السيسي يعد الشعب بالأورجانيك وبطون المصريين تتوجع من قمح “الإرجوث”

خلال افتتاح المرحلة الأولى من المشروع القومي للصوب الزراعية الذي تقوم عليه الشركة الوطنية للزراعات المحمية، التابعة للجيش في مدينة العاشر من رمضان شمال شرقي القاهرة يوم السبت 22 ديسمبر 2018، والذي يستهدف إنشاء 100 ألف فدان من الصوب الزراعية في عدة مناطق؛ وعد جنرال الانقلاب عبدالفتاح السيسي المصريين بأن يأكلوا جميعا خضراوات “أورجانيك”، لكنه تناسى أن حكومته تطعم الشعب فعليا بقمح مصاب بالإرجوث المسبب لمرض السرطان؛ فهل يتوقف السيسي عن السرحان بالشعب في عالم الأوهام ويمنع حكومته من استيراد القمح المسبب للسرطان؟!

وقال السيسي، في كلمة الافتتاح: “احنا كنا دايما يقولك في السوبر ماركت الكبير دا أورجانيك.. يعني الناس تاكل أورجانيك والمصريين مياكلوش أورجانيك ولا إيه؟ يعني اللي معاه فلوس ياكل أورجانيك.. والمصريين الباقي مياكلوش؟!. لأ، إن شاء الله كله هيبقى كده، بس انتم اجروا معانا، ونجري مع بعض عشان اللي تحقق دا النهاردة بكل تواضع أمر يسعد ويشرف، وإن شاء الله دايمًا للأمام”.

والطعام الأورجانيك هو الطعام الصحي الذي يتم إنتاجه من نباتات غير معدلة وراثيًا ولا تُعامل بأي مواد كيميائية مصنعة خلال مراحل نموها، وتعتمد على الأسمدة العضوية في تغذيتها، وتستخدم الحشرات المفترسة في مكافحة الآفات، ويحظر استخدام حمأة مياه المجاري البشرية في تسميدها، ولا تعامل بمنظمات وهرمونات النمو، ويسمح فيها باستخدام بعض المبيدات التي تشبه تلك التي يُخلقها النبات طبيعيًا بداخله.

بحسب الدستور تنص المادة 79 على أن “لكل مواطن الحق في غذاء صحي وكاف، وماء نظيف، وتلتزم الدولة بتأمين الموارد الغذائية للمواطنين كافة. كما تكفل السيادة الغذائية بشكل مستدام”، وليس ذلك تكرما من الحكومات ولا جدعنة، ولكنه التزام دستوري من الحكومة أمام الشعب.

وبحسب الخبير الزراعي الدكتور عبدالتواب بركات فإن “دول العالم لا تُعنى بتوفر الأغذية الأورجانيك، وليس في هذا تقصير أو عيب، وليست الأغذية الأورجانيك بمطلب دستوري ولا صحي ولا إنساني ولا حقوقي، وبالرغم من أن اليابان هي من أكثر الدول تشددًا في الاشتراطات الصحية الخاصة بسلامة الغذاء، لا تزيد نسبة المنتجات الأورجانيك في سوق الأغذية الياباني عن 1%، وتقل هذه النسبة في كندا عن 1%، وتصل في بريطانيا والولايات المتحدة إلى 5%، وقد تصل في بعض الدول الإسكندنافية إلى 8%، ويبقى المتوسط العالمي لاستهلاك الأغذية الأورجانيك في حدود 2% فقط، في حين تمثل الأغذية التقليدية نسبة 98% من غذاء البشر، وبالتالي لا يدعي زعيم من الزعماء أنه يستطيع كفاية الشعب بهذا النوع من الغذاء ثم يصدقه شعبه، سيما أن يكون المدعي بالأورجانيك هو الجنرال السيسي، الذي وعد المصريين كثيرًا بالرخاء فلم يجدوا إلا السراب.

ويبقى سبب مهم يحد من اهتمام الدول بالأغذية الأورجانيك، وهو أن إنتاجية وحدة المساحة من الأراضي المنزرعة بالمحاصيل الأورجانيك تقل بنسبة 20 إلى 50% عن الزراعة التقليدية، ما يتطلب زيادة المساحة بنفس النسبة، لتعويض العجز في الإنتاج، وكذلك زيادة كمية المياه المستخدمة في الري، ما يفسر ارتفاع أسعار المنتجات العضوية بنسبة 30% في المتوسط عن أسعار المنتجات التقليدية. لذلك لا تمثل مساحة الأراضي المنزرعة عضويًا سوى 1.2% من إجمالي الأراضي الزراعية على مستوى العالم، وبالتالي يصبح التوسع في زراعتها عديم الجدوى بالنسبة للجنرال السيسي، إن كان يؤمن بالجدوى، بسبب الشح المائي في مصر.

