهم من أموالهم وأرواحهم ومتع أبنائهم، واثقين بما عند الله من أجر واجتماع شمل في الآخرة وهو القادر عليه في الدنيا.

غير أن بعضًا ممن هم على تواصل مع أسر المعتقلين في رمضان وبخاصة أولئك المحبوسون قبل 6 سنوات أقل قليلا أو زيادة عن ذلك، لم تعد فارقة إلا أنها مؤثرة كما يقول الدكتور باسم عودة، وزير التموين السابق؛ الذي أمضى من هذه السنوات 4 رمضانات دون أن يفطر في رمضان مع أحد حتى ولو كان معتقلا في الزنزانة المجاورة، وعندها تشعر القلوب بالكمد لحال هؤلاء الأبطال ولكن كيف هم وأسرهم يفتقدون أمثال هؤلاء المحبون لأوطانهم لدرجة هذا التحمل.

تقول ملك رمضان: “دعوة على الإفطار مننا تخفف عنهم، خلينا نقلل من الوجبات للي بتنحط على السفرة للبهرجة وملئ العين لكي نحس بهم ونتذكر اللي ضحوا..بكل سفرة في شخص ناقص مارح ننساه..ومن الأنانية إنك تنساه”.

حد ناقص

وعلى غرار من تبث حزنها إلى الله فإن زوجة معتقل‏ ‏‏تشعر بـ‏الحزن‏، تذكرت كيف يستعد الناس في هذه الأيام لاستقبال شهر رمضان الفضيل، في وقت تستقبل فيه آلاف الاسر رمضان للمرة الثانية أو الثالثة أو الرابعة وبعضهم للخامسة بل والسابعة دون ذويهم، تقول الزوجة: “شعور إن حد ناقص موجع جدا وده كفيل إنه يأثر علي نفسيتهم وفرحتهم في استقبال بهجه وعظمه هذا الشهر الكريم”.

ومع أن الشهر يهون أمام الصلاة والقيام والقرآن والدعاء لهم أن يردهم الله إلى أهلهم سالمين غانمين مأجورين بإذن الله عاجلا غير آجلا، إلا أن وجعا آخر، وهو فرحة عموم الأسر بشهر رمضان بشراء الياميش والفوانيس ولوازم رمضان.. هناك آلاف الأسر أملها تزور معتقلها أو معتقليها للاطمئنان عليه، فقط تريد أن يدخل له علاجه أو ملابس غير التي اهترأت أو القليل من الأكل دون عبث أو “لغوصة” المخبرين بشكل غير آدمي، فينفلت الدعاء على الظالمين على من شتت شمل المخلصين وأن يرحم شهداءهم ويشفي مريضهم ويفرج عنهم.

أنين ابنة

وكانت عائشه خيرت الشاطر قد أعربت عن مشاعر ابنة غاب والدها خلف القضبان فكتبت “ليعلن مفتي الانقلابيين أن غدًا هو أول أيامه.. وحث الناس علي صومه.. في نفس الوقت الذي صدّق قبيله بساعات علي إزهاق أرواح أبرياء ..أقدم بموائد خاويه من فرد أو اكثر أو ربما لم يجتمع أحد من الأسرة بأكملها عليها.. فـ٤٢ ألف معتقل سيحرمون فيه من الإفطار به مع اسرهم.. وآلاف الأسر غيرهم ذووها ما بين شهيد ومصاب ومطارد وأسر بها كل هؤلاء معًا”.

وأضافت أن رمضان أقدم ولكن “بمساجد تئن من غياب مصلين منعهم من أغلقوا عنهم المساجد وفقراء بلا معاشات بعد غلق الجمعيات الخيرية التي كانت تكفلهم”.

“أقدم علي هذا الحال لنبتهل به بالدعاء رغم الألم.. ونغتنم ساعاته المباركة بالعمل ونحسن فيه اللجوء لرب مطلع.. ونخص كل هؤلاء بالدعاء وان يكون للظالمين نصيب كبير بالدعاء عليهم من شرد وقتل وفرق الشمل وكل من أيدهم وأعانهم وفوضهم وسكت على ظلمهم ندعوه بيقين أن لا يمر رمضان إلا وقد أبدل عسرنا يسرا”.

أحلى بهم

وقبل أيام قلائل كتب محمد جمال البحيري أن رمضان أحلى بهؤلاء المعتقلين إذا كانوا معنا بعد أن يرفع الله البلاء وقال: “رمضان بالنسبة لاي بيت فيه معتقل يعني الاحساس بالعجز والقهر والحزن واستدعاء كل الذكريات الرائعة مع من نحب.. الالتفاف علي المائدة في الافطار والسحور قيام الليل جمعا والتزاور والتراحم مع الاهل وادخال السرور علي الاهل والتوسعة عليهم والقيام بكل متطلباتهم والرفق بهم فلا يتحملون ما لا يطيقون ….اما اليوم حدث ولا حرج..

البيوت أصبحت خاوية لا تحوي سوي النساء والاطفال وقد لا تحوي سوي امرأة واطفالها الصغار ليلهم كنهارهم …لا يتفقدهم أحد ولا يفرقون بين وجودهم او غيابهم بينما ينعمون هم بقرب من يحبون ….يتحامل عليهم الآخرين ويرتجون منهم احتواءا وعطفا ودعما ولا يدرون انهم بأمس الحاجة إليه بل ويثقلون كاهلهم بمتطلبات وكأنهم (في وضع طبيعي جدا) ولا حول ولا قوة الا بالله”.

وأضاف أن “عزاءهم “إنما يوفي الصابرون أجرهم بغير حساب” رفقا بأهالي المعتقلين.. رفقا بقلوبهم التي انهكها الانتظار.. رفقا بصحتهم التي اعياها التردد علي بوابات السجون.. رفقا بعمرهم الذي تتساقط أوراقه يوما بعد يوم.. لا تحملوهم ما لا يطيقون.. لا تسيؤا الظن بهم… ارحموا ضعفهم”.

وأقسم قائلا: “ووالله لو خُيِّرُوا بين تلك المعاناة وحياة العبيد والرضا بالذل لما كان هنالك ادني مقارنة فهي حياة لله …لله وحسب ..اللهم رد كل غائب الى اهله.. اجعلوا لهم حصة من وردكم فى رمضان”.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

في الذكرى التاسعة للثورة.. مواقع التواصل تغرد «ثورة الغضب 25»

في الخامس والعشرين من يناير كل عام، يحيي المصريون ذكرى ثورتهم الخالدة التي أطاحت برأس ...