الطيران الصهيوني يجتاح رفح بخيانة جيش السيسي

بعد مرور 24 ساعة فقط على ما تناولته وسائل إعلام عبرية، حول غضب الجيش الإسرائيلي من فشل جيش عبد الفتاح السيسي في مواجهة داعش بسيناء، رغم الدعم الذي يحظى به السيسي من إسرائيل في هذا الملف.

الطيران الإسرائيلي يقصف رفح

قام الطيران الحربي الإسرائيلي، صباح اليوم الإثنين بقصف أهداف غرب مدينة رفح بمحافظة شمال سيناء، التي تشهد عملية عسكرية مصرية واسعة النطاق منذ فبراير الماضي، في الوقت الذي تشهد أجواء مدينتي رفح والشيخ زويد تحليقًا مكثفًا للطيران الحربي بدون طيار، منذ أيام دون معرفة هوية الطائرات.

ونقلت صحيفة “العربي الجديد” عن مصادر قبلية وشهود عيان، اليوم الإثنين، إن طائرات حربية إسرائيلية هاجمت أهدافًا في منطقة بلعا غرب مدينة رفح ثم انسحبت باتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وأضافت المصادر، في تصريحاتها، أن من ضمن الأهداف منازل مهجورة في القرية التي يجد الجيش المصري صعوبة في دخولها منذ أسابيع.، مشيرةً إلى أن قوات الجيش تتحرك في محيط المنطقة المستهدفة منذ ساعات الصباح.

وصرحت المصادر بانفجار عبوة ناسفة في جرافة عسكرية تابعة للجيش المصري جنوب مدينة الشيخ زويد خلال حملة عسكرية تستهدف قرية أبو طويلة.

السيسي يعترف بالتعاون مع إسرائيل في سيناء

ويعترف قائد الانقلاب العسكري عبد الفتاح السيسي بتعاون الجيش الإسرائيلي مع الجيش المصري في ضرب أهداف لتنظيم الدولة “داعش” في سيناء؛ حيث كشف يوسي ميلمان” المحلل العسكري لصحيفة “معاريف” الإسرائيلية أن السيسي حينما التقى زعماء يهود في نيويورك على هامش المشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة 2016، امتدح أمامهم إسرائيل لتعاونها في الحرب على تنظيم “داعش” المتشدد بسيناء.

وكتب ميلمان في تغريدة على حسابه بموقع “تويتر”: امتدح السيسي التعاون مع إسرائيل في الحرب على داعش سيناء في نقاش مع زعماء يهود في نيويورك. وقد نُشر في السابق أن سلاح الطيران و8200 وهي المسئولة عن التجسس الإلكتروني في الجيش الإسرائيلي، يساعدون المجهود الحربي المصري”.

وتعمل الوحدة 8200 اعتمادًا على عدة طرق أهما الرصد والتنصت والتصوير والتشويش، وهو ما يتطلب وسائل تقنية متقدمة للغاية تقوم الصناعات العسكرية الإسرائيلية بتوفيرها بناءً على طلبات خاصة من القائمين على الوحدة.

إلا أن ميلمان وهو صحفي ومحلل عسكري واستخباري معروف في تل أبيب، وأحد أهم محللي الأمن القومي الإسرائيلي، فجر مفاجأة أمس الأحد، حينما قال إن خيبة أمل إسرائيلية كبيرة من أداء الجيش والمخابرات المصريين في سيناء؛ لأنهما لم ينجحا حتى الآن في استئصال قوات تنظيم الدولة في شبه الجزيرة، رغم المساعدات الإسرائيلية المقدمة إلى مصر، مع تقديرات استخبارية إسرائيلية بأن عدد الجهاديين هناك بلغ ألفي مقاتل”.

وأضاف يوسي ميلمان، في مقاله بصحيفة “معاريف”، أن “أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية تشكو من عدم قدرة الجيش المصري في إيقاع الهزيمة بداعش، وتواجه صعوبات لتحقيق ذلك، رغم ما تحظى به أجهزة المخابرات المصرية وقواتها المسلحة من مساعدات هائلة من نظيراتها الغربية، ومن إسرائيل، لكن السلطات المصرية لم تنجح بعد في إنجاز مهمتها”.

