في زمن الهرولة نحو الصهاينة.. وزراء وكتاب واقتصاديون على رأس قائمة العار

لم تعد قائمة العار يتصدرها فقط الكاتب الراحل لطفي الخولي، أو المسرحي علي سالم، أو الكاتب الصحفى عبد المنعم سعيد، كما لم يعد أولئك المتصهينون يعاملون معاملة المنبوذين، لدى حضورهم المؤتمرات أو الفعاليات المكشوفة، بل صاروا بعد الترحيب بهم محل إعجاب متصهينين أمثالهم أُفرغت لهم الساحة الإعلامية، بل ربما كانوا هم أصحاب الواجهات الإعلامية أنفسهم.

قائمة العار في التطبيع مع الصهاينة سرية وقديمة ومحشوة بالشخصيات العفنة، لكنها اليوم باتت مكشوفة، فالثور هرب من الحظيرة وتبعته بقية الحظيرة.

الوزير التونسي

بالأمس فقط، أثار ظهور وزير السياحة والصناعات التقليدية، روني الطرابلسي، يهودي الديانة، على إحدى القنوات الإسرائيلية، جدلا واسعا في البلاد وصل إلى حدّ المطالبة بإقالته، بعدما أجرى حوارا إعلاميا مع القناة الإسرائيلية “i24news” (ناطقة بالعربية) تطرّق خلاله إلى القضية الفلسطينية.

وبعد ساعات من تداول الخبر المدعوم بفيديوهات للمقابلة، نفى الطرابلسي إدلاءه بحديث لقناة إسرائيلية، مؤكدا أنه تحدّث لمصلحة شركة إنتاج تلفزيوني في بريطانيا.

وخلال الحوار، طرحت وكالة أنباء “وفا” الفلسطينية، من خلال الصحفي الفلسطيني خالد الفاهوم، سؤالا على الطرابلسي حول إمكانية إرساء علاقات رسمية مع “إسرائيل”، إلا أنه قال: “موضوع التطبيع حساس جدا”.

وقناة “i24News” الإسرائيلية تبثّ من الولايات المتحدة الأمريكية، وعبر الإنترنت في “إسرائيل”؛ باللغات العربية والفرنسية والإنجليزية، وتعمل على تسهيل التطبيع مع الاحتلال.

يوفال شتاينتس

في المقابل، زار وزير الطاقة الصهيوني، يوفال شتاينتس، يوم الأربعاء الماضى، بعض معالم القاهرة، كالقلعة ومسجد محمد علي، بعد مشاركته في منتدى غاز شرق المتوسط بالمدينة.

وبحسب صفحة “إسرائيل في مصر” على  “فيسبوك”، فإن الوزير رافقه مرشد مصري يتحدث العبرية!. كما احتفى السيسي ووزراء عرب آخرون بـ”يوفال” لدى زيارته للقاهرة، وهي المرة الأولى منذ ثورة 25 يناير أن يزور مسئول صهيوني القاهرة.

وتضاف زيارة المسئول الصهيوني إلى افتتاح الكيان سفارة له في القاهرة، بالتنسيق مع نظام السيسي، في 8 مايو 2018، وأقام حفلا في فندق “ريتز كارلتون” الملاصق لجامعة الدولة العربية، والمواجه لميدان التحرير وسط العاصمة، والذى يعتبره المصريون رمزا لثورتهم.

وحضر الحفل جماعة من المتصهينين المصريين، وذكرت مصادر حضور علاء عرفة رئيس شركة (العرفة) للاستثمارات والاستشارات، والرئيس التنفيذي لشركة الملابس السويسرية، وعضو المركز المصري للدراسات الاقتصادية، وأحد العاملين على إتمام صفقة القرن، وهو خليفة رجل الأعمال حسين سالم، وهشام طلعت مصطفى (رجل أعمال)، وشاهيناز النجار (برلمانية سابقة)، وعماد الدين أديب (إعلامي)، وخالد أبو بكر (رجل أعمال في مجال الملابس والبترول)، وسعد الدين إبراهيم (أستاذ اجتماع)، وعبد المنعم سعيد (صحفي)”.

فيلا العبار

وفضح الإعلام الصهيونى حجم الشراكات بين “إسرائيل” ودولة الإمارات، إذ تجاوزت ممارسة الطقوس اليهودية في دبي إلى إقامة مؤسسات “صهيونية” تسعى إلى نشر ثقافة التطبيع بين شباب المسلمين بدعوى “الحوار بين المراهقين المسلمين واليهود”.

