يافاشل .. بقلم..شرين عرفة

يا فاشل يا فاشل يا فاشل

كل شيء في مصر يتراجع سوى الفشل ..
الفشل والفشل وحده ..عنوان المرحلة ،

إلى الجنرال القصير القاطن في قصر الرئاسة ،
يتوجه المصريون بالسؤال ، ماذا ينقصك لتنجح ؟!
تملك جيشا وشرطة وقضاء وإعلام ومؤسسات البلد قاطبة ..

يضربون أكفهم في حيرة ،ما يمنعك أن تجبر خاطر مؤيديك ، تبلل ريقهم بقليل ماء ، فعلوا من أجلك الأفاعيل ؛ ألغوا عقولهم وداسو على كرامتهم ودفنوا أخلاقهم في بئر عميق ، شاركوك في القتل ، تحملوا معك وزر الدماء ، نساؤهم حبلى بنجمك ، ورجالهم حاضت لأجلك ، حمل الرجل حقيبة زوجته كي ترقص أمام اللجان، وتحت دعوى الإستقرار ،و”علشان مانكوش زي سوريا والعراق” ، قبلوا بشظف عيشك ، رضوا بالمهانة والإحتقار ، باعوا ما يملكون واشتروا أسهما في تفريعة القناة ، قبلوا بالإستبداد عله يأتي بالأمن والأمان ، لم يروا معك إستقرار وما عادوا يشعرون بأي أمان.

قل لنا بالله عليك ، كيف أصبحت أيقونة للفشل والخراب ، كيف تمكنت في عام واحد من إعادة مصر إلى حقب ما قبل التاريخ ،

ما الذي يدفعك دفعا نحو الهلاك ، طمعت في منصب الرئيس ، وتركت منصبا محصنا من العزل بحكم الدستور ، وقبل ان تحصل عليه ،فزت بلقب هو الأسوأ على مر الزمان ، مليار ونصف المليار إنسان إشتركوا في هاشتاج انتخبوا العر# ، وأصبح هو اللقب الأشهر لك ،

لو أدار البلد أعدائك ما فعلوا لتخريبها أكثر مما فعلته أنت ، نعلم جيدا أنك ما جئت سوى لتحقيق أمن إسرائيل ، أعلنتها بكل بجاحة ، وأفعالك أصلا تغني عن الكلام ، جرفت سيناء ، هجرت أهلها ، حاصرت غزة ، أغرقت الانفاق ، قتلت وسجنت كل شريف في البلاد ،

لكن لماذا تدمر بلدا تريد أن تحكمه ردحا من الزمان ، توقن أنك لو تركت الحكم فمصيرك السجن أو الإعدام ،

تعلم جيدا أن الملايين يعارضونك ، يخرجون يوميا بالآلاف لا يخشون الموت ، فقط كي ينزعوك من على رأس النظام ،

فلم تخرب الوطن ، لم تعجل بنهايتك ، لم تقض على أي امل لك في الإستمرار؟!!

لم تأت ببرنامج انتخابى ، ورضى بذلك مؤيدوك ،وعدتهم بأن تحنو على الفقير وأن تجعله نور عينيك ،فلم ير منك سوى نعل حذائك حين قررت أن تدهسه برجليك ، لا يمر شهر على المصريين إلا ويحمل زيادة في رواتب الجيش والشرطة والقضاة ، وللموظفين قانون يجعل منهم عبيد لدى اسيادهم المدراء ،
وعدت بأن تجعل مصر أد الدنيا ،فاصبحت مسخرة الدول،

موجة حر أصابتها قتلت من أهلها العشرات ، وزخات أمطار هطلت عليها أغرقت الشوارع والطرقات ،

أردت أن تصلح الإقتصاد وتخدع مؤيديك بالأوهام،من عاصمة إدارية جديدة لمليون وحدة سكنية ، لمشروع قومي لإصلاح الطرق ، لمليون فدان ، لم تصلح شيئا ، وتهاوى الإقتصاد

انهار سعر الجنيه وأصبحت مصر على شفا الإفلاس

شهدت مصر اكبر نسبة عجز في الميزانية،ونسبة الإحتياطي من النقد الاجنبي صارت بالسالب لأول مرة منذ 23 عام

أردت تشجيع السياحة ، فقصفت السياح بالأباتشي في الصحراء، وأردت إنعاش الإقتصاد فانخسف بسعر الجنيه الارض أمام الدولار ، وجن جنون الأسعار.

لم تعد مصر دولة فاشلة -لا سمح الله-، بل دولة الفشل بلا منافس أو منازع ، وبفضل مجهوداتك الجبارة ، باقية وتتمدد رغم كيد الأعداء.

بخطبك العصماء تحرق دماء شعب بأكمله ..
مؤيدين قبل معارضين ، وما بين تأتأة و همهمة وغمغمة ، ولغة غير مفهومة ،وأفكار مبعثرة ، وكلمات ليست ذات معنى ، وتصفيق متفق عليه ،أجهدت عقلي كي أترجم ما تقول ؛ تلوم سيادتك على المصريين ، “أنتم جايين تعذبوني ولا أيه؟”

يتساءل المصريون بدورهم في ذهول : ومن أتى بك أساسا؟!!
ألم تشاهد اللجان وهي خاوية على عروشها ، ألم تستمع لإعلامييك وهم (يشرشحون) للمصريين على الهواء ويلومون عليهم امتناعهم عن الذهاب للإنتخاب ،
امتطيت دبابتك وقفزت فوق عرش مصر ، خربتها وجلست على كرسي الحكم بها ،
واليوم لم تعد هناك دولة بالأصل كي تحكمها ، بل عزبة تفتقر لكل سبل الحياة الكريمة وشوارعها غارقة أسفل الزبالة ومياه الأمطار ،

فلم تتحمل من أجلها العذاب؟

يأبى الشعب المصري أن يرى أحدا يتعذب من أجله ، وإشفاقا منه عليك ، يتوسل إليك : ارحل يا فاشل

من أرشيف مقالاتي.. تم نشره مع نهاية عام 2015

شرين عرفة

يا فاشل يا فاشل يا فاشلكل شيء في مصر يتراجع سوى الفشل ..الفشل والفشل وحده ..عنوان المرحلة ، إلى الجنرال القصير …

x

‎قد يُعجبك أيضاً

هزيمة مؤقتة

محمد عبدالقدوس الأوضاع في بلادي بعد تسع سنوات من ثورتنا المجيدة تدخل في دنيا العجائب.. ...