ويمكر “ماكرون” والله خير الماكرين!

عندما قال ماكرون لقائد الانقلاب فى المؤتمر الصحفى: إن حقوق الإنسان في مصر أكثر تدهورًا بكثير من عهد مبارك، وهناك مدونون ومفكرون وُضعوا في السجون، وصورة مصر سوف تتضرر وتتأذى، وأنه يجب إيجاد حل لاعتقال المدونين والمفكرين في مصر، وأنه يقدِّر مساعى قائد الانقلاب لنهضة البلاد”، لا أدرى عن أى نهضة يتحدث هذا المأفون، وهل حدث أن دولة تقدمت فى ظل حكم العسكر! ( قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ)، والعقول الجيدة في حاجة إلى الحرية والجدل بين بعضها البعض، وفي حاجة إلى نقاشات لمساعدة مصر المستنيرة.
وأن هناك حالات فردية في المعتقلات لا تمثل تهديدًا لاستقرار مصر: «ربما لا يوافقني السيسي على بعض هذه الحالات، لكني لن أكون صديقًا صادقًا إن لم أتكلم عما يجول في بالي». وماكرون يقصد بهؤلاء المدونين بالطبع نشطاء السبوبة، ولا يتحدث عن أكثر من ثمانين ألف شخص من خيرة شباب مصر وعلمائها فى سجون الانقلاب.
وبدلا من أن يعترف قائد الانقلاب بانتهاكات حقوق الإنسان فى مصر، يقول “نحن جزء من منطقة مضطربة، ولا يجب قياس مفاهيم حقوق الإنسان العالمية بما يحدث في مصر”، وأننا  «لسنا كأوروبا أو أمريكا، الاختلاف بين الدول وبعضها أمر طبيعي، العالم كله لا يسير على نهج واحد، التنوع الإنساني أمر طبيعي وسيستمر، ومحاولة تغييره إلى مسار واحد غير جيد».
وأن حقوق الإنسان متداخلة، ولا يمكن تجزئتها عن الحق في الحياة والأمن، والحق في التعبير والتنمية، وأن الشعب المصري صاحب الحق في تقييم مدى ما يتمتع به من حقوق سياسية واقتصادية واجتماعية.
مصر لن تقوم بالمدونين، ستقوم بالعمل والجهد والمثابرة، المدونون يتحدثون بلغة ثانية غير الواقع الذي نعيشه، لا نريد اختزال حقوق الإنسان بمصر في آراء مدونين، هدم الدولة أمر ثانٍ».
«لا نريد إعادة ما حدث سابقا في المنطقة، عندما تعصف بالدولة المصرية حرب أهلية ماذا كانت ستفعل الدول الأوروبية؟».
«لا أقبل أن أستمر في منصبي إذا لم تكن هناك إرادة مصرية، ولو رفضني الرأي العام فسأتخلى عن موقعي فوراً».
ونفى أن تكون الشرطة المصرية تستخدم العنف والقوة ضد التظاهرات، وأن هناك قواعد قانونية يجب إتمامها للتظاهر. ونفى استخدام مدرعات فرنسية في قمع المتظاهرين، مؤكدا أن بلاده لا ترفع السلاح إلا ضد من يحمل سلاحا.
وهذا صحيح.. الدولة ترفع السلاح ضد من يرفع السلاح الذى تضعه الشرطة بجواره بعد قتله، فى أفلام رعب داخلية الانقلاب!.
وكان هناك مشروع لإقامة دولة دينية في مصر لكننا أفشلناه. وهذا اعتراف صريح من قائد الانقلاب بعداوته للإسلام والمسلمين ليتزلف لأسياده فى الغرب؛ لأن القاسم المشترك الذى يجمع هؤلاء جميعا هو العداوة للإسلام والمسلمين!.
وقذ ذكرنى موقف قائد الانقلاب المضطرب، وقد بدا عليه الارتباك خاصة عندما يتلقى سؤالا محرجا عن انتهاكات حقوق الإنسان، يكاد المريب أن يقول خذونى، بموقف الذكاء الغبي القاتل، الذى قتل صاحبه، وهو يعتقد أنه أذكى الأذكياء وطبيب الفلاسفة، “واللى عدى القناية متبلش”.
وتحكي القصة عن ثلاثة أشخاص، شيخ ومحامي وفيزيائي، تم الحكم عليهم بالإعدام شنقا عن طريق المقصلة.
وعندما حان وقت تنفيذ الإعدام فى الأشخاص الثلاثة، تقدم العالم ليعدم، وعندما وضعوا رأسه تحت المقصلة، سألوه: هل لك رغبة فى كلمة أخيرة توّد قولها؟، قال نعم: الله…الله.. الله… هو الذي سينقذني.. وعندها نزلت المقصلة على رأسه لإعدامه توقفت فجأة عند رأسه، ونجا من الإعدام، وتم إطلاق سراحه حسب ما هو متعارف عليه.
ثم تقدم المحامي إلى المقصلة وتم سؤاله هذا السؤال التقليدى: هل هناك كلمة أخيرة تودّ قولها؟
قال: أنا لا أعرف الله كعالم الدين، ولكنى أعرف أكثر عن العدالة، العدالة.. العدالة.. العدالة هي التي ستنقذني.
وتم إنزال المقصلة على رأس المحامي، وعندما وصلت لرأسه توقفت فجأة. فتعجّب الحضور من هذا المشهد وهللوا، وتم إطلاق سراح المحامى، فقد قالت العدالة كلمتها، ونجا المحامي، وذهب إلى بيته.
وأخيرًا جاء الدور على الفيزيائي، فسألوه كما سألوا الشخصين اللذين سبقاه: هل هناك كلمة أخيرة تودّ قولها؟
فقال بكل ثقة وصراحة: أنا لا أعرف الله كعالم الدين، ولا أعرف العدالة كالمحامي، ولكنّي أعرف أنّ هناك عقدة في حبل المقصلة تمنع المقصلة من النزول.
فنظروا فى المقصلة وفعلا وجدوا فعلا عقدة تمنع المقصلة من النزول، فقاموا على الفور بإصلاح العقدة وأنزلوا المقصلة على رأس الفيزيائي فقطعت رأسه فورا!
وحال هذا الفيزيائى يشبه حال قائد الانقلاب ، هو يعلم أن القاصى والدانى ، يعلم أوضاع حقوق الإنسان فى مصر ، من قتل خارج إطار القانون إلى الإختفاء القسرى ،إلى التهجير والإخلاء القسرى وقهر المواطن ، إلى التعذيب الممنهج ، ومع ذلك بدلا من الإعتراف وقول الحقيقة ، يبحث عن شماعة الإرهاب والدولة الدينية، وهو يعلم أنه كاذب كما قال رئيس البرلمان الإيطالى، ويعلم أن ماكرون يعلم أنه كاذب، كما نعلم نحن أن ماكرون يضع المصلحة وبيع السلاح الباير فوق المبادئ.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

هزيمة مؤقتة

محمد عبدالقدوس الأوضاع في بلادي بعد تسع سنوات من ثورتنا المجيدة تدخل في دنيا العجائب.. ...