شاهد| “لا أهلا ولا سهلا”.. حملات رفض شعبية لجولة ابن سلمان

بعناية تنتقى المحطات؛ فهذه جولة ولي العهد السعودي الخارجية الأولى منذ مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي.

وحسب تقرير بثته قناة “الجزيرة”، احتاج الأمير محمد بن سلمان – كما يبدو – إلى أن يطمئن ويطمئن، وليس أفضل لذلك من عواصم حليفة أو هكذا هي على الأقل أنظمتها.

الحفاوة الرسمية في الإمارات وبعدها في البحرين لقى ولي عهد السعودية مثلها في القاهرة، كيف لا وقد آزره عبدالفتاح السيسي قائد الانقلاب العسكري في قضية خاشقجي وبذل جهودا في محاولة لتخفيف الضغوط عليه، لكن يبدو أن الرسميين في مصر هم وحدهم من قالوا للأمير الزائر أهلا بك.

الزيارة التي وضعتها الرئاسة المصرية في إطار الشراكة الاستراتيجية بين القاهرة والرياض لن تعدم هنا رافضين تلتف أصوات بعضهم على التضييق الأمني فتلجأ إلى منصات التواصل الاجتماعي؛ للتنديد بما يصفه ناشطون زيارة العار، بينما لا يتردد ساسة وصحفيون في الجهر بموقفهم الممتعض بشدة من زيارة الأمير محمد بن سلمان لبلدهم.

“لا أهلا ولا سهلا” إنه عنوان بيان للحركة المدنية الديمقراطية المعارضة وهي ائتلاف لأحزاب وشخصيات سياسية بارزة تقول الحركة إنها لن تنسى أن ولي العهد السعودي هو أحد مهندسي جريمة انتزاع جزيرتي “تيران وصنافير” المصريتين.

أما زيارته للقاهرة فقد بدت للحركة محاولة لتجميل صورته المشوهة نتيجة جريمة قتل خاشقجي التي تقول إن الأدلة تشير إلى أنه أمر شخصيا بتنفيذها وليس امتعاض زملاء مهنة خاشقجي من المصريين بأخف.

“مكان بن سلمان ليس القاهرة وإنما قفص الاتهام في محكمة دولية” نقرأ ذلك في بيان وقعه عشرات الصحفيين المصريين يرفضون من خلاله زيارة ولي العهد السعودي لمصر وذاك رفض أعادوه إلى اعتبارات إنسانية ومهنية ونقابية ووطنية إضافة إلى جريمة قتل الصحفي جمال خاشقجي وحرب اليمن وعلاقة السلطات السعودية مع إسرائيل.

وينتقد الصحفيون المصريون صمت نقابتهم على زيارة من يصفونه بالمتهم الأول في جريمة قتل زميل صحفي ومحاولة التغطية عليها بزيارة مصر على حد تعبيرهم.

حين تنبعث أصوات كتلك من دولة حليف نظامها للسلطات السعودية فقد تربك خطط الضيف والمضيف فماذا لو كانت الجزء البادي فقط من مزاج شعبي عام في مصر لا يقل في حنقه عن ذلك الذي استبق المحطة التالية في جولة ولي العهد السعودي.

نقابة الصحفيين التونسيين تلخص الموقف بالقول لا لتندنيس أرض تونس الثورة يقول بذلك إعلاميون وسياسيون زمدونون وحقوقيون بدا لهم استقبال الأمير محمد بن سلمان في تونس استفزازا لقيم تلك الثورة إنها الترجمة الوفية كما يبدو لنبض الشارع التونسي الرافض استغلاله لتبييض سجل السعودية الحقوقي أو منح ولي عهدها قبلة حياة سياسية.

وفضلا عن أن أصابع الاتهام تتجه إليه في قضية خاشقجي فإن منظمات حقوقية ونقابات مهنية وأحزاب وشخصيات في تونس تصفه بعدو حرية التعبير وبأنه يشكل خطرا على الأمن والسلم في المنطقة كما أن من الساسة التونسيين من ينبه إلى ان زيارة بن سلمان قد تدفع البلد إلى سياسة المحاور الإقليمية وتلحق بالغ الضرر باستقلاله وسيادته.

الوعي بذلك كله اوجد حراكا لا يكتفي بانتقاد زيارة الأمير محمد بن سلمان المرتقبة الثلاثاء ففي محاولة لإبطال زيارته ثمة من راسل رئيس الجمهورية وثمة من لجأ إلى القضاء ولا تزال قائمة الخيارات مفتوحة.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

في الذكرى التاسعة للثورة.. مواقع التواصل تغرد «ثورة الغضب 25»

في الخامس والعشرين من يناير كل عام، يحيي المصريون ذكرى ثورتهم الخالدة التي أطاحت برأس ...