التخلص من أتباع “صدقي صبحي” أم “مناديب” سيناء وراء اختيار مجاور للمخابرات الحربية؟!!

كشفت تقارير إعلامية اليوم أن رئيس المخابرات الحربية الجديد خالد مجاور اشتهر بـ”ملك المناديب”، وقال شيخ قبلي رفض الكشف عن اسمه لوسائل إعلام عربية: إن “مجاور كان يكلّف عددًا من الضباط في محيطه بالتواصل الدائم مع المشايخ والنواب والتجار في نطاق محافظة شمال سيناء على مدار السنوات الأخيرة، وحتى في مراحل سابقة لتوليه قيادة الجيش الثاني الميداني، إذ كان مهتمًا بأمور سيناء دون بقية قادة الجيش الذين يرون في هذه المنطقة مسؤولية ثقيلة يتهرّبون منها. وقد كان لهذه العلاقات دور بارز في إيجاد ظاهرة “المناديب” (المخبرين) العاملين لصالح الاستخبارات الحربية، والذين عمِلوا على مدار الأشهر الماضية على تزويد الجيش واستخباراته بالمعلومات اللازمة كافة لسير العملية العسكرية بصورة ناجحة”.
وشهد الأحد الماضي إعلان حركة تغييرات وتنقلات في قيادات القوات المسلحة المصرية، شملت تعيين مدير جديد للمخابرات الحربية، وقائدًا جديدا للمنطقة الغربية العسكرية التي تتولى تأمين الصحراء المتاخمة للحدود مع ليبيا، هو اللواء صلاح سرايا.
وجاءت نشرة تنقلات كبار قادة الجيش، التي أصدرها وزير الدفاع الفريق أول محمد زكي، شملت تعيين اللواء خالد مجاور، مديرًا لإدارة المخابرات الحربية والاستطلاع، خلفا للواء محمد الشحات، الذي شغل المنصب لنحو ثلاث سنوات.
ولكن المفارقة في قرار عزل مدير المخابرات الحربية اللواء “محمد الشحات” رسميًا، وتعيين اللواء “خالد مجاور” بديلا له أن أحد أساتذة الجامعة المقربين من وزير الدفاع السابق (صدقي صبحي)، كشف عن حدوثه في سبتمبر الماضي 2018 ولم ينتبه له أحدا، أو يؤكده الجيش حينئذ.
ففي سبتمبر 2018 نشر “عادل العدوى” أستاذ العلاقات الدولية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، ومدير المنتدى الاقتصادي الدولي في مصر تغريدة على حسابه على تويتر يقول فيها إنه “حصل على معلومات عن إقالة السيسي (لاحظ قوله السيسي وليس وزير الدفاع) لمدير المخابرات الحربية، اللواء محمد الشحات، وتعيين قائد الجيش الميداني الثاني، اللواء أركان حرب خالد مجاور”، ولم يصدر المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة المصرية أي أنباء حول هذا الخبر حينئذ.

واللافت أن “عادل العدوي” الذي أذاع الخبر حينئذ هو صديق للفريق صدقي صبحي ونشر على حسابه صورة له مع “صدقي صبحي”، ما قد يشير إلى أن صبحي مصدر معلومة إقالة مدير المخابرات الحربية وأن الأمر أغضبه أو يمسه، بحسب دراسة نشرها مؤخرا “الشارع السياسي”.
ويُعتقد أن قرار إقالة “الشحات” صدر في سبتمبر بالفعل كما كشف صديق وزير الدفاع السابق، وأن سلطة الانقلاب أجلت إعلانه رسميًا بعد كشف وحتى ينسي الناس ما كتبه “العدوي”؛ لأن معنى هذا تسريب صبحي صدقي أنباء عزل صديقه “الشحات” ما قد يُفهم منه أن هناك خلافات داخل الجيش.
ولذلك عقب صدور القرار رسميًا عاد الدكتور “عادل العدوي” ليذُكر الجميع على حسابه على تويتر بأنه كان صاحب السبق في هذا الصدد.
Today the Egyptian military officially announces and confirms the exclusive tweet from September 2018 about the appointment of General Khalid Megawer as the new Head of Military Intelligence. #Egypt pic.twitter.com/6NB8EKZC84
— Adel El-Adawy (@adeladawy) December 23, 2018

وبحسب مراقبين، فإن قائد الانقلاب يحرص على تغيير القيادات العسكرية على فترات قصيرة لتأمين نفسه من أي تفكير في الانقلاب المضاد عليه، وبدأ ذلك بالتخلص من كافة أعضاء المجلس العسكري الذي شاركه الانقلاب بما فيهم صديقه وزير الدفاع السابق صدقي صبحي، وتوالت التغييرات على فترات قصيرة خاصة مع تصاعد الغضب الشعبي وظهور انتعاشه في الربيع العربي في دول الجوار.
ويعني خبر إقالة مدير المخابرات الحربية ربما أن السيسي مرعوب من شيء ما مجهول حتى الآن، أو قد تكون هذه خطوة استباقية، أو دفاعية محضة ليس لها ما يبررها الا خوف قائد الانقلاب من ترتيبات محتملة للإطاحة به وهو يحاول قطع الطريق على هذه الإجراءات، أو اعتبار وصف ترامب له بـ”القاتل المنكوح” مقدمات للتخلص منه وعدم رضاء أمريكي عنه، وهو مفتاح أمان بقاء أي قائد لمصر.
بيد أن هناك مراقبين يرون أن تخلص قادة الانقلابات العسكرية من المحيطين بهم أمر روتيني بسبب الخوف من منافسة قادة آخرين لقائد الانقلاب، أو سعيهم للانقلاب المضاد للحصول على امتيازات أعلى بعدما يتبين لهم حجم المكاسب التي يحصل عليها قائد الانقلاب سواء في صورة عمولات السلاح أو صفقات بيزنس الجيش أو غيرها من المزايا.
أما التخلص من مدير المخابرات الحربية تحديدا – وهو منصب تولاه السيسي ويعلم مخاطرة – وتخلص السيسي عموما من كافة المحيطين به باستمرار وتعيين آخرين وعدم إبقاء أحد في منصبه فترة طويلة، فيرجع لأنه يعلم جيدًا أن أي ترتيبات للتخلص منه لن تمر إلا عبر المخابرات الحربية، فهي بوابة المؤامرات كما فعل هو في انقلابه العسكري على الرئيس الشرعي محمد مرسي 3 يوليه 2013.
x

‎قد يُعجبك أيضاً

في الذكرى التاسعة للثورة.. مواقع التواصل تغرد «ثورة الغضب 25»

في الخامس والعشرين من يناير كل عام، يحيي المصريون ذكرى ثورتهم الخالدة التي أطاحت برأس ...