إسرائيل غير راضية عن أداء الجيش المصري

وأوضح ميلمان، وثيق الصلة بالمخابرات الإسرائيلية، أنه “استمع بداية هذا العام من أوساط أمنية إسرائيلية أن الجيش المصري سيتمكن حتى أواخر 2018 من القضاء على شأفة الجماعات المسلحة في سيناء، لكن من الواضح أن ذلك لن يحدث، رغم أن نظام السيسي حقق عدة إنجازات عسكرية ضد المجموعات المسلحة المتركزة بصورة واضحة شمال سيناء في مناطق رفح والشيخ زويد والعريش”.

وأشار إلى أن “عدد العمليات المسلحة التي نفذتها المجموعات المسلحة في سيناء تراجع بداية الصيف الماضي، واقترب توقع المخابرات الإسرائيلية من التحقق، وتعزز هذا الشعور بعد أن سلمت قوات الجنرال الليبي خليفة حفتر للسلطات المصرية هشام العشماوي أحد أكبر وأخطر المطلوبين، المسئول عن عدد كبير وخطير من العمليات والهجمات الدامية”.

وأكد أنه “رغم التعليمات التي أصدرها السيسي لأجهزة أمنه ببذل كل جهد مستطاع ضد المنظمات المسلحة، لا سيما المخابرات العامة برئاسة اللواء عباس كامل الذي يلتقي مع نظرائه في إسرائيل، والمخابرات الحربية بقيادة الجنرال محمد الشحاط، وهما معروفان جيدًا لكبار جنرالات الجيش الإسرائيلي وأجهزة الأمن في تل أبيب، فالأول ساعدها بالتوصل لتهدئة طويلة المدى مع حماس بغزة، واجتهد لتحقيق مصالحة بين فتح وحماس”.

وأضاف أن “نظام السيسي مع كل ذلك لم يوفر البضاعة اللازمة منه في سيناء لتحقيق الهدوء الأمني، رغم ما أبداه الجيش من قسوة بالغة مع المسلحين، من خلال تحسين قدراته الأمنية، وجمع المعلومات، وتجنيد عملاء لهم داخل تلك المجموعات المسلحة، وموافقة إسرائيل على إدخال قوات عسكرية كبيرة لسيناء؛ لأن اتفاق السلام بين مصر وإسرائيل كامب ديفيد 1979 يشترط توفر موافقة إسرائيلية على نشر قوات مسلحة مصرية”.

وأوضح أن “القيود الإسرائيلية المفروضة على القوات المصرية في سيناء متعلقة بأعداد الجنود والدبابات والوسائل القتالية وناقلات الجند والطائرات، وقد تجندت بجانب المخابرات المصرية أجهزة الأمن الأمريكية بجهازي CIAوNSA، والفرنسية، والبريطانية MI6، والألمانية BND، والمخابرات الإسرائيلية، خاصة جهاز الاستخبارات العسكرية “أمان”، والأمن العام الشاباك، الذي يشغل وحدة لديه مهمتها متابعة ما يحصل في سيناء، بجانب جهاز العمليات الخاصة الموساد، وسلاح الجو الإسرائيلي”.

ونقل الكاتب عن مجلة إنتيلجينس أونلاين الفرنسية أنه “رغم المساعدة الهائلة من المخابرات الإسرائيلية، فإن مصر تواجه صعوبات بسيناء، ورغم الهجمات التي يشنها الجيش المصري، والتنسيق مع إسرائيل، فلا يزال هناك آلاف المقاتلين بسيناء، لا سيما القادمون من العراق وسوريا، وقد ساعد الموساد ووحدة 8200 كثيرًا نظراءها المصريين، بجانب سلاح الجو الإسرائيلي وطائراته المسيرة دون طيار لمواجهة الجهاديين في شمال سيناء”.

وأشار إلى “جملة أسباب تدفع إسرائيل لمساعدة مصر بحربها في سيناء، أولها أن مصر حليفة إستراتيجية ومهمة لما يعتبره بنيامين نتنياهو الحلف المعتدل، في محاولة لاستيعاب النفوذ الإيراني المتنامي في الشرق الأوسط بهدف إضعافه”.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

السيسي يُطعم المصريين الخبز المصاب بـ”الإرجوت” السام لإرضاء الروس!

رصد تقرير استقصائي لموقع “أريج” كيف يُطعم السيسي المصريين الخبز المصاب بفطر قمح “الإرجوت” لإرضاء ...