هتدفع يعني هتدفع.. الانقلاب يجبر الغلابة على شراء عدادات ذكية لاستمرار الكهرباء

بدأت سلطات الانقلاب في الترويج للعدادت الذكية والكودية التي يتم شحنها مسبقا لاستمرار خدمة الكهرباء دون انقطاع، بعد التخطيط لإلغاء العدادت القديمة ورفعها من لمنازل والمحلات في غضون العام الجديد، من أجل السيطرة على المواطنين، وجيوبهم، بفكر فائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي الجديد وهو “هتدفع هتدفع”.
وبدأت سلطات الانقلاب الترويج لإلغاء العدادت القديمة وتركيب العدادت الكودية، من خلال حملة صحفية على صحف الانقلاب، عزت سبب ارتفاع فواتير الكهرباء نتيجة عدم قراءة كشافي الكهرباء للعدادت بطريقة صحيحة، أو القيام بوضع قراءات عشوائية، وليس نتيجة رفع الدعم عن الكهرباء، وكشفت مصادر من وزارة الكهرباء انه سيتم رفع فواتير الكهرباء اعتبارا من يناير المقبل، ورفع الدعم نهائيا عن الكهرباء خلال يوليو 2019.
في الوقت الذي تنتاب المواطنين حالة من الترقب والقلق أول كل شهر وهم في انتظار فواتير الكهرباء والتىي تشكل عبئًا وتلتهم جزءًا كبيرًا من الدخل، وبعد زيادة أسعار شرائح استهلاك الكهرباء اتجهوا إلى الترشيد، وانتظر البعض انخفاض قيمة فواتيرهم خاصة بعد انقضاء فصل الصيف وتشغيل التكييفات والمراوح، لكن حدث العكس ففوجئ الكثيرون بمبالغ وهمية لفواتيرهم لا تتناسب مع استهلاكهم الحقيقي.
واعتبرت صحيفة “الأهرام”، الحكومية، أنه بعد البحث عن سر هذا الارتفاع أتضح أن قارئي العدادات لا يمرون على المنازل لأخذ القراءة بانتظام.. فيتم احتساب الاستهلاك تراكميا أو على متوسط استهلاك، فتعالت الصرخات والشكاوى على وسائل التواصل الاجتماعي؛ ما دفع بعض أعضاء برلمان العسكر لتقديم بيان عاجل لوزير الكهرباء عن تلاعب الكشافين في قراءة العدادات.
قراءة العدادات
وبالرغم من عدم مرور كشافي الكهرباء بشكل دوري، واعتمادهم على قراءة العدادات بشكل عشوائي، إلا أن سبب الزيادات الهائلة يرجع في المقام الاول لرفع الدعم عن الكهرباء، وليس فقط كشافي الشركة.
ونقلت “الأهرام” عن سيد عمران سباكً في إحدى الجهات الحكومية يقول: ” زوجتى تقضى أغلب يومها عند والدتها لعدم وجودى بالمنزل أغلب الوقت ولدى أجهزة كهربائية بسيطة لذلك استهلاكى قليل جدًا ومع ذلك فاتورتى لا تقل عن 300 جنيه شهريًا، توجهت للشكوى فى الشركة وكان ردهم أن الفواتير صحيحة وهذا هو استهلاكى الحقيقى وعندما امتنعت عن الدفع لعدة شهور، اضطررت مرغمًا للدفع بعد تقسيط المبلغ خوفًا من رفع العداد، وعلمت من الجيران والزبائن وزملائى فى العمل أن الكشافين لا يحضرون لأخذ القراءة وأنها شكوى عامة”.

