اللجان الشعبية.. درع المصريين الذي حمى البلاد أيام الثورة 28 يناير، 2019 ذكريات وأسرار تتكشف يوما بعد آخر مع كل ذكرى انطلاق ثورة 25 يناير 2011 التي أكدت أن الشعب حينما يتوحد يفرض إرادته في وجه الطغيان والانظمة المستبدة من أجل تحقيق الحرية والعدالة الاجتماعية والنهوض نحو مستقبل أفضل لجميع أبنائه.من بين هذه الحكايات ما سطره الشعب المصري من تكوين اللجان الشعبية والتي كان لها الدور الكبير في حماية أمن البلاد وقت أن انسحبت الأجهزة الأمنية خاصة الشرطة من الشوارع والميادين في محاوله لصناعة مناخ الفوضى ونشر الجريمة ، وعلى عكس ما خطط له النظام المستبد استطاعت جموع الشعب التي تكاتفت وكونت اللجان الشعبية والتي سرعان ما انتشرت في ربوع أرجاء مصر في الشوارع والميادين وأمام المؤسسة حتى مراكز الشرطة تحميها وتسهر على سلامة المجتمع بالتعاون مع المخلصين من جميع أطياف المجتمع.معدن الشعبأغلب من تحدثوا عن ذكرياتهم مع اللجان الشعبية أكدوا أنها كشفت عن معدن الشعب المصري الأصيل وقت الازمات ما جعل العالم بنظر إلى المصريين بعين أخرى، وبمنظور جديد بعد نجاحهم في الحفاظ على سلامة وأمن المجتمع.ففي الوقت الذى كانت الميادين تزدحم بالثوار من كافة أطياف الشعب كان هناك فريق آخر يقوم بحماية ميادين وشوارع وأحياء المدن والقرى يحفظ الأمن وسط مشاركة واسعة جسدت التعاون والتكاتف بين جموع أفراد كل حي وكل قرية وكل مدينة صانعين ملحمة لا يمكن أن تمحى من ذاكرة التاريخ بشهادة كل من تابع فصولها.إفشال الفوضىويؤكد عدد من الذين شاركوا في هذه اللجان دورها البارز في إفشال مخطط الفوضى الذي كان من المقرر أن يتم تنفيذه وانتشار الجريمة التي حرض عليها رموز نظام مبارك بدفعهم للأموال لأرباب السوابق ومثيري الشغب ، لكن تكاتف الشباب والشيوخ وجميع أطياف الشعب تحدى هذا المخطط وأفشله.ولم يتوقف دور اللجان الشعبية أيام الثورة على الحفاظ على أمن الشوارع؛ بل امتد الى حماية المؤسسة بجميع أشكالها من مجالس المدن والمستشفيات والبنوك ومكاتب البريد والمدارس حتى أنهم ساهموا بشكل كبير في حماية مراكز الشرطة في عدد من المدن بعد أن انسحب رجال الشرطة وتخلوا عن دورهم المنوط بهم.إيد واحدةفيما أشار آخرون إلى تفاعل المواطنين معهم خلال مشاركتهم في اللجان الشعبية لحماية الشوارع من البلطجية واللصوص وأتباع النظام، وكان التفاعل عن طريق السلام، والشكر على حفظ الأمن، أو بتقديم بعض المشروبات والأطعمة للشباب المشاركين في اللجان.وتذكر إحدى السيدات أنها كانت فخورة بكل من شارك في هذه اللجان خاصة وأنها رسمت صورة للتوحد بين الجميع فلا تستطيع أن تفرق بين مسلم ومسيحى وقت أن وقفوا يدا واحدة ليحافظوا على أمن وسلامة الشوارع.وتتابع أنها شعرت أن كل فرد يقف في الشارع ضمن اللجان الشعبية، هو ابنها وتخشى عليه كأولادها وفى الوقت ذاته كان أكثر ما يسعدها ويدخل الفرح إلى قلبها روحهم المعنوية العالية، وتعاونهم مع بعضهم البعض، حيث تكاتف الجميع بما جعل مصر كلها نسيجا واحدا ويدا واحدة. 2019-01-28 DK2 tweet