مع بدء المسرحية.. المسجد والكنيسة والجيش في خدمة استبداد الديكتاتور

في مصر العسكر وقبل أيام قليلة من بدء مسرحية الرئاسة في الداخل، أيام الاثنين والثلاثاء والأربعاء (26/27/28 مارس الجاري)، تواصلت حملة البروباجندا الزائفة من أجل حشد الجماهير، رغم أن الكومبارس موسى مصطفى موسى لا يمثل خطورة على الجنرال السفاح عبد الفتاح السيسي، ونتائج المسرحية معلومة النتائج، والدعاية الفجة في القاهرة وعواصم المحافظات بلون واحد هو التزلف للجنرال رغبة أو رهبة من الأجهزة الأمنية.

كما تواصل توظيف المؤسسة الدينية بكل تنوعها وكذلك المؤسسة العسكرية، في تكريس حكم الجنرال الديكتاتوري الذي أمَّم الفضاء السياسي والاقتصادي والإعلامي.

دلالة الزي العسكري

وجاءت الفسحة الخاطفة للجنرال السيسي إلى طياري مطار “المليز” بسيناء، مرتديًا الزي العسكري بعد شهر من زيارته لسيناء لافتتاح مقر القيادة العسكرية الوسطى ضد داعش في سيناء؛ جزءا من خطة الربط بين انتخاب الجنرال والمؤسسة العسكرية.

السيسي بهذه الخطوة، يلعب على وتر أن من ينزل الانتخابات فهو ينزل لانتخاب الجيش، ولهذا يكثف زيارته لوحدات عسكرية ويرتدي الزي العسكري ويتحدث عن عودته للبس الزي العسكري والنزول للحرب مع أنه لم يحارب في أي حرب، كما يلعب بكروت أسر الشهداء.

كما تأتي هذه الخطوة في سياق تكثيف التماهي بين السيسي وبين الجيش بشكل فج، دون أي اعتبار لفكرة الفصل بين المدنية والعسكرية، انعكس على قيام من شارك من المصريين في الخارج بالغناء للجيش (أغنية الصاعقة وبشرة خير) والبكاء على شهداء الجيش.

كما جاءت محاولة لتقمص شخصية “البطل المنقذ” التي كانت تروق له مع بدايات الانقلاب بفعل حملات التضليل الموجهة من الشئون المعنوية، لكن هذه الصورة تآكلت بعد أن تأكد الشعب أن الجنرال جاء لخراب البلاد لا إنقاذها، وأن ما يعانيه الشعب في عهده لم يحدث في كل العهود السابقة، حتى في عهد مبارك الذي ثار عليه الشعب لاستبداده وفساده وطغيانه.

معركة علشان خاطر ربنا!

بل إن السيسي استخدم مصطلحات دينية لتبرير جرائمه بحق أهالي سيناء؛ بذريعة مكافحة المسلحين هناك، حيث صرح بأنه سيحتفل قريبا بالانتصار على من وصفهم بخوارج العصر، كما طالب الطيارين بالحرب، مدعيا أن “معركتكم علشان خاطر ربنا”، و”من أجل الدفاع على الدين”، في الوقت الذي تدعم فيه “إسرائيل” السفيه بكل أنواع الدعم والسماح له باستخدام طائرات حربية لقاعدة عسكرية في سيناء، بالمخالفة لاتفاقية كامب ديفيد.

احتكار الدين لتكريس الاستبداد

ولا يقف الأمر عند حدود توظيف المؤسسة العسكرية لخدمة سياسات الجنرال الدموي، والتي تتم في الغالب وفق صفقة مشبوهة بين زعيم الانقلاب وكبار الجنرالات في المؤسسة العسكرية، باعتبارهم قيادات في عصابة الجنرال الأكبر.

بل يمتد احتكار الجنرال من المؤسسة العسكرية إلى المؤسسة الدينية بكل تنوعها: الإسلامية مثل الأزهر والأوقاف والإفتاء، والقبطية التي تضم الأرثوذوكسية بقيادة البابا تواضروس والكاثوليكية والإنجيلية.

وتتواصل حالة الاستياء في مصر من محاولات النظام إقحام الدين في الأمور السياسية، وآخرها استغلال المساجد في الحشد لمسرحية الرئاسة، ودعم بعض الخطباء صراحة لعبد الفتاح السيسي.

وحددت وزارة الأوقاف المصرية، التي تشرف على المساجد، عنوان خطبة صلاة الجمعة أمس، بعنوان “الإيجابية” بشكل عام، ولكن التعليمات من وكلاء الوزارة للأئمة كانت بالتطرق إلى المشاركة في الانتخابات الرئاسية.

وفي أكثر من منطقة في القاهرة الكبرى، اشتكى مواطنون من فحوى خطبة الجمعة، والتي أكد الجميع أن الانتخابات الرئاسية استحوذت على نسبة كبيرة منها، وانتقد بعضهم ما اعتبروه “خلطاً شديداً بين الدين والسياسة”، في حين كانت أصوات كثيرة تعيب الأمر نفسه على التيار الإسلامي في فترة حكم الرئيس محمد مرسي، رغم أنه لم يكن يستخدم المسجد في الانتخابات.

وأكد مصلون أن خطباء الجمعة حاولوا جاهدين الدعوة إلى ضرورة المشاركة في الانتخابات، ولكن ما أثار الاستياء هو استدعاء خطاب سياسي بالأساس، مثل “العالم كله ينتظر شكل مصر” وعبارات من هذا القبيل.
ومعلوم أن وزارة الأوقاف تخضع لإشراف تام من الأجهزة الأمنية، وتصلها تعليمات لتحديد موضوع خطبة الجمعة، دون أي اعتراض من الوزير.

ولم يخرج عن موضوع خطبة الجمعة سوى خطيب الجامع الأزهر، والذي تطرق إلى “فضل الأشهر الحرم بين باقي شهور العام”. لكن الخطيب دعا المصلين عقب انتهاء الخطبة إلى المشاركة في المسرحية.

والبابا تواضروس، بابا الكنيسة الأرثوذوكسية، اعتبر أن انخفاض المشاركة بالانتخابات يحرم مصر من معونات خارجية!، وذلك في سياق حملة الكنيسة لدعم الجنرال وتكثيف دورها السياسي في تكريس حكم الاستبداد العسكري.

البابا دعا المصريين إلى المشاركة في المسرحية بكثافة، وشدد على ضرورة أن يكون المشهد الانتخابى عرسا كبيرا يحظى باهتمام العالم، ويؤكد استقرار الوضع المصرى.

وأضاف البابا تواضروس الثاني، خلال العظة الأسبوعية بكنيسة مريم والقديس يوسف البار بسموحة: «من فضلك لا تحرم الوطن من صوتك، ومشاركتك لا تقل أهمية عن الجندي أو الضابط الذى يقف فى سيناء».

x

‎قد يُعجبك أيضاً

السيسي يُطعم المصريين الخبز المصاب بـ”الإرجوت” السام لإرضاء الروس!

رصد تقرير استقصائي لموقع “أريج” كيف يُطعم السيسي المصريين الخبز المصاب بفطر قمح “الإرجوت” لإرضاء ...