الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه وسلم، وبعد؛
فهذا يوم ثوري ونضالي وتاريخي لا ينسى شهدته ميادين وشوارع مصر الحرة في ذكرى تحرير سيناء من العدو الصهيوني الغادر.. انتفض شعب مصر الأبي في كل مكان بصورة لم يشهدها الوطن كثيرا منذ سقوطه في براثن الإنقلاب العسكري الغادر.. كان الصف ملتحما والهتاف متوحدا بإسقاط حكم العسكر وزوال الإنقلاب، والتمسك بتراب مصر وأرضها دون تفريط في ذرة تراب أو حبة رمل واحدة.
سطر الثوار الأحرار يوما جديدا من أيام المجد في تاريخ ثورتهم، وأثبتوا للإنقلاب وصانعيه وعملائه، بل وللعالم كله، أن مصر بعد الخامس والعشرين من أبريل 2016، غير مصر قبل هذا التاريخ.
لقد دارت عجلة الثورة الأسبوع الماضي، وها هي تنطلق الآن بقوة اكتسحت من أمامها كثيرا من المعوقات، وأسقطت كل مشاعر التردد والخوف لدى الناس، وشقت طريقا جديدا للحرية والكرامة، لن يتراجع عنه الثوار حتي إسقاط الإنقلاب العسكري الدموي، ومحاكمة رموزه وزبانيته.
كان ثوار مصر الأحرار اليوم على مستوى من النضج والمسئولية، ولم يمكنوا الإنقلاب وإعلامه الساقط وأذنابه وسماسرته في الساحة السياسية، من بث الفرقة وإشعال الفتنة بينهم، وانطلقوا في الميادين والشوارع رافعين علم مصر، وشعارا واحدا ينادي بانتزاع حرية الوطن المسلوبة وزوال حكم العسكر.
لقد كان صمود المعتقلين خلف قضبان سجون الإنقلاب الغادر، وثبات الثوار في ميادين الحرية والكرامة طوال ثلاث سنوات، وإصرار شباب مصر الحر على استمرار ثورتهم، هو الوقود الذي حافظ على الثورة مشتعلة حتى اليوم، وظلت جبهة الثورة تقوى يوما بعد يوم، بينما أخذت جبهة الإنقلاب الفاشي تتفكك وتنهار، حتي بدا اليوم مذعورا من هدير الثورة فأغلق الميادين ونشر فرق الجيش وأصيب بحالة من فقدان التوازن، ورغم ذلك ثبت الثوار وواصلوا فعالياتهم بقوة.
والإخوان المسلمون يؤكدون لشعب مصر العظيم في هذا اليوم التاريخي من أيام ثورتنا المجيدة أن ثوار مصر، وفي القلب منهم الإخوان، هم أبناء وطن واحد لن تفرقهم دعاوى الفتنة والفرقة التي يصنعها الإنقلاب الفاشي، وستبقى أيادينا ممدودة وقلوبنا مفتوحة لكل التيارات الحرة ولكل الشرفاء من أبناء الوطن الغالي للانطلاق نحو تحقيق هدف واحد، هو إسقاط هذا الإنقلاب العسكري المجرم.
فيا حرائر مصر وأحرارها:
نقولها صريحة مدوية: لا أمان ولا عهد لمن استباح الحرمات وانتهك الأعراض وقتل الأبرياء وباع الوطن .. فلتتواصل الثورة دون توقف حتي تحقق كل أهدافها، ويستنشق شعبنا الأبي نسائم الحرية، “وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون”.
والله أكبر ولله الحمد
الإخوان المسلمون
القاهرة في:
الثلاثاء 19 رجب 1437هـ
26 أبريل 2016م