تؤكد جماعة الإخوان المسلمين للشعب المصري، صاحب إنجاز ثورة ٢٥ يناير التي تعد من أطهر الثورات في تاريخ البشرية، ثبات موقفها الرافض للانقلاب العسكري وكل ما يقوم به من إجراءات باطلة، ومن بينها ما يدعيه زورًا بمهزلة “الانتخابات” التي هي حلقة من حلقات الانقلاب الآثم؛ محاولةً لكسب شرعية يلهث وراءها ولن يجدها.
وفي هذا الصدد يعلن الإخوان المسلمون ما يلي:
1- أن موقفنا كان ولا يزال وسيظل ثابتًا على احترام إرادة الشعب المصري التي عبر عنها في انتخابات ديمقراطية حرة، اعترف العالم أجمع بنزاهتها وشفافيتها، وأسفرت عن انتخاب أول رئيس مدني منتخب هو الرئيس الشرعي الصامد الدكتور محمد مرسي.
ونؤكد أن ذلك الموقف يأتي احترامًا لإرادة الشعب، وانحيازًا للمبادئ الديمقراطية التي ارتضاها العالم المتحضر، مهما كانت ازدواجية معايير بعض الدول في موقفها وانحيازها لدعم الانقلاب العسكري وسلطته.
2- أن احترامنا لإرادة الشعب المصري وكرامته يستوجب عدم الإقرار وعدم الاعتراف بأي إجراء يهدر حقوق المصريين ويستبدل السوط بالصوت والدبابات بالانتخابات؛ في محاولة لتبييض وجه الانقلاب المشوّه بجرائمه وانتهاكاته التي لن تسقط ولن تمر مهما طال أمدها.
3- أن تداعيات هذه المسرحيات تنذر بخطر عظيم على كل مؤسسات الدولة، التي نؤكد حرصنا عليها وعلى سلامتها واستقرارها وتماسكها، وهو مقدم عندنا على أي مكاسب انتخابية أو سياسية.
4- أن الرضا بهذه “الانتخابات” يعني – علاوة على ما سبق- بقاء مصر تحت سطوة حكم العسكر وامتداد آثاره وتداعياته الكارثية إلى دول المنطقة بأسرها، في ظل سياسات الانقلاب التي أدت إلى تخريب البلاد وإفقار الشعب والتفريط في أرض مصر وثرواتها المائية وحقوقها التاريخية، والتحالف المكشوف مع أعداء الأمة فيما يسمى “صفقة القرن”، بجانب صفقات الغاز مع العدو.
5- أن المشاركة في أي “مهزلة” من أراجيف الانقلاب العسكري، فضلاً عن أنها تهديد لمستقبل مصر؛ فإننا نراها خيانة لدماء الشهداء والشرفاء في المعتقلات والحرائر اللائي نلن من المجرمين ما لا يتحمله بشر، ومعول هدم في جدار الوطن يزيد في شق صفه والنيل من وحدته، ولسنا بحاجة إلى الاصطفاف والوحدة والتماسك الوطني كحاجتنا له اليوم.
وجماعة الإخوان المسلمين إذ توجه التحية للرئيس محمد مرسي وللأبطال الأحرار والحرائر الصامدين والصامدات في السجون والشوارع والميادين، ولشعب مصر العظيم، ولكل القوى التي تتخذ من مقاطعتها هذه المهزلة نضالاً وطنيًا عزيزًا؛ فإننا نجدد دعوتنا لكل فئات الشعب المصري إلى التوحد لإنقاذ الوطن من هذا الانقلاب الفاشي، ورفض أي ممارسات لعصابة العسكر مهما خلعوا عليها من مسميات حتى يفتضح أمرهم ويزول عن مصر بغيهم.. ويقولون متى هو قل عسى أن يكون قريبًا.
عاشت مصر حرة لكل المصريين
والله أكبر ولله الحمد
الإخوان المسلمين
الأحد 16 جمادى الآخرة 1439هـ = 4 مارس 2018م