شاهد| بعد 8 سنوات.. ربيع يناير يبحث عن شمس الحرية

قبل 25 يناير 2011 ظل الشباب المصري يحلم يومًا بالحرية، حتى ظهرت دعوات على مواقع التواصل الاجتماعي، لتتحول الأحلام إلى ثورة حقيقية انطلقت شرارتها من ميدان التحرير لتثبت للعالم أن الشعب المصري قادر على المستحيل.
وحسب تقرير بثّته قناة “وطن” الفضائية، كان ميدان التحرير قبل 8 سنوات مضت يعج بآلاف الثوار الذين خرجوا إلى الشوارع يهتفون ضد المخلوع حسني مبارك ونظامه، ولم يتوقع هؤلاء وغيرهم ممن شارك في ثورة 25 يناير بمختلف المحافظات، أن تحل الذكرى الثامنة للثورة وقد انقلب المشهد السياسي رأسًا على عقب وتبدل الحال، فالمخلوع مبارك ينعم بحريةٍ مات الآلاف من أجلها، يضاف إلى ذلك إطلاق سراح حبيب العدلي، وزير داخلية المخلوع مبارك، قبيل ذكرى الثورة بأيام، وهو الذي كان من أسباب اندلاع شرارة الثورة.
ومن عبثية المشهد، يقبع الآلاف من الثوار خلف القضبان، فخروج حبيب العادلي أتم الحرية لجميع رموز نظام مبارك عقب تبرئة كل من تمت محاكمتهم، وبعد أن برأ القضاة كل أفراد الشرطة المتهمين بقتل المتظاهرين إبان الثورة.
فيما يواجه النشطاء محاكمات وأحكامًا بالسجن لمجرد التظاهر؛ فمبارك رأس هذا النظام الذي احتفلت مصر بخلعه كثمرة لثورة المصريين، بات شاهدًا مسموع الكلمة في محاكمة رموز تلك الثورة، كان الهدف منها كبح جماح الشارع المصري وتسكين غضبه ودغدغة أمانيه.
من بين الذين شاركوا في ثورة يناير وكان لهم دور قيادي، يبرز الدكتور محمد البلتاجي، وعصام سلطان، وعلاء عبد الفتاح، وأحمد ماهر، وحسام البخاري، والمستشار الخضيري، وجميعهم نال نصيبًا من المحاكمات الهزلية التي لم تتوقف حتى الآن، وأوصلت بعضهم إلى أحكام الإعدام والمؤبد، مع إهمال وحرمان من أبسط الحقوق داخل أقبية السجون.
ما يحدث مع رموز ثورة يناير وعشرات الآلاف من المعتقلين، يوضح ما آلت إليه الأوضاع في مصر وما آل إليه مطلبهم الرئيسي، وما بحّت حناجرهم من أجله وهو الحرية. المطالب الأخرى من عدالة اجتماعية وعيش كريم لم تكن أحسن حالًا بعد أن نسفتها سلطة عسكرية غاشمة دمرت كل ما طالته أيديها، وأحالت البلاد إلى قائمة أشباه الدول.
اقتصاد منهار وفقير أصبح فقرًا، فيما ازداد أبناء مؤسسات الجيش والشرطة والقضاة غنى، حال يعكس ما آلت إليه مصر بعد انقلاب العسكر على الرئيس محمد مرسي، ومع ازدياد الضغوط الحياتية وانعدام أي مساحة للحريات عن هذا الشعب المكلوم وبرغم اختفاء مظاهر الثورة، إلا أن أصداءها لا تزال حية في قلوب من عاشوها وحلموا بها.

https://www.youtube.com/watch?v=S5oFLdDaXCs
x

‎قد يُعجبك أيضاً

في الذكرى التاسعة للثورة.. مواقع التواصل تغرد «ثورة الغضب 25»

في الخامس والعشرين من يناير كل عام، يحيي المصريون ذكرى ثورتهم الخالدة التي أطاحت برأس ...