انتخابات السيسي في عيون الإعلام المستقل: مناسبة لقمع كل المصريين

أكدت تقارير صحفية ومقالات رأي في عدد من الصحف المحلية والأجنبية، سقوط ورقة التوت من على قائد الانقلاب العسكري عبد الفتاح السيسي، خلال حملة إرهاب المواطنين لحشدهم نحو صناديق الاقتراع بالمسرحية الهزلية لانتخابات الرئاسة، من خلال ترهيبهم بالاعتقال والغرامة وإلغاء بطاقات التموين والتلاعب بأقواتهم، والترغيب بالرشاوى الانتخابية تارة أخرى.

وكشفت صحيفة “المصري اليوم” المحلية الخاصة، كيف تم الحشد لمسرحية انتخابات السيسي، ودونت ذلك في المانشيت الرئيسي للجريدة خلال عدد أمس الخميس، الأمر الذي أثارة موجة غضب من قبل سلطات الانقلاب ضد الصحيفة، اضطرها في نهاية الأمر لاستبدال المانشيت في الطبعة الثانية بآخر، للنجاة من التنكيل بالصحيفة، التي وصف إجماع الصحفيين على مواقع التواصل الاجتماعي أن المانشيت الذي استعانت به الجريدة مهني 100%.

شرعية مفضوحة
فيما فضحت صحيفة “التايمز” البريطانية التهديدات والرشاوى والمضايقات على أبواب مراكز الاقتراع لتعزيز شرعية السيسي.
وذكرت صحيفة التايمز خلال مقال لبيل ترو بعنوان “تهديدات ورشاوى ومضايقات على أبواب مراكز الاقتراع لتعزيز شرعية السيسي”، أن “اليوم الأخير في الانتخابات الرئاسية شهد الكثير من مزاعم انتشار الرشاوي في محاولة لزيادة أعداد الناخبين”، مضيفة أن عبد الفتاح السيسي يحتاج كي يثبت مصداقية إعادة انتخابه المحسومة أن يكون الإقبال كثيفاً على مراكز الاقتراع”.

وأردفت أن “التصويت إجباري ومن لا يصوت تفرض عليه غرامة تقدر بـ 20 جنيه إسترليني (500 جنيه مصري)”.
وأشارت إلى أنه “بالرغم من ادعاء الهيئة الوطنية للانتخابات بأن الإقبال على الانتخاب في مراكز الاقتراع كان كثيفاً ، إلا أن أغلبية هذه المراكز كانت خاوية”.

وقالت الصحيفة إن ” الشرطة كان تطرق أبواب منازل المواطنين في المحافظات الجنوبية ومنها سوهاج وأسيوط والمنية وتحثهم على الخروج والتصويت”.

ونقلت كاتبة المقال عن موظفة في إحدى المستشفيات في محافظة الدقهلية قوله إن “إدارة المستشفى استخدمت سيارات الإسعاف لنقل المواطنين للتصويت في مراكز الاقتراع”.

وقالت الكاتبة إن في مكان آخر ، عمد موظفون حكوميون في وزارة الصحة إلى توبيخ موظفيهم الذي ليس هناك حبر على أصبعهم – دلالة على أنهم لم يشاركوا في التصويت – وتهدديهم بأن أسماء الأشخاص من دون حبراً على أصبعهم أرسلت إلى الوزارة التي ستعمل على نقل مكان عملهم إلى مناطق بعيدة عن قراهم”.

وأردفت أن إحدى الموظفات في هيئة سكة الحديد بالقرب من المنصورة، شمال القاهرة، وقالت إن الموظفين هدُدوا باتخاذ إجراءات قانونية ضدهم في حال لم يصوتوا للسيسي، مضيفة “قالوا لي إنه يتوجب علي التصويت وإلا سيتم تحويلي للشؤون القانونية، كنت قلقة من اقتطاع معاشي”.

وتابعت ترو بالقول إن “السيسي يحكم مصر بيد من حديد منذ توليه رئاسة البلاد بعد انقلاب الجيش على الرئيس محمد مرسي في عام 2013″، مشيرة إلى أن “السيسي مدد فتح مراكز الاقتراع لمدة ثلاثة أيام أملاً في أن يحظى بنسبة أكبر من تلك الأصوات التي حظي بها عندما انتخب في المرة السابقة والتي بلغت حينها 48 في المئة”.

وختمت بالقول إن “مسؤولين في 4 مراكز اقتراع في القاهرة قالوا إن نسبة إقبال الناخبين لم تتجاوز 7 في المئة، ومن المنتظر الإعلان عن نتائج هذه الانتخابات يوم الاثنين المقبل”.

البغال والخيول
فيما صور الكاتب الصحفي وائل قنديل على صحيفة “العربي الجديد” المشهد الانتخابي وكأنه امتداد لذلك اليوم البائس 2 فبراير 2011 حين حضرت الدولة العميقة بالخيول والبغال والإبل للإجهاز على ثورة يناير، قائلا: ” وجدناهم جميعاً وقد عادوا للانتقام بالحبر الفوسفوري..إنها الانتخابات حين تصبح فعلاً للاغتصاب والانتقام”.

وأضاف قنديل أن الانتخابات في مصر باتت فعل اغتصاب للحرية وكسرٍ للإرادة. ومع ذلك ستجد زعماء هذا العالم الديمقراطي الحر يرسلون برقيات التهنئة للمغتصب، ويستقبلونه باعتباره رئيساً منتخباً، ذلك أنهم جميعاً حطموا مسطرة المعايير الديمقراطية والإنسانية، في مقابل حفنة مليارات من الدولارات، يدفعها الطاغية في صفقة طائرات للاستعراض، أو أدواتٍ للتعذيب، وسحق إرادة الجماهير.

وتابع: “أنه لم تكن هناك انتخاباتٌ من الأصل، بل كانت ساحةً للأكاذيب والأوهام، على مرأى ومسمع من العالم، أظهرت أن في مصر سلطة تمارس على الناس التعذيب بصناديق الاقتراع، كما مارسته وتمارسه بأدوات القمع والقهر في مراكز الاعتقال، وتمعن في احتقار الجماهير، ولا ترى فيهم سوى حطبٍ لمحرقة، أرادوا بها التخلص نهائياً من آثار ثورة يناير.. نعم، كانت انتخاباتهم رقصة جديدة فوق جثة الثورة التي يحتقرونها ويناصبونها العداء، ويريدون محوها من الوجود، تاريخاً وجغرافيا”.

وأردف “يعلم عبد الفتاح السيسي في يقينه أن ما جرى لم يكن انتخابات، بل كان دعوة إلى التظاهر ضد ثورة يناير، وتفويض القتل والقمع الذي حصل عليه قبل أكثر من أربع سنوات، ليكون غطاءه الشعبي لمرحلة جديدة من الطغيان، لاجتثاث كل من يحاول الاقتراب من كرسي الحكم، على اعتبار أن من يفكر في إزاحته من الفاسدين والخونة”.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

السيسي يُطعم المصريين الخبز المصاب بـ”الإرجوت” السام لإرضاء الروس!

رصد تقرير استقصائي لموقع “أريج” كيف يُطعم السيسي المصريين الخبز المصاب بفطر قمح “الإرجوت” لإرضاء ...