بسبب أموال الإمارات والسعودية.. عسكر السودان: لا تظاهرات بعد اليوم

يبدو أن الأموال التي أودعتها كل من السعودية والإمارات للنظام العسكري في السودان بدأت تؤتي ثمارها؛ من أجل هيمنة الدولتين على السودان وشعبها ونهب ثرواته وحكمه بالقوة العسكرية، بعد أن نجحت في تنفيذ هذا السيناريو في مصر عن طريق دعم السيسي بعشرات المليارات من الدولارات لدعم الانقلاب العسكري.

ولم تمر أيام بل ساعات معدودة على المنح التي أودعتها الإمارات والسعودية للمجلس العسكري السوداني، حتى أشهر عسكر السودان العين الحمراء، وأعلن الضرب بيد من حديد لكل من تسول له نفسه استمرار التظاهرات المناوئة للحكم العسكري في السودان.

كانت السعودية والإمارات قد أودعتا 3 مليارات دولار لدعم النظام العسكري في السودان بقيادة عبد الفتاح البرهان، ثم أودعت الإمارات بعد ساعات على منحة الثلاثة مليارات دولار المشتركة، 250 مليون دولار في بنك السودان المركزي، بزعم دعم السياسة المالية للخرطوم وتحقيق الاستقرار المالي والنقدي في السودان.

وهو نفس السيناريو الذي سيطرت به كل من السعودية والإمارات على مصر، من خلال ضخ عشرات المليارات من الدولارات لدعم انقلاب عبد الفتاح السيسي على الرئيس محمد مرسي، ونهب ثروات البلاد.

وذكرت وكالة “وام” أن “صندوق أبو ظبي للتنمية” وقع، اليوم، اتفاقًا مع بنك السودان المركزي، يتم بموجبه إيداع 250 مليون دولار لدى الخرطوم.

‎وتعد الوديعة جزءا من حزمة مساعدات مشتركة أقرتها الإمارات والسعودية للسودان بقيمة 3 مليارات دولار لدعم الاقتصاد السوداني.

‎وكان “صندوق أبو ظبي للتنمية” قد وقع، في يناير 2017، اتفاقًا مع البنك المركزي السوداني أودع بموجبه 400 مليون دولار، في بنك السودان المركزي.

عسكر السودان

ومع استقبال الأموال السعودية والإماراتية لدعم استيلاء العسكر على السلطة في السودان، حذر نائب رئيس المجلس العسكري السوداني من استمرار ما سمّاها “الفوضى” وتعهد بفرض القانون والأمن وحماية المواطن وممتلكاته، وأعلن عن أنه “للصبر حدود”.

وبلهجة غاضبة، قال الفريق أول محمد حمدان دقلو الملقب حميدتي: “لا فوضى بعد اليوم.. لا فوضى بعد اليوم”. وأضاف: “ملتزمون بالتفاوض ولكن لا فوضى بعد اليوم”.

وشدد حميدتي على أنه من واجب المجلس العسكري حماية المواطن وممتلكاته وفرض الأمن والقانون، وأنه لا يمكن أن يقوم المواطن بأخذ حقه بيده، وعليه التوجه للشرطة والقضاء، مشددا على أن القطار يجب أن يسير وأن الجسور والطرق يجب أن تفتح أمام الناس.

وأضاف: “نحن كمجلس عسكري ملتزمون بالتفاوض ونريد أن نصل لاتفاق مرض للشعب السوداني”.

وتحدث عن “دعوات من بعض المتفلتين لاقتحام القصر الجمهوري ومقر قيادة الجيش وإغلاق الجسور والشوارع بالعاصمة.. وأضاف “هناك حالات من الفلتات الأمنية وكلها يقوم بها مواطنون‎”. وقال إنه شخصيًا يخضع للتفتيش من المواطنين، وإنه لا “يوجد تنازل أكثر من هذا وللصبر حدود”.

وفي ذات المؤتمر الصحفي، تحدث الفريق ياسر العطا بلغة تصالحية، وقال إن المجلس وافق على كل مطالب قوى الحرية والتغيير. كما أكد عضو المجلس الفريق أول شمس الدين كباشي الشراكة والرغبة في حل عادل وسريع.

قرارات السعودية والإمارات

ورغم الظروف التي يمر بها السودان، بعد خلع عمر البشير، والثورة التي يقوم بها الشعب السوداني واستمرار تظاهراته، وتنحية عوض بن عوف وزير الدفاع السابق، وتولية عبد الفتاح البرهان بديلا عنه، إلا أنَّ المجلس العسكري الانتقالي في السودان لم يعبأ بهذه الظروف الاستثنائية والاقتصادية والاجتماعية في البلاد، وأعلن لأول مرة عن موقفه تجاه استمرار مشاركة قوات سودانية بالحرب اليمنية التي يشنها التحالف السعودي الإماراتي ضد المقاتلين الحوثيين.

كما أوعزت الإمارات للمجلس العسكري السوداني بطرد تركيا من السودان، بعد حديث المجلس العسكري السوداني على أهمية خروج تركيا من جزيرة سواكن السودانية، التي كانت في إطار الاتفاقية المشتركة بين تركيا وبين السودان إبان حكم البشير.

حرب اليمن

ويفتح المجلس العسكري السوداني باب الجدل حول إصراره على الاشتراك بقواته في اليمن رغم الظروف التي تعيشها البلاد، الأمر الذي وجه إليه اتهامات عديدة بأنه يتلقّى أوامره من تحالف دول السعودية والإمارات، كما كشف عن الارتباط الوثيق بين هذا النظام العسكري وبين الرياض وأبو ظبي، خاصة بعد الحديث عن علاقة عبد الفتاح البرهان، رئيس المجلس العسكري السوداني، بدولة الإمارات وأبناء الشيخ زايد.

وأكد المجلس الانتقالي أن القوات السودانية المشاركة في الحرب “ستبقى حتى يحقق التحالف أهدافه”، بحسب ما أفادت به وكالة الأنباء السودانية الرسمية (سونا).

ونقلت “سونا” عن الفريق أول محمد حمدان دقلو، نائب رئيس المجلس، قوله: “إننا متمسكون بالتزاماتنا تجاه التحالف، وستبقى قواتنا حتى يحقق التحالف أهدافه”.

شريك أساسي

وعلّق خبراء سودانيون على هذه الأخبار، بأن نظام السودان شريك أساسي في التحالف العسكري السعودي الإماراتي ضد الحوثيين في اليمن، ويقاتل آلاف الجنود السودانيين في صفوف قوات هذا التحالف الذي بدأ عملياته في مارس 2015.

وتصاعدت في الفترات الأخيرة المطالب في الشارع السوداني بسحب تلك القوات التي لا يعرف عددها على وجه اليقين، وتكلف الشعب السوداني ملايين الدولارات، في الوقت الذي خرج فيه الشعب بانتفاضة عارمة من أجل الخبز.

وكشفت صحيفة “لوموند” الفرنسية، عن أن هذه القوات تتولى مهمة حراسة القواعد الإماراتية في جنوب اليمن، كما يتخذها التحالف وقودًا لمدافعه في معركة الساحل الغربي.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

السيسي يُطعم المصريين الخبز المصاب بـ”الإرجوت” السام لإرضاء الروس!

رصد تقرير استقصائي لموقع “أريج” كيف يُطعم السيسي المصريين الخبز المصاب بفطر قمح “الإرجوت” لإرضاء ...