شوارع مصر تغرق في القمامة.. والعسكر يستورد “زبالة” بـ20 مليار جنيه

القمامة ثروه قومية‏، وتعد أحد أهم مصادر الدخل القومي في بعض الدول التي خصصت لها سوقًا للتجارة فيها، لكن في مصر الوضع يختلف ؛ فالقمامة تمثل أزمة لعدم وجود خطط سليمة للتصرف فيها‏.

وفجّرت النائبة ببرلمان العسكر شيرين فراج،مفاجأة إن مصر استوردت نفايات العام الماضي قدرت بمبلغ 15 مليار جنيه ، من أجل مصانع التدوير، كما استوردت مخلفات بقيمة 5 مليارات جنيه من 1 يناير، وحتى 30 أبريل لعام 2018.

وفى نوفمبر من العام الماضى، كشفت عضو ببرلمان العسكر ، أن مصر استوردت 771.813 طنًا من القمامة والنفايات من الخارج بقيمة 384.7 مليون دولار بما يعادل 6.85 مليار جنيه.

“فراج” التى لم تتوار خلف الستار وقامت بفضح بيزنس” الزبالة” ، قالت خلال مداخلة تلفزيونية:”السنة الماضية خرجت قرارات وزارية بالسماح بدخول أنواع أخرى من النفايات”، لافتة إلى أنه كان مسموحا بـ60 نوعًا أضافوا إليها أنواع جديدة، منها نفايات خطرة.

وواصلت حديثها الكارثى ،أن السماح بدخول أنواع جديدة، كان بسبب أن المصانع تشتكي أنها غير قادرة على تلبية احتياجاتها.

واستطردت: “نحن عندنا ثروة وقمامة يمكن أن تفصل بيتم إهدارها، والتخلص منها بصورة غير آمنة تؤدي إلى الأمراض، لا ننظر أن لدينا ثروة، ونفقد العائد الاقتصادي للقمامة، والعملة الصعبة”.

زبالتنا أم زبالتهم؟

كانت تقارير بحثية صادرة عن منظمات بيئية، قد أكدت أن قمامة مصر من أغنى أنواع القمامة في العالم؛ الأمر الذي يطرح سؤالًا: لماذا يتم استيراد هذا الكم من النفايات في هذه الفترة القصيرة؟
المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية أصدر دراسة ، أكد فيها أن قمامة مصر تعد الأغنى على مستوى العالم من حيث المواد العضوية وأن الطن منها يحقق عائدًا يصل لحوالي 6 ألاف جنيه ما يساوي ألف دولار

وقالت الدراسة التي أشرفت عليها الدكتورة نجوى خليل مديرة المركز أن حجم القمامة فى كل المدن المصرية يتزايد بشكل كبير عامًا بعد عام خصوصًا مع تزايد السكان وأن ما يتم رفعه منها لا يزيد على النصف.

وقدر البنك الدولي، إجمالي خسائر الاقتصاد المصري بسبب التلوث الناتج عن عدم معالجة النفايات بنحو 1.5% من الناتج المحلي الإجمالي، بما تبلغ قيمته 3.4 مليار دولار.

وقالت كاترينا هانسن، نائبة المدير التنفيذي للبنك، إن الحزمة التمويلية سيتم تخصيصها لتطوير 570 شركة تعمل في مجال الحفاظ على البيئة وجمع المخلفات.

وتشير الدراسات إلي وجود نحو 1500 شركة لجمع القمامة خارج نطاق الاقتصاد الرسمي تنتشر في جميع المحافظات، ويعمل بها أكثر من 360 ألف مواطن.

وأوضحت أن هذه الكميات من القمامة تحتوى على مواد عضوية وصلبة يمكن أن توفر لمصر 9 ملايين طن من السماد العضوى عن طريق تدوير القمامة لزراعة مليوني فدان ترتفع إلى 14,5مليون طن بعد عامين وإنتاج 3 ملايين طن ورقً و348 طن زجاج و336 ألف طن حديد،

وأكدت دراسات معهد بحوث الأراضى أن قمامة مصر من أغنى أنواع القمامة فى العالم وأن الطن الواحد منها يرتفع إلى 6 آلاف جنيه لما تحويه من مكونات مهمة تقوم عليها صناعات تحويلية كثيرة محذرة من الاستعانة بالشركات الأجنبية التى تستأثر بتلك الثروة وتكلف الدولة ملايين الجنيهات.

رسوم جديدة

فى المقابل، فضح ناشطون على فيس بوك، مسئولى العسكر، حيث قاموا بنشر صور لكميات كبيرمن القمامة بإحد شوارع (العصافرة) بمدينة الإسكندرية لا تجد أحدت يحملها.

25 جنيهًا فاتورة “القمامة”

يأتي ذلك فى الوقت الذى واصل العسكر جباياته،حيث كشفت مصادر بوزارة البيئة،أن “رسوم النظافة لن يتم تجميعها من خلال فواتير الكهرباء أو الغاز أو المياه، لكن سيتم من خلال شركات تحصيل، والمتخلف عن الدفع هناك عقوبة نص عليها مشروع قانون المخلفات.

وإن الرسم سيكون مقابل تحسين خدمة جمع القمامة،مقابل زيادة رسوم النظافة قدرت حتى الأن بـ 25 جنيهًا.

8 آلاف طن يوميًا

نقيب الزبالين شحاتة المقدس، قال أنه يتم إعادة تدوير أكثر من 8 آلاف طن مواد صلبة يوميًا من المخلفات في القاهرة الكبري، إلا أن ارتفاع اسعار الدولار أدى إلى ارتفاع اسعار المواد الخام، فيتم استيراد المواد الصلبة من الخارج لإعادة تدويرها مرة أخرى.

وأضاف في تصريحات صحفية أن الصين أصبحت بلاعة العالم، وأنها تواصلت مع الزبالين في مصر لتصدير القمامة لها مقابل 3 آلاف جنيه للطن، وأن الصين تقوم بعد ذلك بتحويل هذه الزبالة إلى مواد صناعية مثل: بوليستر، فوم، ثم تقوم بتصديرها لنا مرة أخرى ويبيعونها بحوالي 15 ألفً جنيه للطن أي يزيد السعر 6 أضعاف ما يقومون بشرائه.

فتش عن “العسكر”

لعب القدر دورا كبيرا وكشف استيراد الجيش “سيارات القمامة” بالأمر المباشر، فقد كشف ناشط سياسي عبر فيس بوك، قيام وزارة الدفاع بحكومة الانقلاب باستيراد سيارات جمع القمامة للوحدات المحلية، بدلاً من تصنيعها بوزارة الإنتاج الحربي وتكليف الدولة ملايين الجنيهات لحساب الجيش حصريًّا.

وقال”م.ع”: “الصدفة وحدها كشفت عن إحدى الورقات على عربة فول تؤكد أن الجيش يستورد سيارات النقل الخاصة بنقل القمامة للوحدات المحلية بمبلغ 947 ألف جنيه.

ولاحظ أيضًا أن الورقة مكتوب عليها فاتورة بيع صادرة 2015 من “جهاز مشروعات الخدمة الوطنية الإسكندرية، ومذيل بها ماركة السيارة “فولفو” موديل 2011 من السويد، الكمية واحد بمبلغ تجاوز مليون جنيه شاملة ضريبة المبيعات.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

السيسي يُطعم المصريين الخبز المصاب بـ”الإرجوت” السام لإرضاء الروس!

رصد تقرير استقصائي لموقع “أريج” كيف يُطعم السيسي المصريين الخبز المصاب بفطر قمح “الإرجوت” لإرضاء ...