
نشر موقع “ميدل إيست آي” البريطاني تقريرًا، تحدث فيه عن قصص الرعب التى يعيشها جنود قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسى فى سيناء، وكيف يواجهون خطر الموت يوميًّا، فى ظل شن هجمات من قبل خلايا تنتمى لتنظيم “داعش”.
الموقع البريطانى كشف عن أن الجنود الموجودين في شبه جزيرة سيناء يعانون من نقص في الأسلحة وقلة الخبرة، إضافة إلى الحالة النفسية السيئة التي يعيشونها جراء الهجمات والعمليات الإرهابية المتكررة التي يواجهون خطرها يوميًّا.
ووفقًا لموقع “العربى الجديد” الذى ترجم التقرير، فقد نقل حوارًا أجراه مع اثنين من العسكريين الموجودين في سيناء، أثناء فترة العطلة، قالا فيه إنهما عادا للتو من تشييع جثمان أحد أصدقائهما الذي كان موجودًا معهما في سيناء. وذكر العسكريان أنه تم إطلاق اسم صديقهما الذي استشهد في سيناء على إحدى المدارس الابتدائية تكريمًا له.

بلا تدريب
كما نقل الموقع روايات بعض الجنود عن الحياة اليومية التي يعيشونها في سيناء، وعن الصدمة التي عانوا منها، فقد كانوا يأملون في أن يطوروا من قدراتهم في صفوف الجيش المصري، ليجدوا أنفسهم في مواجهة العناصر الإرهابية دون تدريب كاف أو معدات عسكرية متطورة.
وقال أحد الشابين: أنا لا أريد أن يُطلق اسمي على إحدى المدارس، أنا أريد أن أعيش، وهو ما يعكس الحالة النفسية التي يعاني منها الآلاف من الجنود المصريين الذين تم إرسالهم إلى شبه جزيرة سيناء منذ سنة 2011.
وأشار الموقع إلى أن الحرب (العملية العسكرية الشاملة) التى تم شنها على الإرهابيين، حصدت أرواح المئات ما بين مدنيين وعسكريين، إضافة إلى آلاف المشردين، كما أنها السبب وراء استمرار حالة الطوارئ التي تعيشها مصر.
وأضاف “ميدل إيست أى” أن هناك مساعدات من قبل إسرائيل بالتعاون فى الحرب مع مصر ضد الإرهاب فى سيناء، وذلك تصديقًا لما قاله السيسى فى لقاء مع (برنامج 60 دقيقة) الأمريكي، حيث قال السيسي: إن مصر تعمل منذ سنوات مع الجانب الإسرائيلي، وإنها أعطت الإذن لإسرائيل للقيام بغارات جوية على أراضيها.

مقتل 1500 جندى
ونقل الموقع، عن سبعة ضباط ما بين سابقين وحاليين بالجيش المصري، قولهم إن الحرب في سيناء كبدت الجيش المصري خسائر كبيرة تصل إلى 1500 جندي، إضافة إلى المشاكل النفسية التي يعاني منها بقية الضباط. والسبب الرئيسي وراء هذه الخسائر، بحسب الضباط، هو قصر مدة التدريب التي يحصل عليها المجندون، حيث يذهب بعضهم إلى سيناء بعد 45 يوما فقط من بداية الخدمة العسكرية.
وأضافت “ميديل إيست أى” أن السبب وراء الخسائر الكبيرة للجيش المصري، عدم تكافؤ موازين القوى بين الإرهابيين المدربين على العيش في ظروف قاسية والقتال وجها لوجه، إضافة إلى امتلاكهم الخبرة من الحروب السابقة التي خاضوها في غزة وسوريا والعراق وأفغانستان، وبين الجنود المصريين الذين يفتقدون للتدريب الكافي، حيث يأتي بعضهم إلى سيناء بعد شهر ونصف فقط من بداية خدمته العسكرية.
رعب وصراخ
ونقل الموقع شهادات حية لجنود مصريين تم تسريحهم من الخدمة العسكرية بعد أن أصيبوا في هجمات إرهابية، ومن هؤلاء “خالد” الذي كان شاهدًا على هجوم إرهابي استهدف نقطة أمنية في سيناء، راح ضحيته 23 جنديًّا مصريًّا. يقول خالد: لقد أصبت بطلق ناري في بطني، سقطت أرضا ولم أقدر على الحراك، وفي الأثناء كنت أستمع إلى صراخ أصدقائي.
كما نقل الموقع عن “عمر”، أحد القياديين في الجيش المصري الذي عمل في سيناء سنة 2013، أن معسكرات التدريب التي كان يعمل بها لم تكن تتجاوز 45 يومًا، قبل أن يتم إرسال المجندين إلى شبه جزيرة سيناء، وهو ما يُنتج مجندين فاقدين للخبرة وغير قادرين على خوض المعارك.