فى قراءة لخطاب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم، الثلاثاء، وما حملته من جديد، رصد خبراء أن أردوغان أشار إلى العديد من المحاور المتعلقة في قضية مقتل خاشقجي، حملت معان مهمة في القضية، بحسب محللين.
ومن بينها تكراره المطالبة بمحاكمة “الجناة” من أعلى السلم إلى أسفله، ومن يقف خلف الجريمة التي حدثت، إلى جانب إبدائه الشكر والتقدير لشخصية الملك سلمان بن عبد العزيز.
دحض الرواية السعودية
من جهته، قال أستاذ العلاقات الدولية في جامعة ابن خلدون التركية، برهان كور أوغلو، إن الرئيس التركي أراد تفنيد الرواية السعودية، مشيرا إلى أن تركيا لديها تفاصيل أخرى تتعلق بالقضية، السعودية لم تفصح عنها.
وأضاف : أن أردوغان خاطب الملك سلمان بالإجابة عن التساؤلات التركية، المتعلقة بمن أعطى الأوامر للفريق الذي نفذ اغتيال خاشقجي، ومن هو المتعهد الذي تحدثوا عنه”.
أما المختص بالِشأن التركي، سعيد الحاج، أوضح أن الكلمة جاءت في السياق المتوقع من الرئيس التركي، تحدث فيها عن تفاصيل المتعلقة لما حدث داخل القنصلية، مضيفا أن خطابه هدف لعدة نقاط ومسارات مهمة.
وأضاف : أن الرئيس أردوغان أراد أن يدحض الرواية السعودية بشكل غير مباشر، عندما تحدث بأن الجريمة التي حدثت بالقنصلية كان مخطط لها مسبقا، بالإضافة لتعبيره عن عدم رضاه للخطوات السعودية المتخدة، بإلقاء التهم على موظفين أمنيين فقط، بل أيضا جميع المسؤولين من أعلى إلى أسفل، وهي إشارات من أردوغان عن مسؤولين سياسيين يقفون خلف القضية، ويجب عدم تبرئتهم.
وأوضح أن الخطاب يبرز أن تركيا عازمة على الاستمرار في تحقيقاتها، ولن تترك القضية، حتى حلها من جذورها من خلال فريق التحقيق التركي، على الرغم من عدم تجاوب الرياض بالتعاون مع أنقرة.
من جهته قال أستاذ العلاقات الدولية في جامعة إسطنبول، أحمد أويصل، إن الجديد في الخطاب أن الرئيس أردوغان، أراد تأطير الموضوع، وهو التوضيح الرسمي الأول من تركيا حول تفاصيل القضية.
جريمة مدبرة
وأشار أويصل : إلى أن الرئيس أردوغان أصر بأن الجريمة مخططة ومدبرة وليست عادية، ولا يريد اقفال القضية كما كان في الرواية السعودية، وأراد أن يرسل رسالة للسلطات السعودية بضرورة التعاون بشكل أكبر، في التحقيقات التي تجريها تركيا، وأن لا تمر القضية بدون محاسبة”.
أطراف دولية
وأوضح كور أوغلو، إلى ما تطرق إليه أردوغان حول علاقة أطراف دولية في مقتل خاشقجي، مضيفا أن الرئيس التركي، تساءل ضمنيا عن الدور الذي لعبته الإمارات ومصر، وخاصة انها طائرات جاءت من هذه الدول.
الفرصة الأخيرة
وأضاف، أستاذ العلاقات الدولية كور أوغلو، أن الرئيس التركي في خطابه أراد أن يعطي السعودية الإنذار والفرصة الأخيرة لإبداء التعاون مع السلطات التركية، وتقديم أسماء الأشخاص الذين أمروا بهذه الجريمة.
وأوضح أن تركيا قد تلجأ إذا لم تقدم الرياض أي تفاصيل ومعلومات حول تساؤلات أردوغان، للكشف عن كافة الحقائق، بالإضافة للتوجه إلى مجلس الأمن والأمم والمتحدة لعرض القضية، كمحكم ثالث.
تسليم المتهمين
وفي السياق ذاته، قال الحاج إن أردوغان في خطابه طلب بشكل واضح، بتسليم الـ18 شخص السعوديين المتهمين في قضية خاشقجي، للسلطات التركية لاستجوابهم ومحاكمتهم بإعتبار أن الجريمة حدثت في إسطنبول.
الإشادة بالملك سلمان
ولفت الحاج، إلى أن الرئيس التركي، تعمد الإشادة بالملك سلمان، ولم يذكر في خطابه ولي العهد محمدبن سلمان، وركز كثيرا على أهمية معرفة من أعطى الأمر لتنفيذ القضية.
وأشار إلى أنه أراد أن يوصل رسالة للسلطات السعودية، بأن لتركيا العديد من الدلائل المثبتة أخفتها الرواية السعودية غير الكاملة.
ورأى الحاج، بأن الإشادة المتكررة من أردوغان للملك سلمان، يأتي من بعدين أولهما، أن تركيا غير معنية بأن يتولد من القضية أزمة دبلوماسية بين الرياض وأنقرة، بالإضافة، أنه أكثر من الإشادة للملك، ووصفه بخادم الشرفين في خطابه، وهو ما يتكرر ويحرص عليه عادة معه، حيث يوحي بأنه يريد ان يوصل أن تركيا تتعامل من خلال بوابة الملك، وليس النظام السعودي، وهي اشارة ضمنية لمحمد بن سلمان وفريقه .
في السياق ذاته، لفت أويصل إلى أن أردوغان غير معني بقطع علاقته بالملك سلمان، وما هدف إليه في خطابه، هو أن تبدي السعودية تجاوبها بالتعاون مع السلطات التركية في الكشف عن القضية.