لماذا اختار “الكيان” ميدان التحرير للاحتفال بالاغتصاب

لم يجد نظام قائد الانقلاب العسكري عبد الفتاح السيسي، للاحتفال بذكرى اغتصاب أرض فلسطين سوى ميدان التحرير الذي شهد ثورة المصريين وسالت على أرضه دماؤهم، وانطلقت منه شرارة السير إلى ميدان النهضة لطرد السفير الإسرائيلي وحرق سفارته في عام 2011، حتى جاء السيسي لاستبدال دماء ثورة شباب مصر الطاهرة، بنبيذ وخمر الصهاينة في ميدان التحرير.

وكأنها رسالة من نظام الانقلاب بأن ميدان التحرير الذي انطلقت منه ثورة المصريين لاسترداد كرامتهم وحريتهم، هو نفسه الذي يحتضن وكلاء وعملاء الصهاينة، بل والصهاينة أنفسهم، ليعلن عبد الفتاح السيسي مقتل الإرادة المصرية والقضية العربية، وقيام الدولة الصهيونية المزعومة من على أرض القاهرة.

أخطر ما قيل باحتفالية العار

وأجرت السفارة الإسرائيلية في مصر، مساء أمس الثلاثاء، مراسم استقبال بمناسبة ما يطلق عليه “عيد الاستقلال الـ70 لدولة إسرائيل” والذي يوافق ذكرى اغتصاب أرض فلسطين، وذلك بفندق “ريتز كارلتون” بميدان التحرير بالعاصمة المصرية. وحضر المراسم لفيف من الدبلوماسيين ورجال الأعمال وممثلون لحكومة الانقلاب، واستمتع الضيوف بعشاء إسرائيلي خاص أعده الشيف شاؤول بن أديريت مع فريق طهاة الفندق.

شراكة الانقلاب والصهاينة

وقال السفير ديفيد جوبرين في الحفل: “الشراكة المتينة بين مصر وإسرائيل تشكل قدوة ومثالا لحلّ صراعات إقليمية ودولية في العالم أجمع حتى يومنا هذا. ومع ذلك نحن اليوم في أوجّ معركة السلام. هذه المعركة تستوجب التغيير الواسع في الوعي والإدراك، وتحتّم خلق جو يسوده التسامح والتعارف على الآخر والصبر. لا شك في أن الأمر يحتاج إلى عملية طويلة ومستمرة ولكنها ضرورية لجعل السلام ينتشر ليس فقط بين الحكومات بل يعمّ أيضا بين الشعوب”.

وأضاف السفير: “نلاحظ التغيير في معاملة الدول العربية لإسرائيل: لا تعتبر عدوا بل شريكا في صياغة واقع جديد وأفضل في المنطقة، واقع يستند إلى الاستقرار والنمو الاقتصادي. وكان الاعتقاد يسود في الماضي أن التعاون في مجال معيّن يأتي بالضرورة لصالح طرف على حساب الطرف الثاني، ولكن مع مرور الوقت أدركنا أنها ليست بالضرورة “لعبة خاسرة”، بل وجدنا في أوجه التعاون المختلفة ثمارًا يربح منها الجميع. وتشكل اتفاقية الغاز التي تم التوقيع عليها مؤخرا، والتي تخدم مصالح الطرفين، دليلا على هذه الثمار. ويبقى الأمل أن تفتح الطريق أمام التعاون في مجالات أخرى”.

خطوة موجهة

وتساءل الكاتب الصحفي وائل قنديل: “هل كان يمكن للصهاينة أن يقدموا على هذه الخطوة الوقحة لو لم يكونوا واثقين من أن النظام الذي زرعوه في مصر، سيحمي احتفالهم باغتصاب أرضنا؟ الإجابة يعرفها ناصريون وقومجيون يمسحون حذاء النظام المدعوم إسرائيلياً بيد، وباليد الأخرى يكتبون شعاراتهم المضحكة لخوض المعركة ضد الفندق الذي استضاف احتفال العدو”.

