باعتراف “شكري”.. مصر تقترب من العطش بسبب فشل مفاوضات “النهضة”

باعتراف رسمي من وزير خارجية الانقلاب سامح شكري، أكد فشل جولة المفاوضات الثلاثية لوزراء الري في البلدان الثلاث السودان ومصر وإثيوبيا، التي عقدت السبت الماضي باديس أبابا!

وأوضح شكري، أن اجتماع اللجنة الفنية في أديس أبابا لبحث قضية سد النهضة لم يتجاوز التعثر في مسار المفاوضات.

وقال، ردا على أحد الأسئلة خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الأوغندي، سام كوتيسا، بالقاهرة، أمس الاثنين: “فيما يتعلق بالجولة الأخيرة في أديس أبابا تحدثت مع وزير الري، محمد عبد العاطي، وما وصل لي أنه لم يتم تجاوز التعثر الذي ينتاب هذا المسار منذ أكثر من سنة نظرا لاستمرار إثيوبيا والسودان في التحفظ على التقرير الاستهلالي الذي أعده المكتب الفرنسي (الذي يحلل الآثار المترتبة على بناء سد النهضة)”.

وأشار إلى أن الجهة، التي أعدت التحليل، هي شركة عالمية قدمت تقاريرها لمشروعات مماثلة حول العالم وفق قواعد موضوعية وكانت محل ثقة الدول الثلاث.

وأضاف شكري: “جولة المباحثات تناولت الأمور بالكثير من التفاصيل، كنا نأمل أن يكون هناك حل يؤدي إلى قبول التقرير الاستهلالي”.

استمرار الرفض الإثيوبي

وتابع: “مصر على استعداد لقبول مسبق لما تقضي به جهة فنية فهو موضوع علمي غير قابل للتأويل السياسي، ويجب الاعتماد على العلم والقبول بما يتم استخلاصه بوسائل علمية بعيدا عن التحيز يتم من خلالها بناء التعاون والثقة”، مشيرا في ذلك لطلب مصر بتوسيط البنك الدولي في المفاوضات، وهو الطلب الذي رفضته بشدة اثيوبيا في وقت سابق.

ومن المقرر أن تستضيف إثيوبيا في 15 مايو الجاري الاجتماع التساعي، كما أنه من المقرر أن يجتمع قائد الانقلاب العسكري عبد الفتاح السيسي مع الرئيس الأوغندي يورى موسيفينى بالقاهرة، اليوم، وتعول مصر على موسيفيني فى الإسهام بتقريب وجهات النظر مع إثيوبيا لحل أزمة المفاوضات، التي تسبب فيها السيسي بتوقيعه على اتفاق المباديء، والذي أهدر حق مصر التاريخي في مياه النيل.

وكان هاني رسلان، رئيس وحدة دراسات السودان وحوض النيل بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، ادعى أن عودة اجتماعات اللجان التفاوضية الفنية بحضور وزراء الري بالدول الثلاث مجددًا بعد أكثر من 6 أشهر من آخر اجتماع لها؛ يشير إلى نية إثيوبيا تجاوز الدراسات الفنية بالكامل والاتجاه إلى مرحلة التفاوض حول فترة ملء خزان السد والتفاوض حولها..وهو ما يعتبر مراوغة من إثيوبيا التي تتلاعب بمصر السيسي.

يشار إلى أنه في 13 نوفمبر الماضي، أجريت آخر جولة للمفاوضات الفنية بين وزراء الموارد المائية الثلاثة للتشاور حول التقرير الاستهلالي تمهيدًا لبدء الدراسات الفعلية الفنية على السد، وحينها رفضت السودان وإثيوبيا الموافقة على التقرير، وأعلن وزير الري محمد عبدالعاطي فشل المفاوضات، وبعدها تدخلت وزارة الخارجية في الأزمة.

تضييع جديد للوقت

وبعد أشهر من التعثر الفني، وتحديدًا في 5 أبريل الماضي، أجري اجتماع تساعي بين الأطراف الثلاثة بحضور وزراء الخارجية والري ومديري أجهزة المخابرات الدول الثلاث في الخرطوم، لكن الاجتماع الذي استمر أكثر من 16 ساعة لم يتوصل لتوافق ليتواصل مسلسل تعثر المفاوضات.

ورأى رسلان أن “البند 5 من اتفاق المبادئ الموقع في الخرطوم عام 2015 ينص على ضرورة إجراء الدراسات الفنية الخاصة بتوضيح الآثار المترتبة على بناء سد النهضة على مصر وبعدها يتم ملء خزان السد لتشغيله، لكن إثيوبيا تحاول المراوغة وتقول إن ستملئ خزان السد بشكل تجريبي وليس بشكل نهائي وغير ملزم انتظار انتهاء الدراسات”.

وأكد أن إثيوبيا ماطلت في المفاوضات وأضاعت الوقت حتى لا تتمكن المكاتب الفنية الاستشارية الفرنسية من إجراء الدراسات التي أوصت بها اللجنة الدولية قبل 5 سنوات، حتى اقترب موعد ملء خزان سد النهضة قبل أن تبدأ تلك المكاتب الاستشارية في إجراء دراستها.

وفي مايو 2013، أوصت أول لجنة دولية لدراسة آثار بناء السد الإثيوبي، بإجراء دراسات هندسية تتعلق بارتفاع السد وسعة تخزينه وأمان السد (أهم محور بالنسبة لمصر)، ومائية تتعلق بمؤامة السد مع المياه التي يقف أمامها ونسب التسرب. وبدأت الخطوات الفعلية لإجراء الدراسات في أغسطس 2014.

وقال: “هناك نية إثيوبية مبيتة بالمماطلة وعدم إكمال مسار الدراسات الفنية، لأنها ستثبت أن هناك ضررًا على مصر وسيترتب على ذلك مطالبات مصرية أخرى لتعديل بناء السد، وهو ما يعني ضياع أكثر من 4 سنوات من الاجتماعات والمفاوضات حول إجراء الدراسات واختيار المكاتب الاستشارية”.

ورأى أن المفاوضات الآن يحيطها الكثير من الغموض وليس معروفًا حتى الآن ما يدور فيها، لكن المعلومات المتوفرة حتى الآن تشير إلى أن إثيوبيا تحاول القفز على خطوة الدراسات الفنية.وكان

ت مصادر اثيوبية اشارت الى ان بدء ملء السد سيكون قبل نهاية العام 2018، دون الالتفات لنتائج المفاوضات العبثية الدائرة، وهو ما يفقد مصر نحو 30% من اراضيها الصالحة للزراعة، في اول عام من ملء السد، وهو ما يحول مصر نحو مصير مجهول على المستوى الزراعي ومياة الشرب ، حيث ستدخل مصر دائرة العطش…

x

‎قد يُعجبك أيضاً

في الذكرى التاسعة للثورة.. مواقع التواصل تغرد «ثورة الغضب 25»

في الخامس والعشرين من يناير كل عام، يحيي المصريون ذكرى ثورتهم الخالدة التي أطاحت برأس ...