لمبات موفرة
فيما قالت سعاد محمود ربة منزل: “توقفت عن استخدام الميكروويف وكى الملابس فى المنزل واستبدلت كل المصابيح بلمبات موفرة كنت أرشّد فى استخدام التكييف ومع ذلك لم تنخفض قيمة الفاتورة والتى لا تقل عن 500 جنيه وبعد البحث عن السبب علمت أن قارئى العداد لم يمروا لذلك أحاسب على متوسط استهلاكى.. فهل هذا يرضى المسئولين؟”.
وتقدم نائب برلمان الانقلاب صلاح حسب الله المتحدث باسم البرلمان، ببيان عاجل لوزير الكهرباء بشأن القراءات الوهمية والتراكمية وبالتالي يكتشف المواطنون ارتفاعا في أسعار الفواتير لدخولهم في شرائح أعلى للتقدير الجزافي للاستهلاك .
وأكد وزير كهرباء الانقلاب محمد شاكر أن هناك عجزًا في كشافي الكهرباء ولذلك تعاقدت الوزارة مع إحدى الشركات لتوفير قارئي عدادات، وعلى الفور قام الوزير بتشكيل لجنة تضم 20 من كبار موظفي وزارة الكهرباء في قطاع التفتيش لمراجعة الفواتير في جميع المحافظات بأخذ عينات عشوائية ومراجعة فواتيرها قبل وبعد الشكاوى وبعد انتهاء التفتيش ستقدم اللجنة تقريرًا وسيتم إصلاح اخطاء وفى حالة ثبوت التقصير سيتم محاسبة المقصرين والمتسببين في هذا الخطأ.
عدادات مسبوقة الدفع
فيما قال أيمن حمزة المتحدث باسم وزارة الكهرباء، إن ” العدادات المسبوقة الدفع” عن طريق الشحن أهم ما يميزها أنها تساعد المشترك على متابعة استهلاكه ومعرفة الشريحة الخاصة به بحيث يستطيع التحكم فى استهلاكه والترشيد فى حالة التجاوز عن عدد الكيلوات المحددة التى يغطيها الدعم وهى 1000 كيلووات وما يتعدى ذلك يرفع عنه الدعم.
واعتبر متحدث الكهرباء، أن أغلب الناس التي حولت العداد التقليدى بعداد مسبوق الدفع وجدوا أن هناك انخفاضا فى قيمة الفاتورة ليس بسبب اختلاف السعر إنما بسبب اختلاف الآلية فى حساب الاستهلاك، فكلما قل تدخل العنصر البشرى أصبحت الامور أكثر دقة وأصبح المستهلك أكثر تحكمًا فى استهلاكه، موضحًا أنه يرفق مع كل عداد كتيب صغير لشرح كيفية التعامل معه بالإضافة إلى أن كل عداد مزود بشاشة توضح الاستهلاك والمتبقى من الكارت، وقد تم تركيب 6 ملايين و600 ألف عداد.
وأضاف أن الآلية الثانية عبر العدادات الذكية و مميزاتها ستكون مزدوجة للشركة وللمشترك من حيث الدفع فهى لا تحتاج إلى شحن الكارت «كمسبوقة الدفع» ودفع فواتيرها متاح قبل استهلاك أو بعده من خلال الموبايل، بالإضافة إلى عدم تدخل العنصر البشرى.
شركة متخصصة
وقال: ” بدأنا بـ 250 ألف عداد كمرحلة تجريبية تحتاج إلي بنية تحتية كإنشاء مراكز بيانات خاصة بها وشبكات اتصال، وتعمل العدادات الذكية في نطاق 6 شركات من شركات التوزيع من أصل 9 شركات، وستبدأ العدادات الذكية فى العمل بداية العام المقبل، وبعد نجاح التجربة سيتم تعميمها على باقى الشركات وسيتم ذلك خلال 10 سنوات ولحين حدوث التحويل من العدادات التقليدية للمميكنة سيتم التعامل مع جزء من العدادات التقليدية ووضعنا آليات للتعامل معها بحيث تقل الشكاوي”.
وتعاقدت الوزارة مع شركة مهمتها قراءة العدادات فقط على مستوى 9 شركات وبدأت العمل فى بعض المناطق وتباعًا ستغطى جميع المناطق، أيضا تعاقدت الوزارة مع شركة متخصصة مستقلة تملك رقم الخط الساخن 121 من خلالها يمكن للمواطن الإبلاغ عن قراءة عداده، وهذا الخط يستقبل أيضا جميع الشكاوي التجارية والفنية والأعطال وبلاغات قراءات العدادات وسرقة التيار الكهربى وابلاغ عن انارة فى الشوارع نهارًا أو انقطاعها ليلًا رغم أن انارة المسئول عنها المحليات ولكن يستقبلها 121 ويقوم بتحويلها للجهة المسئولة، وكذلك طلب فحص العداد.
x

‎قد يُعجبك أيضاً

في الذكرى التاسعة للثورة.. مواقع التواصل تغرد «ثورة الغضب 25»

في الخامس والعشرين من يناير كل عام، يحيي المصريون ذكرى ثورتهم الخالدة التي أطاحت برأس ...