معلمون وأولياء أمور: منظومة السيسي لتسريب الامتحانات فساد ينخر أواصر الدولة

يجمع المصريون على أن تسريب الامتحانات ليس عفويا أو مجرد نتيجة فساد بعض اللواءات في وزارة التربية والتعليم، ولكنه فساد ينخر في عظام الدولة، المقصود منه برأي البعض تخريج جيل من أشباه المتعلمين الذين يحملون شهادات عليا والعلم منهم براء، كما أنه نوع من التنفيس عن أولياء الأمور الذين ضاقوا ذرعا بحالة الفقر والعوز وتدني الاقتصاد، فضلا عن أنه نوع من سياسة الإلهاء والإشغال لأسر كاملة، وأن يعتلي كليات القمة سفهاء القوم بعد أن كانت حكرا على أصحاب العقول.
الخاسر الوحيد
وعوضا عن هذه الرؤية الإجمالية يرى معلمون أن الطالب هو الخاسر الوحيد.. يقول عابدين أحمد معلم لغة عربية بإحدى المدارس الثانوية: “تسريب الامتحانات ليست وسيلة رخيصة لإنجاح النظام الجديد عن طريق خلق قبول شعبي له كما يرى البعض”، ويضيف: “التسريب ما هو إلا تعبير عن حالة من الفساد يعيش فيها مَن تعمد نشر (اختبارات تجريبية) ممن تولوا عملية طباعتها في الإدارات التعليمية المختلفة”.

واعتبر أنه لم يكن مبررا أن تنفق الوزارة ملايين الجنيهات على تأمين اختبارات تجريبية لا هدف لها إلا التدريب. وخلص إلى أن الطالب هو الخاسر الوحيد، إذا طبقت الوزارة النظام الجديد في الفصل الدراسي الثاني، مضيفًا أن هذا الخسران يخص أكثر “الطالب الذي اكتفى بالاطلاع على نماذج الحلول وقام بنقلها، وأضاع بالتالي فرصة التدريب الحقيقى على أسلوب التقييم الجديد”.
افتراض حكمة الطالب
واعتبر المعلم زكريا همام أن رد وزير التعليم الانقلابي على تسريبات امتحانات الأول الثانوي بأن “الطالب لو غش ودور على التسريبات، يبقى ده قراره وهو الخسران؛ لأنه مستفدش من التدريب، ومدربش نفسه على الامتحانات الجاية”، يخالف الواقع عندما يطالب الوزير من الطالب ذي الخمسة عشر سنة أن يكون عليما حكيما في تصرفاته ولا يلتفت إلى تسريبات الامتحان، وألا يكلف نفسه عناء البحث والاطلاع والمذاكرة، وبدلا من وجود إجراءات احترازية لمنع التسريب، أو محاسبة المتسبب، نلقي باللوم على الطالب أنه هو الخاسر وأنه لا يعرف مصلحة نفسه!.
وأضاف على الفيسبوك: “هذه المنظومة الجديدة المستهدف الأول منها الطالب، وكانت تقتضي هذه التجربة – في أول اختبار لها – أن يتدرب الطالب على كيفية التقييم الجديد الذي سيقضي على ذهنية راسخة قديمة لديه قد ألفت الحفظ والاستذكار من مرحلة الحضانة، وليتعلم شيئا فريدا يقوم على طريقة البحث والفهم والتحليل والاستنباط فيعمل عقله ويشحذ ذهنه سواء أثناء الاختبار أو عند المذاكرة”.
وأكد “همام”، معلم اللغة العربية، أنه للأسف تم تسريب الاختبارات واحدا تلو الآخر وضربت التجربة في مقتل إذ تراجعت عقلية الطالب إلى أدنى مستويات المعرفة فأصبح مجرد “ناقل معلومات” فكل ما عليه أن ينسخ الإجابات المسربة في كتابه المفتوح إلى ورقة الإجابة في أقل من ربع الوقت؛ ليخرج بعدها مسرورا بما حقق من لا شيء وليبحث بعدها عن التسريب الجديد وليترك المذاكرة والاهتمام بالامتحانات وحق له ذلك. قائلا: “وعلى رأي المثل: “اللي يلاقي دلع وما يدلعش يبقى عبيط”.
تدير العباقرة
واعتبر المعلم خيري حافظ، من البحيرة، أنه من المعروف علميا أن الغش تدمير لطبقة العباقرة التي يخرج منها العلماء، مضيفا أن الطالب الغشاش يكتسب من الغش؛ اعتبار الملاحظ خيال مآتة، ويتعود علي الغش كحق مكتسب، ويتعامل مع العلم علي أنه عملية تهريج، ويتعود الطالب علي عدم الثقة في أخذ أي قرار صحيح، فيأخذ قراراته الصحيحة عندما يحصل علي وظيفة بمصلحة التهريج بدرجة حاوي!.
وأشار إلى أن هذه المنظومة تعيد لنا هذا الجيل صياغة فيلم (الصعود إلى الهاوية)، لافتا إلى أن أولياء الأمور يتحملون المسؤولية في عدم تعليم أولادنا عدم المشاركة في الجريمة”.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

في الذكرى التاسعة للثورة.. مواقع التواصل تغرد «ثورة الغضب 25»

في الخامس والعشرين من يناير كل عام، يحيي المصريون ذكرى ثورتهم الخالدة التي أطاحت برأس ...