وقال قنديل، خلال مقاله بصحيفة “العربي الجديد” اليوم الأربعاء، “بعد غياب أربع سنوات تعود سفارة إسرائيل ليرفرف علمها مرة أخرى أعلى سفارتها في القاهرة بعد الاعتداء عليها في سبتمبر 2011 ونحن بصفتنا نوجه الشكر للسيد رئيس الجمهورية السيد عبد الفتاح السيسي وللحكومة المصرية على أمل استمرار السلام بين البلدين”.. تلك كانت برقية الفرح بالانتصار التي وجهتها صفحة “إسرائيل في مصر” في العام 2015 ابتهاجا بهدية الجنرال عبد الفتاح السيسي للاحتلال الصهيوني، بعد أربع سنوات من نجاح ثورة يناير المصرية في إنزال العلم الصهيوني وحرقه وطرد السفير، بعد ملحمة شارك فيها عشرات الآلاف من المصريين، حاصروا سفارة العدو، ولم يعودوا إلى بيوتهم إلا بعد إغلاقها وطرد السفير الصهيوني”.

وأضاف أنه في اليوم الأخير من مارس 2016 كانت حملات لمقاطعة منتجات المستوطنات الصهيونية تجوب العالم كله، استجابة لجهود فلسطينية في الداخل والخارج، وكان الرد من نظام عبد الفتاح السيسي بتكليف وفد رسمي لحضور مهرجان إسرائيلي مضاد ، إذ أرسل السفير المصري لدى الاحتلال ممثلة للسفارة، كي تشارك في مهرجان الدفاع عن المنتجات الإسرائيلية، في مواجهة حملات المقاطعة التي دعا إليها الفلسطينيون في الداخل، وتعاطف معها أصحاب الضمير في العالم كله.

وقال قنديل: “هل كان يمكن للصهاينة أن يُقدموا على هذه الخطوة الوقحة لو لم يكونوا واثقين من أن النظام الذي زرعوه في مصر، ورعوه وسمّنوه ويدعمونه ويعضون عليه بالنواجذ، سيحمي احتفالهم باغتصاب أرضنا ويوفر له كل أشكال الخدمة المجانية؟، الإجابة يعرفها الناصريون والقوميون والممانعون الذين يمسحون حذاء النظام المدعوم إسرائيلياً بيد، وباليد الأخرى يكتبون شعاراتهم المضحكة لخوض المعركة ضد الفندق الذي يستضيف احتفال العدو، في واحدةٍ من مساخر خداع الذات، والتحايل على الحقيقة والاحتيال على الجماهير، وأقصى ما يمكن أن يصدر عنهم من ردود أفعالٍ لن يتجاوز ما جرى في واقعة ذهاب المدعو توفيق عكاشة إلى بيت السفير الصهيوني”.

فضح المطبعين

وينتظر المصريون قريبا، كما عودهم نظام العسكر في مصر، أن يتم الإعلان عن الضيوف الذين راحوا يقدمون إعلان الولاء والطاعة في احتفالية العار للكيان الصهيوني.

حيث سبق في عام ١٩٩٦، أن اتصلت الدولة عن طريق الدكتور أسامة الباز، بعدد من المثقفين والأكاديميين البارزين، وطلبت منهم لقاء رئيس وزراء إسرائيل في القاهرة. وفي الوقت ذاته، اتصلت الدولة عن طريق أحد الأجهزة، بالعديد من وسائل الإعلام، وسربت لها أسماء الشخصيات التي حضرت لقاء التطبيع الدافئ.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

السيسي يُطعم المصريين الخبز المصاب بـ”الإرجوت” السام لإرضاء الروس!

رصد تقرير استقصائي لموقع “أريج” كيف يُطعم السيسي المصريين الخبز المصاب بفطر قمح “الإرجوت” لإرضاء ...