الشبكة العربية لحقوق الإنسان: المسار الديمقراطي فى مصر شديد الانحدار

أصدرت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان– منظمة مجتمع مدني مصرية- تقريرها السنوي عن المسار الديمقراطي في مصر لعام 2017 أمس الأربعاء، وصفته بـ”شديد الانحدار”.

وقالت الشبكة، “لم يشهد عام 2017 إلا مزيدًا من الاتساع في دوائر القمع والإغلاق في المناخ العام، كل المهتمين بالشأن العام أصبحوا هدفا للهوس الأمني، فلم يتوقف الأمر عند الصحفيين والنشطاء والمدافعين عن حقوق الإنسان، بينما امتد ليشمل مرشحي الرئاسة”.

وشهد العام تنظيم القوى السياسية المختلفة 779 تظاهرة مختلفة، بالرغم من الإجراءات التي تتخذها السلطات في مواجهة تلك الاحتجاجات والسعي الدائم لمنعها، سواء بموجب قانون التظاهر الصادر في عهد الرئيس السابق عدلي منصور، أو بموجب إجراءات أمنية أخرى.

وقد لجأت قوى سياسية- منها تحالف دعم الشرعية وجماعة الإخوان- إلى تنظيم تظاهرات سريعة في شوارع جانبية لتجنب الاعتداءات الأمنية، وهو ما يبرر وجود عدد كبير من الفعاليات التي لم تتعرض لاعتداءات من قبل الأجهزة الأمنية، وفقًا للتقرير.

جدير بالذكر أن محاولات بعض القوى المدنية الديمقراطية الحصول على ترخيص لتظاهرة من قبل الأجهزة الأمنية وفقًا لقانون التظاهر قد باءت بالفشل، وكان أبرزها تقدم بعض تلك القوى بإخطار لتنظيم تظاهرة للاحتجاج على قرار ترامب نقل سفارة أمريكا في دولة الاحتلال الإسرائيلي إلى القدس، ولكن الأجهزة الأمنية رفضت السماح لهم بتنظيم تلك التظاهرة. وفي مقابل 4 فعاليات مؤيدة للسلطات كان هناك 775 فعالية معارضة.

وأشار التقرير إلى أنه خلال عام 2017 تم تنظيم 779 فعالية احتجاجية مختلفة، تعرضت 183 فعالية مختلفة للاعتداء من قبل الأجهزة الأمنية، بينما مرت 596 فعالية دون اعتداء من قبل الأجهزة الأمنية.

كما شهد عام 2017 تنظيم الطلاب 63 فعالية مقابل 307 تم تنظيمها خلال عام 2014، بحسب التقرير، وهو تراجع كبير نتج عن اتخاذ السلطات وإدارات الجامعات إجراءات قمعية شديدة لحظر ممارسة الأنشطة المتعلقة بالشأن العام داخل الجامعات، وكان منها فض تجمعات الطلاب بالقوة والقبض عليهم، وإصدار قرارات إدارية بحظر الأنشطة السياسية داخل الجامعة، وحرمانهم من تنظيم المعارض الطلابية، وفصلهم وحرمانهم من استكمال دراساتهم.

وذكر التقرير “شهد عام 2017 نظر القضاء المصري 202 محاكمة متداولة للقوى السياسة المختلفة، ولرموز نظام مبارك، ومنتمين لنظام ما بعد 30 يونيو/حزيران 2013، وكان من بين تلك المحاكمات 164 محاكمة ينظرها القضاء المدني الطبيعي، فيما ينظر القضاء العسكري 38 محاكمة جارية.

ونوّه التقرير إلى أن عام 2017 شهد استمرار التصاعد في أعداد المحاكمات العسكرية للمدنيين، والمواطنين الذين تتم إحالتهم للمحاكمة أمام المحاكم العسكرية الاستثنائية. حيث ينظر القضاء العسكري خلال عام 2017 “38” محاكمة متداولة، بينما كان ينظر 32 خلال عام 2016 مقارنة بـ29 في عام 2015.

وشهد عام 2017 مثول 1869 مدنيا أمام القضاء العسكري، فيما كان يشهد 2016 مثول 3037 مدنيا للمحاكمات العسكرية مقارنة بـ 1750 مثلوا في عام 2015، وفقًا للتقرير.

“لا تزال العمليات الإرهابية مستمرة في عام 2017، تراجعت من حيث عددها بشكل كبير مقارنة بعامي 2015 و2014، إلا أن الإجراءات الاستثنائية وإعلان حالة الطوارئ لم توقِف استهداف الإرهاب المنظم لمؤسسات الدولة وللأقلية المسيحية في القاهرة والمحافظات المختلفة”، بحسب التقرير، الذي رصد 76 فعالية خلال 2017 مقارنة بـ 400 عملية إرهابية خلال عام 2015 و259 عملية مختلفة خلال عام 2016.

وتابع “استمرت محافظة شمال سيناء مركزا للجماعات الإرهابية والجماعات المتشددة”، وكانت سيناء على رأس المحافظات التي شهدت عمليات إرهابية خلال عام 2017 ثم تلتها العاصمة القاهرة، مثلما كان الحال في السنوات الماضية.

وفيما يتعلق بالاعتداء على حرية التعبير والحريات الإعلامية، قال التقرير “شهد عام 2017 استمرار التضييق الشديد والاستهداف المستمر لحرية الإعلام، حيث رصد محامون من أجل الديمقراطية 215 انتهاكا متنوعا ضد حرية الصحافة والحريات الإعلامية، في مقابل 289 انتهاكا متنوعا لحرية التعبير والحريات الإعلامية شهدها عام 2016، مقارنة بـ 343 انتهاكاً شهدها عام 2015”.

وأضاف “شهد عام 2017 تصاعدا كبيرا في اختفاء الصحفيين قسريا، والتحقيق معهم باتهامات لا تتعلق بعملهم الصحفي في نيابات أمن الدولة، وأصبحت المحاكم والنيابات تنظر محاكمات وتحقيقات الصحافيين بشكل شبه يومي، وشهد أيضًا استمرار الاستهداف الممنهج للمدافعين عن حقوق الإنسان الذين تعرضوا للتنكيل بشكل مستمر، وتنوعت ضدهم الانتهاكات ما بين القبض والاحتجاز والمحاكمات المستمرة، واستخدام الحبس الاحتياطي كعقوبة في حقهم”.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

السيسي يُطعم المصريين الخبز المصاب بـ”الإرجوت” السام لإرضاء الروس!

رصد تقرير استقصائي لموقع “أريج” كيف يُطعم السيسي المصريين الخبز المصاب بفطر قمح “الإرجوت” لإرضاء ...