رغم الغلاء.. لماذا يطبل الفقراء للسيسي مجانًا دون فوائد؟

يطبل المنتعشون الرابحون من وراء الانقلاب فنفهم أسباب ذلك التطبيل، لكن ان تطبل المهمشون والفقراء وفاقدي الأمل في وطن يغوص في سواد الحاضر وضياع المستقبل، فذلك له العجب لأن الفقراء دفعوا ثمن الإصلاح المزعوم من قبل نظام السفيه عبد الفتاح السيسي، بعد أن أصبح المواطن الغلبان ضحية هذه الإصلاحات للحصول على حزمة قروض من صندوق النقد الدولي، بلغت 12 مليار دولار.

وبالرغم من إشادات من المجتمع الدولي، وعلى رأسه اقتصاديو صندوق النقد والبنك الدولي بتلك الإجراءات، لكن ذلك لم يساعد المصريين من ذوي الدخل المتوسط، وهم يمثلون نسبة لا تقل عن 60% من المجتمع، على الوفاء باحتياجاتهم اليومية من طعام وشراب وتعليم.

وأكدت تقارير اقتصادية أن الأثر السلبي الأكبر لتلك الإصلاحات يقع بالأساس على عاتق الطبقة المتوسطة في مصر، فتخفيض قيمة الجنية المصري في نوفمبر 2016، وخسارة العملة لأكثر من نصف قيمتها دفع التضخم إلى تسجيل أعلى مستوياته فوق 30% في صيف العام الماضي 2017، وذلك مع ارتفاع أسعار الطاقة، وفقًا لخطة رفع الدعم عن الطاقة.

الفقراء لا يأكلون!

وأشار خبراء اقتصاديون إلى أنه وبالرغم من زيادة الأجور من 15 إلى 20% خلال العام الماضي، علمًا بأن تلك الزيادة قد طُبقت فقط على القطاع العام أي نحو 6-7 ملايين موظف فقط، فأبناء الطبقة المتوسطة التي اختفت بشكل كبير في الوقت الراهن، أصبحوا يخشون من أي أحداث طارئة قد يتعرضون لها، لعدم وجود ما يكفي من الأموال لمواجهتها.

يقول الناشط السياسي أحمد كريم:”انا افهم ان واحد زي عمرو اديب بيقبضله تلاتين اربعين مليون في السنة يعرص ويدافع بايديه وسنانه عن الاوضاع الحالية لأن فعليا لو البلد نضفت هو هيتضرر ، انما واحد شحات مش لاقي ياكل ولولا صدقات الناس كان مات من الجوع يعرص ليه ؟ ايه اللي هيخسره لو الدنيا اتغيرت ؟”.

وتابع:”ايش تاخد الريح من البلاط يعني حتى في اوسخ الاحتمالات ان التغيير لو جه الدنيا هتبوظ اكتر من كده ( مع ان مفيش اكتر من انك تكون بتشحت وعايش على الصدقة ) انت هتنضر في ايه ، بيتهيألي يعني الدنيا لن تعدم فاعلي الخير ليوم القيامة ؟ ليه ميجازفش مجازفة لن تخسره شئ في كل الاحوال ويمكن تكون سبب في تغيير حياته للأفضل ؟”.

واوضح كريم قائلاً:”عشان محدش يقولي ان الناس دي جربت في يناير وكانت النتيجة سيئة ، فعاوز اضيف ان الناس دي اصلا كانت ضد يناير نفسها ، وفي احسن الاحوال كانوا واقفين في نص الملعب بس وشهم نحية نظام مبارك ، واول ما الحكم العرص صفر للبداية طلعوا جري نحية النظام القديم ، يعني لا استنوا فرصة لأن الثورة تحكم ، ولا حاولوا يدوا لنفسهم مهلة للتفكير في وضع مختلف لحياتهم ، وكانت النتيجة انهم مش بس فضلوا شحاتين ( مع تراجع كبير في عائدات الشحاته اللي بيتحصلوا عليها ) ، لا دول كمان بقوا كلاب صيد للنظام واذنابه بيستخدمهم لأغراض النهش في الداعين او الساعيين للتغيير !”.

موتوا تصحوا!

الحقيقة المرة أن حكومة العسكر تنحاز للأغنياء فقط، وعلى نحو 85% أو أكثر فعلى أبناء الشعب الفقراء أن يبقوا تحت خط الفقر بلا خدمات ولا مواصلات ولا سبل معيشة لائقة، حيث تسبب ارتفاع تكاليف المعيشة في إغلاق آلاف المحلات والشركات وزادت معدلات الكساد.

كما أثر ارتفاع أسعار الوقود على أصحاب الأعمال والزبائن على السواء، حيث ارتفعت تكاليف نقل السلع الأساسية والكماليات، ما أدى إلى ارتفاع الأسعار وضغط المستهلكين للإنفاق، والغريب أن دعوات التقشف لا تنطبق إلا على الفقراء فقط، أما الأغنياء وكبار مسئولي الحكومة فيغطون في الرفاهية بزيادة مخصصاتهم المالية.

من زيادة ميزانية مجلس نواب السيسي بنحو 1.2 مليار جنيه كزيادة في رواتب وبدلات النواب في ميزانية 2018/2017، وزيادة رواتب ومعاشات العسكريين نحو 9 مرات خلال الثلاثة أعوام الأخيرة، بجانب زيادة رواتب القضاة الذين يشكون من ضيق الحال، بحسب بعض إعلامي السيسي، ووزير ظلمه أحمد الزند سابقا!

كما أن التقشف الذي يدعو إليه ويروج له أذرع السفيه السيسي الانقلابية، والمخصص للفقراء فقط لا يطبق على المربع الأمني الذي يخصصه السفيه السيسي لحوارييه بجوار العاصمة الإدارية الجديدة والذي يتم إنشاؤه على الطراز الأوروبي، كما يستثنى منه برك المياه والمنتجعات بطريق الإسكندرية الصحراوي.

وفي الوقت الذي يطالب فيه السفيه السيسي، الشعب المصري، مرات عديدة، بالصبر والتحمل، وقام بمنع الاستيراد؛ بدعوى أن المصريين يستوردون سلعا غير ضرورية، تجد السيسي في الوقت ذاته؛ لا يرتدي ولا يشرب ولا يركب إلا كل ما هو مستورد، ومن الماركات العالمية الباهظة السعر، بحسب نشطاء ومراقبين.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

في الذكرى التاسعة للثورة.. مواقع التواصل تغرد «ثورة الغضب 25»

في الخامس والعشرين من يناير كل عام، يحيي المصريون ذكرى ثورتهم الخالدة التي أطاحت برأس ...