دراسة: الوجه الآخر لتعديلات دستور الانقلاب.. خوف وعدم استقرار وانفجار مفاجئ

كشفت دراسة بعنوان “مستقبل النظام بين أمل البقاء واحتمالات الرحيل.. قراءة في خطة النظام للاستمرار” أن ما يطمح ياسر رزق في مقاله الخاص بالتعديلات على دستور الانقلاب يحمل تصورين؛ زيادة سنوات مدة الرئاسة، والمجلس الانتقالي، باعتبارهم مرحلتين متتاليتين، إنما طرحهم باعتبارهم بديلين يختار المشرع بينهما.

وقالت الدراسة إن النظام لديه رغبة قوية في تأبيد بقائه في السلطة، وفي التخلص النهائي من خوف كامن لديه من إمكانية اقصائه من السلطة، ولهاثه المحموم وراء ابتكار صيغة تعطي بقاءه قدسية وتحصين يؤمنه نوائب الدهر وتقلباته.

محاولة للتبرير

وأكدت الدراسة في عرضها لـ”إشكاليات وملاحظات نقدية على هذا التصور الرسمي” أن المقال الذي كتبه ياسر رزق بعنوان “عام الإصلاح السياسي الذي تأخر” يؤكد أن البلاد لا تزال تعيش في أجواء صراعية، وأن حالة عدم الاستقرار التي خلقتها يناير 2011 والتطورات الناجمة عنها لم تنته بعد، وأن تحدي الفوضى قائمًا حتى اللحظة، هي محاولة لتبرير سلطوية النظام الحاكم وعنفه وعسفه بكل قيم الحرية والديمقراطية، ومحاولة لتبرير الفشل في إدارة المشهد على الصعيد السياسي والأمني والاقتصادي، مع تردي الأوضاع، واستمرار هذا التردي، وتفاقمه المستمر.

وعن ضبابية المستقبل السياسي للنظام قالت: إن الأوضاع الأمنية شديدة السواء، والوضع الاقتصادي والاجتماعي لا يقل سوءا، ومستقبل النظام السياسي يتسم بالضبابية واللا يقين، ومن أدلة ذلك حالة السيولة الشديدة وفشل النظام في تقليصها، معتبرة أن تشبيه الواقع بأنه تحدي وصراع تخوضه الدولة هو محاولة لتبييض وجه النظام.

فقاعة 30 يونيو

واعتبرت الدراسة أن النظام لا يزال يعيش في فقاعة يونيو 2013، ولم يفارقها، رغم تجاوزها منذ 6 سنوات، وأن هذه محاولة للهرب من الواقع وتحدياته، حيث تعصف بالنظام المشكلات، وحيث تراجعت شعبيته للحدود الدنيا، ومن ثم يلوذ النظام بمرحلة كانت له شعبيته عالية في أوساط قواعد الدولة العميقة، بعدما أنقذهم من سيطرة “الإخوان”!.

وكشفت الدراسة أن الهروب من الواقع وتحدياته، باجترار الماضي والذكريات سيكون له انعكاسات وخيمة، أهمها أن احتمال انفجار الأمور بشكل فجائي ستكون كبيرة للغاية، وغير متوقعة، لافتا إلى أن زمن النظام المتوقف عند لحظة يونيو 2013، تجاوزها المجتمع والمعارضة ويتجهزان لما بعدها في خضم التطورات التي طرأت.

خوف عاصف

وأكدت الدراسة أنه في ضوء تبعية رؤية ياسر رزق لرؤية الإنقلاب، فإن نظام الإنقلاب يعصف به الخوف من المستقبل وما قد يحمل من مفاجئات. قد يكون الخطاب المطروح في المقالة ظاهره العنجهية وغرور القوة وعدم الخوف من العواقب، لكنه في حقيقته يعكس خوف من مآلات الواقع ومن مفاجئات المستقبل، وما الغرور والعنجهية البادية سوى قشرة لإخفاء هذا الخوف ومواراته.

كما توقعت أن يكون توجهات المقالة حقيقة يسعى الإنقلاب فعليا لتحقيقها، لكنها قد تكون محاولة لحرف الرأي العام في جهة معينة، إلهاءً له عن قرارات مفاجئة تكون في اتجاه مختلف تماما، ومن ثم تكون قرارات النظام صادمة وغير متوقعة فتأتي ردود الفعل عليها من الشارع السياسي بطيئة ولا تمثل خطورة على النظام.

رصد المضامين

ورصدت الدراسة مضامين المقال وانشغالاته الحقيقية، ووقفت عند ورود كلمة “الديمقراطية” وردت في المقالة مرة واحدة فقط، كذلك وردت كلمة “تداول السلطة” مرة واحدة أيضا، بينما وردت كلمة “دستور” (31) مرة، في حين جاءت كلمة “إصلاح” 5 مرات، وأخيرا وصٌف النظام الفترة الراهنة في مصر باعتبارها مرحلة انتقال وليست استقرار 4 مرات.

ورصدت تفكير النظام بجدية في تدشين “مجلس لحماية الدستور”، أو أيا كان اسمه أو اختصاصاته، غرض هذا المجلس هو تأبيد بقاء السيسي في السلطة، مع اعطائه صبغة تقديسية “حامي مبادئ ثورة يونيو 2013″، وربطه بالجيش؛ من خلال إضافة فقرة يصبح الجيش بموجبها حامي ثورة يوليو ومبادئها – وكأن بقاء السيسي في الحكم جزء من هذه المبادئ، وكأن السيسي والدولة والنظام السياسي و”الثورة” في يوليو 2013 كلها كيان واحد – ما يؤكد ذلك، أن هذه الفكرة عن مجلس “انتقالي” لحماية الدولة وأهداف الثورة.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

السيسي يُطعم المصريين الخبز المصاب بـ”الإرجوت” السام لإرضاء الروس!

رصد تقرير استقصائي لموقع “أريج” كيف يُطعم السيسي المصريين الخبز المصاب بفطر قمح “الإرجوت” لإرضاء ...