بين يدي تسعينية الإخوان المسلمين!!

عندما قام الإمام البنا، رحمه الله، في عام 1928م بتأسيس جماعة الإخوان المسلمين في مصر، وكان شعارها “الله غايتنا، والرسول قدوتنا، والقرآن دستورنا، والجهاد سبيلنا والموت في سبيل الله أسمى أمانينا” وكانت فكرة هذه الدعوة تقوم على الوسطية، والبعد عن الإفراط والتفريط، لذلك أقبل الناس عليها، لأنهم رأوا فيها بعثا جديدا لهذا الدين،وأملا مشرقاً، وأنها تدعو إلى الإسلام الذى جاء به النبى محمد صلى الله عليه وسلم، كما يقول الإمام البنا :فى رسالة بين الأمس واليوم أيها الإخوان:

أردت بهذه الكلمات أن أضع فكرتكم أمام أنظاركم.. فلعل ساعات عصيبة تنتظرنا يحال بيني وبينكم إلى حين.. فلا أستطيع أن أتحدث معكم أو أكتب إليكم.. فأوصيكم أن تتدبروا هذه الكلمات.. وأن تحفظوها إن استطعتم.. وأن تجتمعوا عليها.. وأن تحت كل كلمةٍ معانٍ جمَّة.. أنتم لستم جمعية خيرية.. ولا حزبًا سياسيًّا.. ولا هيئة موضعية الأغراض محدودة المقاصد.. ولكنكم روح جديد يسري في قلب هذه الأمة فيحييها بالقرآن.. ونور جديد يشرق فيبدد ظلام المادة بمعرفة الله.. وصوت داو يعلو مرددًا دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم.. ومن الحق الذي لا غلو فيه أن تشعروا أنكم تحملون هذا العبء بعد أن تخلى عنه الناس.. إذا قيل لكم إلام تدعون.. فقولوا: ندعو إلى الإسلام الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم.. والحكومة جزء منه.. والحرية فريضة من فرائضه.. فإن قيل لكم هذه سياسة فقولوا: هذا هو الإسلام ونحن لا نعرف هذه الأقسام.

ويقول رحمه الله فى رسالة دعوتنا: أحب أن تعلموا أيها الأحباب.. أن هذه الدعوة لا يصلح لها إلا من أحاطها من كل الجوانب.. ووهب لها ما تكلفه إياه من نفسه وماله ووقته وصحته.. (قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ 24) (التوبة)

ويخاطب الإخوان عن تكوين الأمم وتربية الشعوب فيقول: إن تكوين الأمم وتربية الشعوب وتحقق الآمال ومناصره المبادئ.. تحتاج منكم إلى قوة نفسية عظيمة تتمثل في عدة أمور: إرادة قوية لا يتطرق إليها ضعف.. ووفاء ثابت لا يعدو عليه تلون ولا عذر.. وتضحية عزيزة لا يحول دونها طمع ولا بخل.. ومعرفة بالمبدأ، وإيمان به وتقدير له يعصم من الخطأ فيه والانحراف عنه والمساوقة عليه.. والخديعة بغيره.

ويرسم خارطة طريق واضحة المعالم لأتباعه، حتى لا يستصعبوا الطريق فيقول رحمه الله فى رسالة هل نحن قوم عمليون:إن الأمة التي تحيط بها ظروف كظروفنا.. وتنهض لمهمة كمهمتنا.. عليها أن تعد أنفسها لكفاح طويل عنيف بين الحق والباطل.. وبين المخلصين الغيورين والأدعياء المزيفين.. وأن تعلم أن الجهاد من الجهد.. والجهد هو التعب والعناء.. وليس مع الجهاد راحة حتى يضع النضال أوزاره.. وعند الصباح يحمد القوم السري..

ويوصى فى رسالة المؤتمر الخامس بضرورة العمل وترك النتائج على الله :إنكم تبتغون وجه الله وتحصيل مثوبته ورضوانه وذلك مكفول لكم ما دمتم مخلصين.. ولم يكلفكم الله نتائج الأعمال.. ولكن كلفكم صدق التوجه وحسن الاستعداد.. ونحن بعد ذلك إما مخطئون فلنا أجر العاملين المجتهدين.. وإما مصيبون فلنا أجر الفائزين المصيبين..

آمنوا بالله و اعتزوا بمعرفته والاعتماد عليه.. فلا تخافوا غيره.. ولا ترهبوا سواه.. وأدوا فرائضه واجتنبوا نواهيه.. وتخلقوا بالفضائل وتمسكوا بالكمالات.. وكونوا أقوياء بأخلاقكم.. أعزاء بما وهب الله لكم من عزة المؤمنين وكرامة الأتقياء الصالحين.. واقبلوا على القرآن تتدارسونه.. وعلى السيرة المطهرة تتذكرونها.. وكونوا عمليين لا جدليين.. فإذا هدى الله قومًا ألهمهم العمل.. وما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أوتوا الجدل.. وتحابوا فيما بينكم.. واحرصوا كل الحرص على رابطتكم فهي سر قوتكم وعماد نجاحكم.. واثبتوا حتى يحكم الله بينكم وبين قومكم بالحق وهو خير الفاتحين.. واسمعوا وأطيعوا لقادتكم في العسر واليسر والمنشط والمكره.. فهي رمز قوتكم وحلقة الاتصال فيما بينكم.. وترقبوا بعد ذلك نصر الله وتأمينه والفرصة آتية لا ريب فيها.. (وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ 4 بِنَصْرِ اللَّهِ)

ويحذر أتباعه من اليأس والقنوط فيقول: لا تيأسوا فليس اليأس من أخلاق المؤمنين.. وحقائق اليوم أحلام الأمس.. وأحلام اليوم حقائق الغد.. وما زالت عناصر السلام قوية عظيمه في نفوس شعوبكم المؤمنة رغم طغيان مظاهر الفساد.

ويخاطب شباب الأمة قائلاً:أيها الشباب الظامئ للمجد التليد.. إلى الأمة الحيرى على مفترق الطرق.. إلى ورثه الدم القاني الذي سطر على هام الزمان آيات الفخار.. إلى كل مؤمن يؤمن بالسيادة في الدنيا والسعادة في الآخرة.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

هزيمة مؤقتة

محمد عبدالقدوس الأوضاع في بلادي بعد تسع سنوات من ثورتنا المجيدة تدخل في دنيا العجائب.. ...