رسالة إلى حاكم مصر المنقلب

على صفحته عبر الفيس بوك كتب أحد الموالين السابقين للإنقلاب د. يحي القزاز  رسالة إلى الحاكم المنقلب عبد الفتاح السيسي وبرغم انه من المعارضين الآن لحكم السيسي إلا انه يوجه له رسالة يحاول فيها اثناءه عن افعاله التي اوصلت مصر إلى الهاوية  فقال :

رسالة إلى حاكم مصر عبدالفتاح السيسى.
لاتغرنك الدنيا، ولا تصدق من حولك فهم إن لم يكونوا منافقين لك فهم جبناء أصحاب مصالح. أنت تجبرت كثيرا وتجاوزت الحدود وصار الخوف منك يملأ الناس رعبا فيمالؤنك صمتا وودا مزيفا بغية الأمان. راجع نفسك وتعلم ممن سبقوك، كل من كانوا حولهم باعوهم فى لحظة السقوط. ليس لدى نصيحة فانا بحاجة لها أكثر منك، لكن لدى تذكرة قد تنفع وناقوس أدقه إيذانا بالخطر.
اظنك تعرف وتعلم جيدا أننى لا أنازعك سلطانك، ولا ابغى من احد مصلحة، واننى كما تعلم إن كنت تعلم أننى كنت اول من دعا لانتخابات رئاسية مبكرة، تلك الدعوة التى قامت على اساسها حركة تمرد وكنت واحدا من مؤسسيها.. وهذا موثق ومعروف، وهذه الحركة كانت هى الغطاء الشعبى التى منحتك حق التدخل باسم القوات المسلحة. ولعلك تعلم جيدا برغم دورى ومافعلت إلا اننى لم اهرول للقائك كما فعل نفر من شباب تمرد، ولم ابحث عن مكافئة كما كوفئوا بل كنت بعيدا أحلم بوطن مستقر وحياة تاجها الحرية وقاعدتها الكرامة.. وكنت ومازلت اسعى جاهدا لتحقيق حلمى البسيط. أظنك انت وغيرك تعرفون كل هذا.
وكنت اتمنى ان تكون حاكما عادلا تحترم الدستور والشعب وتنحاز للفقراء ولدولة القانون، وتعدل مع من اختلفت معهم يالقانون لكن للأسف لم تحترم الدستور ولا الشعب ولم تعدل. فى النهاية تبقى كلمة اقولها بإخلاص لمن لم يخلص لدولته: لاتثق فى كل من تراه حولك يؤيدك، ولا تسرف فى الظلم واحتثاث الناس من وظائفهم، ورفقا بالجيش فإنه من الصعب ان يتحمل مهامه الدفاعية ومهامك المدنية التى القيتها عليه. الجيوش عندما تنوء بالأحمال المدنية تتمرد للدفاع عن نفسها، وتأكل قادتها حتى لاتتورط فى مزيد من الدماء.
الحاكم الذى لايحميه شعبه لن تحميه القوى الكبرى مهما خدمها، ويصغر فى عين شعبه، ولايصير بأكثر من خادم عميل فى نظر من يحتمى بهم.
جئتا بك واردناك حاكما عادلا تحترم الدستور والشعب، وإذا بك لاتحترم شيئا وتفرط فى النهر وتبيع الارض وتسجن الشعب. اردناك سيدا وأردت لنفسك ان تكون خائنا عميلا.
كل ما اتمناه -وهذا حرصا عليك- أن تفك أسر نفسك من نفسك وتحررها كى ترى الأشياء بوضوح، وليس كل من عارضك هو عدو لك وليس كل من مدحك هو مخلص لك. تبقى فى النهاية كلمة بسيطة أعرف انها ثقيلة عليك: حرر نفسك من ظلمها وحرر الشعب من قيودك، وقدم استقالتك وادعو لانتخابات اخرى انت لست طرفا فيها وارحل.. قد يغفر لك الناس ما استطاعوا من خطاياك او يتذكروها مصحوبة بختام يسعدهم فى رحيلك، واختيار من يريدونه حاكنا لهم بحق.
ومهما تدعى انك حامى الدولة وعاصمها من الخطر فاعلم انك لن تعيش أبد الدهر كى تحميها وتعصمها. كل من سبقوك ادعوا ذلك، ومع ذلك رحلوا جميعا، وبقيت مصر بشعبها المتكاثر. ارحل -وانا هنا لا ادعوك للرحيل كى أحل محلك- ارحل وادعو لانتخابات رئاسية اخرى يرحمك الله. وإن ظللت مكابرا كما انت فلا أظن ان الوضع سيصير كما تعتقد وتريد. الشارع تراه صامتا بلافتاته الكثيرة مؤيدا.. إنه الخوف والنفاق بغية الأمان، إن الشعب الذى يبدو صامتا ومؤيدا يغلى داخليا كغليان صهير المجما فى باطن الأرض يبحث له عن شرخ ينفجر من خلاله بركانه.

ــــــــــــــــــــ
المواطن
د.يحيى القزاز
استاذ الجيولوجيا بجامعة حلوان.
القاهرة الاربعاء 21 مارس 2018

x

‎قد يُعجبك أيضاً

هزيمة مؤقتة

محمد عبدالقدوس الأوضاع في بلادي بعد تسع سنوات من ثورتنا المجيدة تدخل في دنيا العجائب.. ...