حتمًا سيزول الانقلاب!!

إن ماحدث فى مصر عقب الانقلاب العسكرى،من سفك للدماء واعتقال الألاف،وتعطيل الدستور، وإغلاق الصحف والقنوات ،وتبين بعد ذلك أن هناك مؤامرة يقودها البرادعى ومن معه من نخب الخيانة والعار، فقد كشف البرادعى في حديث لصحيفة نيويورك تايمز أنه اتصل “بجون كيري” وزير الخارجية الامريكي، و”كاثرين أشتون” مفوضة الشؤون الخارجية في الاتحاد الاوروبي، من أجل تأييد الانقلاب العسكري.

ولمع ذلك هناك من يصور الوضع فى مصر ،على أنه صراع بين الإخوان والعسكر،ولذلك خرجت أطروحات بمسمسات مختلفة لكن القاسم المشترك بينها،هو ضرورة إقصاء العسكروالإخوان من المشهد السياسى، تحت شعار “لاعسكر ولا إخوان”وعلى الرغم من أن هذه الشعارات لم تلق رواجاً، لأن أصحاب الشعارت ،كانوا بلا استثناء يسيرون فى ركاب العسكر!!

وللخروج من معضلة الانقلاب، لابد من وضع الأمور فى نصابها، وتسميتها باسمها الصحيح،فالمعركة القائمة ليست بين طرفين هما الإخوان،والنظام الانقلابى ،كما يحلو للبعض أن يصوره، بل هو صراع بين المشروع الإسلامى والإخوان المسلمون هم حجر الزاوية بالنسبة له، وبين الدولة العميقة،المتمثلة فى كل مؤسسات الدولة الفاعلة: الداخلية والقضاء والإعلام والمؤسسات الاقتصادية، والجهات السيادية بفروعها المختلفة،وبمساندة المؤسسة العسكرية وفلول نظام مبارك،والكنيسة والأحزاب والقوى السياسية التى أيدت الانقلاب.

ليس هذا فحسب، فإذا أضفنا إلى ماسبق الدعم الإقليمي من الصهاينة،والإمارات والسعودية، والدعم الخارجى من الولايات المتحدة الأمريكية، والإتحاد الأوربى ، وهذا ليس سراً، فقد اعترف بذلك الصليبى المتصهين “عماد جاد”،بذلك صراحة حينما قال: اسرائيل لعبت دوراً مهما في دعم 30 يونيو،ومارست الوفود التى أرسلها “بنيامين نتن ياهو” ضغوطاً كبيرة على أعضاء فى الكونجرس من أجل تبنى رؤى موضوعية تجاه الأحداث فى مصر،ومن قبل اعترف به “توفيق عكاشة”.

وإذا كان هدف الصهاينة ، من دعم النظام الانقلابى منذ اللحظات الأولى هو، تدمير مقدرات الدولة المصرية،حيث لم يبق من أضلاع مثلث دول المواجهة، إلا مصربعدما تم تحطيم العراق وسوريا.

وأما هدف السعودية والإمارات من وراء دعم النظام الانقلابى هو، إزاحة وإبعاد الإخوان عن الرئاسة والحكم ، و توجيه ضربة كبيرة للمشروع الإسلامى لاستئصاله أوإضعافه ، وإبعاد الإخوان عن ساحة التأثير فى المجتمع فى جميع المجالات لعدة سنوات، والقضاء على رموزها وكوادرها السياسية والاجتماعية والدعوية التى لها ثقل فى المجتمع وذلك بأحكام الإعدام والمؤبد , وضرب هيكلها وتنظيمها وتغييب الآلاف داخل السجون ، وقتل الآلاف من أفرادها ، وضرب كل منافذها ومؤسساتها الإعلامية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية ، حتى تفقد إمكانية الحركة والتأثير، وبالتالى لاينتقل نموذج الثورة المصرية إلى بلاد الخليج.

وهدف الولايات المتحدة ،المعلن وبلا مواربة هو حماية الصهاينة وتأمين حدودها مع مصر!!