خبز بالإرجوث المسبب للسرطان

وفي الوقت الذي يتعهد فيه السيسي بتوفير الغذاء الأورجانيك لعموم المصريين، أصدرت المحكمة الإدارية العليا حكما نهائيا في مايو الماضي، يسمح للحكومة باستيراد القمح، مادة صناعة الخبز، الملوث بفطر الإرجوت، وذلك للمرة الأولى في تاريخ القضاء المصري، وفي تاريخ التشريعات الزراعية منذ بدأت مصر استيراد القمح لأول مرة مطلع ستينيات القرن الماضي، حيث يحظر على الحكومة استيراد هذا النوع من القمح، وذلك بعد طعن قدمه الجنرال بصفته رئيس الجمهورية، وطعن آخر من مجلس الوزراء ووزارة الزراعة والصحة والتموين على حكم سابق يمنع دخول قمح الإرغوت البلاد.

والإرجوت، هو فطر يصيب الإنسان الذي يتناول الخبز المصنوع من هذا القمح بالسرطان، والغرغرينا، والفشل الكبدي، ويجهض الحوامل من النساء والحيوانات، ويصيب البشر بالتشنجات، والجلطات الدموية وتساقط الأطراف، والموت بالسرطان بعد فترة من تراكم الفطر فى جسم الإنسان، ولا يتأثر بعمليات غربلة القمح الملوث به، ولا الغسيل، ولا الطحن، ولا حرارة إنضاج الخبز.

وفي عهد السيسي أصبح كثير من المصريين لا يستطيعون شراء اللحوم البلدية بسبب ارتفاع أسعارها نتيجة احتكار رجال أعمال مقربين من نظامه واردات الأعلاف، وبسبب اهمال الحكومة الرعاية البيطرية للثروة الحيوانية، ويلجأ المصريون إلى اللحوم المستوردة الرخيصة، وهي لحوم معاملة بهرمونات لزيادة نمو العجول ولكنها تسبب زيادة فرص الإصابة بسرطان الثدى فى النساء، والبروستاتا فى الرجال، وتضعف خصوبة الرجال، وتسبب عقم النساء، وقد كشف تقرير لنقابة الأطباء البيطريين بعنوان “ثروتنا الحيوانية” عن زيادة 7% في معدل الإصابة بسرطان الثدي عن السنوات الماضية.

هذه اللحوم يستوردها لواءات من الجيش المصري من دول أوربا الشرقية والبرازيل وبإشارة خضراء من الجنرال السيسي الذي يدعي توفير الخضراوات الأورجانيك.

بطاطس ولا أروجانيك؟!

ويضيف بركات أنه في يناير الماضي، طلبت الحكومة الروسية مضاعفة وارداتها من البطاطس المصرية بنسبة 140%، واستجاب الجنرال السيسي لطلب الحليف الروسي ونفدت البطاطس من السوق المصري وارتفع سعرها إلى 15 جنيها للكيلو، وهو يفوق سعر البطاطس الأورجانيك في دول غنية مثل فرنسا والولايات المتحدة. وحدثت أزمة ضخمة، ووقف المصريون لأول مرة في طوابير طويلة تنظمها قوات الجيش والشرطة للحصول على 5 كيلوجرامات فقط. ولا يستطيع كتير من المصريين شراء الطماطم، ووصل سعرها إلى 12 جنيها، وهو يفوق سعر الأورجانيك أيضا؛ لأن ميزانية وزارة الزراعة صفر، وإنتاج التقاوي عالية الإنتاج صفر، ويستورد القطاع الخاص تقاوي الطماطم المصابة بالأمراض النباتية وتدخل الدولة بعلم المسئولين في الحكومة، وتسببت في كارثة هذا العام.

الجنرال السيسي يحارب زراعة الأرز، ووصل سعر الكيلو إلى 15 جنيها، وكانت مصر تصدره إلى الدول العربية والأوربية حتى 2016، وبأعلى الأسعار على مستوى العالم، ولم ترفض دولة من الدول المستوردة طن واحد من الأرز المصري، بالرغم من أنه ليس أورجانيك، وقد يروى بمياه مخلوطة بمياه الصرف الزراعي، والجميع يعلم بذلك، ولكن تشهد مختبرات الأغذية في العالم بجودته الصحية وانخفاض محتواه من العناصر السامة بالمقارنة بالأصناف الأخرى على مستوى العالم. فمتى يكف الجنرال عن الكذب والخداع فإن الشعب بات أكثر وعيا من أن يخذع بهذه الوعود الكاذبة والشعارات البراقة!.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

في الذكرى التاسعة للثورة.. مواقع التواصل تغرد «ثورة الغضب 25»

في الخامس والعشرين من يناير كل عام، يحيي المصريون ذكرى ثورتهم الخالدة التي أطاحت برأس ...