رغم التشويه.. الشعب يُكذب السيسي ويؤيد الإخوان

رغم استمرار آثار غدر العسكر وانقلابه على الشرعية عبر انقلاب عسكري تم في 3 يوليو 2013، تم على إثره اختطاف الجيش للرئيس محمد مرسي، أول رئيس مدني منتخب بالبلاد، قال استطلاع رأي حديث أجراه معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى إن شريحة واسعة من المصريين ما زالت تؤيد جماعة الإخوان المسلمين رغم الادعاء بأنها إرهابية.

وأشار المعهد إلى أن نسبة من المصريين أيضا لديها آراء إيجابية جدا عن الجماعة التي خضعت لحملة غير مسبوقة من التشويه من وسائل إعلام الانقلاب على مدى خمس سنوات، ورغم أن الرئيس مرسي لا يزال رهن الاعتقال التعسفي وممنوع من الزيارة ومحتجز بمكان لا يُعلم تحديدا، لكنه يؤكد دائما خلال محاكماته تمسكه بشرعيته رئيسا لمصر ورافضا الاعتراف بالإجراءات التي تمت بعد الثالث من يوليو 2013.

لن تسقطه المبادرات

ومنذ انقلاب 3 يوليو 2013 وعقب مجزرة فض اعتصامي “رابعة العدوية والنهضة”، طُرحت العديد من المبادرات السياسية، والتي كان آخرها مبادرة عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان كمال الهلباوي، في محاولة لإنهاء الأزمة الطاحنة التي تمر بها البلاد.

هل يمكن أن تتم المصالحة؟

وقال الدكتور طلعت فهمي المتحدث الإعلامي باسم جماعة الإخوان المسلمين، في مداخلة هاتفية لقناة “وطن”، إن السفيه السيسي يخشى عودة عقارب الساعة للوراء كما حدث إبان ثورة 25 يناير، ويسعى لتكريس حكم الفرد الأوحد الذي ينفرد فيه العسكر بإدارة دفة السياسة والاقتصاد ونهب مقدرات مصر، مؤكدا أن الدعوات والنداءات لإسقاط الانقلاب العسكري، والذي اقتربت ساعته كثيرا، سوف تتجدد، وأن العسكر باتوا في مرمى نيران الشعب وباتت الصورة واضحة تماما لكل ذي عينيين بأن العسكر لا يريدون للشعب سوى العبودية.

وكانت جماعة الإخوان المسلمين حددت على لسان نائب المرشد العام للجماعة، إبراهيم منير، شروطها للحوار مع العسكر؛ أولها “الإفراج عن مرسي وجميع المعتقلين، ثم يتحاور النظام مع القيادات السياسية الموجودة من بينها مرسي، وأن يتحاور السيسي مع مرسي بصفته رئيسه الأعلى”.

اللافت أن قرارا لمحكمة النقض صدر يقضي بإلغاء قرار إدراج مرسي وأكثر من 1500 من جماعة الإخوان المسلمين على “قوائم الإرهاب”، تزامن مع ذكرى الغدر بالرئيس مرسي الخامسة وحديث نجله عن ضغوط تعرض لها للاعتراف بالانقلاب، ما يُثير تساؤلات حول مستقبل الأوضاع السياسية المصرية وهل يظهر بالأفق بصيص نور لحلحلة الأزمة بمصر والخروج من عنق الزجاجة؟

عسكر كاذبون

أثناء فترة الاستيلاء على الحكم الأولى أعلن السفيه السيسي بشكل قاطع رفضه للمصالحة مع جماعة الإخوان، إلا أنه بعد فترة من بداية الاستيلاء على السلطة حدث تحول في رأيه، فشهدت لقاءاته مراوغة الثعالب، حيث لم يُبد أي اعتراض على الأمر وإن زعم في كل مرة أن الكرة في ملعب “الشعب”.

بيد أن موقفه الحقيقي الذي كان يعقب قوله ذلك كان يؤكد أنه يحذر من تداعيات قبول الشعب ذلك، فضلا عن أنه يعلم أنه لا رأي للشعب في ظل القمع والقتل والاعتقالات والانتهاكات، وإنما مواقف للأجهزة الحاكمة، والملفت أن أغلب أحاديثه عن الإخوان كانت مع صحف أجنبية ما يشير لتصديره فكرة المصالحة لتجميل الانقلاب وعدم قناعته بالفكرة.

ففي 4 نوفمبر 2015، خلال حواره مع هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”، قال إن “جماعة ‏الإخوان جزء من دولة مصر الديمقراطية، والشعب المصري وحده يرجع له القرار في ‏إعطائهم دور آخر في مستقبل البلاد”، وفي سبتمبر 2015، أكد السفيه السيسي في حوار له مع وكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية، أن جماعة الإخوان أزمتها مع الشعب المصري، وليست مع العسكر، زاعماً: “الجماعة قدمت خلال العامين الماضيين انطباعا للشعب من الصعب نسيانه لما قاموا به من أعمال ‏شغب وعنف”.

الشعب يؤيد الإخوان

وفي أكتوبر 2017، خلال مؤتمر الشباب بشرم الشيخ، علق السفيه السيسي على إمكانية المصالحة مع جماعة الإخوان حاليا، قائلا: “مش هقدر أخد فيها قرار لوحدي، دا قرار دولة، وأنا أكتر واحد أتحت ليهم فرصة في 3-7، والبيان الذي تم إصداره كان متزنا للغاية، وأنا مش طالب من حد يغير أفكاره علشاني، أنا بقبل كل الأفكار، لكن مارسوا أفكاركم بدون ما تهدوا بلدكم”، على حد افترائه.

وفي فبراير 2018 أكد السفيه السيسي، في مقابلة مع قناة “فرانس 24” إن إجراء مصالحة مع جماعة الإخوان المسلمين، “قرار الشعب” وليس قراره، لكن شبكة “بلومبيرج” كشفت في الشهر نفسه أن السفيه “السيسي قام بمساع من أجل المصالحة مع جماعة الإخوان المسلمين”، مضيفة أنه “يخشى أن تثير هذه الخطوة غضب حلفائه في الخليج، وتحديدا الإمارات التي تتخذ موقفا متشددا تجاه الجماعة”.

وأشارت الوكالة إلى لقاء مسئولين في المخابرات الحربية مع قيادات للجماعة داخل السجن، بهدف التوصل إلى صفقة تتخلى الجماعة بموجبها عن السياسة مقابل إطلاق سراح كبار قادتها، وفي وقت سابق طالب الإعلامي المقرب من العسكر عماد الدين أديب بالتحاور مع من سماهم “المتعاطفين مع الإخوان”، ويقصد عموم الشعب المصري.

مطالبا خلال لقائه مع الإعلامي الموالي للانقلاب أحمد موسى، بفتح حوار مع المتعاطفين مع جماعة الإخوان، قائلا إن “من يعتقد أنه لا يوجد متعاطفون مع الإخوان يبقى مغفلا وهياخد البلد دي في داهية، فيجب فتح حوار مع هؤلاء المتعاطفين ليتفهموا واقع البلاد الجديد”.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

في الذكرى التاسعة للثورة.. مواقع التواصل تغرد «ثورة الغضب 25»

في الخامس والعشرين من يناير كل عام، يحيي المصريون ذكرى ثورتهم الخالدة التي أطاحت برأس ...