ولاشك أن الوضع فى مصر، تعقد بصورة كبيرة فى ظل ممارسات النظام الانقلابى الدموية، والدعم الخارجى اللامحدود،وغض الطرف عن انتهاكات الحقوق والحريات ،التى تقع تحت سمع وبصر العالم.

ومع ذلك يمكن الاستفادة من تعرية النظام الانقلابى،مما تقوم به الصحافة الغربية،عن كشف فضائح النظام الانقلابى،وفشله فى ملف محاربة الإرهاب،بالإضافة إلى خوفه وهلعه من أى مرشح ينافس قائد الانقلاب حتى ولوكان يوماً من أبناء المؤسسة العسكرية، أوحتى من مؤيدى الانقلاب على الشرعية.

وإعلام الانقلاب وإن كان مازال قوياً ومؤثراً فى قطاع من الشعب, لكن مع استمرار حملة التحريض والكذب وتأليه قائد النظام الانقلابى، بدأت شرائح كبيرة تعزف عن متابعة إعلام مسيلمة الكذاب، وتتجه صوب قناة الجزيرة ، وقنوات دعم الشرعية.

كما لوحظ أن الأزمة الاقتصادية الخانقة،التى تعصف بالبلاد تشكل هاجساً لدى النظام الانقلابى فى ظل الارتفاع الجنونى للإسعار، وغياب الكثير من السلع الضرورية،ودخول فئات جديدة تحت خط الفقر، مما ينبأ باندلاع ثورة جياع من الشريحة الفقيرة التى يمكن أن تتحرك تحت ضغط الحالة الاقتصادية.

ولكن هذا يتطلب الاستمرار فى الحراك الشعبى مهما كان ضعيفاً، وعدم اليأس مهما طال الزمن، واستمرار فضح النظام ،لأن النظام يبرهن كل يوم على مزيد من الفشل على كافة الأصعدة، مع الإستمرارية فى إضعاف محاور السيطرة التي يرتكز عليها نظام الانقلاب مثل،ادعاء الشعبية الجارفة،أوادعاءالإنجازات الوهمية، ادعاء الاستقرار ، وادعاء النموالاقتصادى وزيادة الدخل القومى بمؤشرات وهمية، ادعاء انجاز ملفات هامة مثل محاربة الإرهاب. وكل هذه الخطوات تخضع لضوابط تغييرالمنكر،حسب القدرة، خاصة فى ظل تجبر النظام الانقلابى وغطرسته وغروره.

ولا بد من اليقين ،بأنه عندما يتجبر الطغاة، ويذلوا رقاب العباد، نتتدخل العناية الإلهية، كما حدث مع فرعون لعنه الله ،فقد أغرقه
الله في اليم، فى اللحظة التي ظن أنه بمقدوره أن يلحق بموسى علیه السلام، فأتاه الله من حیث لم یحتسب،وانطبق عليه البحرهووجنوده معه لیكونوا من المغرقین الھالكین،وليجعلهم الله عبرة لمن يأتى من بعدهم، ولكن كثير من الطغاة الظالمين، الذين يظنون أنهم في أمريكا، وأنهم لیسوا كمن سبقھم، وأنھم قد اتخذوا من الاحتیاطات والاستعدادات، ما یكون كفیلا بتثبیت ملكھم وسلطانھم وینجیھم من مصیر من سبقھم، فساروا فى مسار فرعون، وسلكوا ما سلك فحاق بھم من الله ما لم يحتسبوا، فماذا حدث مع شرطى الشرق الأوسط، شاه إيران، الذى عينته أمريكا ورعته ،يقول فى مذكراته: (لم أكن أعلم “أو لم أكن أريد أن أعلم” لقد أراد لي الامريكيون حقاً السقوط).

وعندما ثار التونسيون على بن على ،قال المتغطرسون: نحن غیر تونس ولیس مثلنا مثل تونس ، فأتاھم الله من حیث لم یحتسبوا،فلابد من اليقين،أن ليل الظالمين مهما طال،فسوف يبزغ الفجرعما قريب!!

x

‎قد يُعجبك أيضاً

هزيمة مؤقتة

محمد عبدالقدوس الأوضاع في بلادي بعد تسع سنوات من ثورتنا المجيدة تدخل في دنيا العجائب.. ...