وتفاخرت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” الصهيونية، بالعلاقات الحميمة التي تربط رئيس مجلس إدارة شركة “إعمار” الإماراتية محمد العبار، مع اليهودي الأرثوذكسي إيلي إيبستين، كبير موظفي الابتكار في شركة “أمينكو”، ومقرها نيويورك، حيث أنتجت هذه الصداقة مبادرة “أطفال إبراهيم”، وهي مبادرة حوار بين اليهود والمسلمين، وأسفرت عن دعم مبادرة إيبستين، الذي تبرع لإقامة كنيس يهودي في دبي يعرف بـ”كنيس دبي”، الذي يعتبر ملاذا لليهود في المدينة الرأسمالية التجارية في الشرق الأوسط، من المقيمين القدماء أو الزائرين، حيث تأسّس هذا المعبد منذ 10 سنوات، وهو المؤسسة الرائدة والوحيدة الفعالة التابعة للجالية اليهودية في الدولة، وفق “تايمز أوف إسرائيل”.

المعبد المعروف باسم “الفيلا”، وهو سكن تم تحويله إلى كنيس تستأجره الجالية اليهودية، أشبه بنزل الشباب.

ويشير إيلي إيبستين، إلى مدة العلاقة السرية فيقول: “لقد حققنا تقدما كبيرا منذ أن بدأت الذهاب إلى دبي منذ 30 عاما. قبل ذلك الوقت كان الناس ينصحونني بالفعل بتجنب استخدام اسمي الأخير، لأنه يبدو يهوديا للغاية”.

وفي يوليو الماضي ظهرت الممثلة الإسرائيلية “غال غادوت” التي أيّدت قصف غزة بفيديو ترويجي عرضه المكتب الإعلامي لحكومة دبي والعبار جزء منه، خلال افتتاح مدينة ترفيهية بحضور ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد وحاكم دبي محمد بن راشد. ونشر مسئول في وزارة الخارجية في إسرائيل صورة تظهر احتفاء مكتب دبي الإعلامي بالممثلة.

وفي سبتمبر 2017، كشفت الصحف الصهيونية عن مقابلة صحفية قال فيها محمد بن راشد آل مكتوم: “نحن نرغب التعامل والتعاون مع إسرائيل في كل شيء.. وأنا أعدكم بأن تل أبيب ستستفيد أكثر منا بهذه العلاقات”.

فجر السعيد

ومن الكويت خرجت مجموعة أصوات معروفة بولائها المخابراتي، ومن هؤلاء الإعلامية “فجر السعيد”، التي دعت مطلع رأس السنة الجديدة إلى التطبيع مع دولة الاحتلال الإسرائيلي.

وقالت السعيد، على حسابها بمنصة “تويتر”: إن “دول المواجهة: مصر والأردن، ومنظمة التحرير، كلها موقّعةٌ (على) معاهدة سلام مع إسرائيل، ونحن في الكويت وبعض دول الخليج ما زال خطابنا كله عداء وإنذار بالمواجهة، بينما في حقيقة الأمر لا نقوى عليها”.

وأضافت “وبهذه المناسبة السعيدة أحب أن أقول لكم: إني أؤيد وبشدة التطبيع مع دولة إسرائيل، والانفتاح التجاري عليها، وإدخال رؤوس الأموال العربية للاستثمار، وفتح السياحة، وخاصة السياحة الدينية (إلى) الأقصى وقبة الصخرة وكنيسة القيامة”.

وتابعت “ماذا استفادت الدول العربية من مقاطعة إسرائيل؟! وماذا ستستفيد الدول نفسها لو طبّعت معهم وبدأنا نستورد ونصدّر لهم، ورؤوس أموالنا تعمل داخل إسرائيل؟!”.

وأشارت في تغريدتها إلى حصيلة التعاون الاقتصادي، بالقول: “سنرتبط اقتصاديا مع بعض، وبالتأكيد سنؤثر وبقوة في القرار لديهم، لأن رأس المال يحكم، والمصالح المشتركة هي الغطاء الآمن لأهلنا في فلسطين”.

وقالت في تغريدة أخرى: “إذا دخلت رؤوس الأموال العربية في إسرائيل كمستثمر قوي؛ وجوده يدعم الاقتصاد وخروجه يؤثر على الاقتصاد.. صدقوني سنفرض صوتنا كعرب ومسلمين على القرار السياسي الإسرائيلي”.

الكاتب المتصهين

وفي 4 أغسطس 2018،  كشف الكويتي المتصهين أحمد الجار الله، رئيس تحرير السياسة الكويتية، عن وجهه القبيح، بعدما تفاجأ الشعب الكويتي بتصدر مقال مشترك للمتحدث باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي مع الصحفي الكردي الصهيوني مهدي مجيد، في صحيفة “السياسة”.

واحتفى كل من “مجيد” و”أدرعي” عبر تغريداتهما بتويتر التي رصدتها (وطن) بهذا المقال الذي نشر أيضا بصحيفة “إيلاف” السعودية التي يديرها عثمان العمير، المقرب من “ابن سلمان” ويتبع سياسة (التطبيع والتقرب من الاحتلال).

x

‎قد يُعجبك أيضاً

السيسي يُطعم المصريين الخبز المصاب بـ”الإرجوت” السام لإرضاء الروس!

رصد تقرير استقصائي لموقع “أريج” كيف يُطعم السيسي المصريين الخبز المصاب بفطر قمح “الإرجوت” لإرضاء ...