هل يغرق الجيش في محرقة سيناء.. وماذا يستفيد السيسي؟

“هل تحولت سيناء إلى حلب؟”.. للإجابة عن هذا السؤال نعود إلى منتصف عام 2014، حيث خرج فيديو مُسرب للسفيه قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي حين كان وزيرًا للدفاع، وأظهر المقطع تعبيرات وجهه الغاضبة ونبرته الحادة أثناء اجتماعه مع بعض قيادات الجيش وهو يقول “حين طُلب من القوات المسلحة في التسعينات أن تقوم بمكافحة الإرهاب في الصعيد رفضنا؛ لأنَّه ليس دورها ولا مهمَّتها، فالجيش وظيفته الحفاظ على الأمن القومي المصري وحماية الحدود، أما الشرطة المدنيَّة فلها ما يخصها في الشأن الداخلي، من بؤر إرهابية أو إجرامية.. نحن ليس لنا شأنٌ بهذا”، إلا أن المحرقة التي أشعلها السفيه في سيناء، اليوم، وزج فيها بجيش كامب ديفيد تفضح المخطط الصهيوني.

ويذكر متابعون بأن بريطانيا احتلت السودان بالجيش المصري في ظل اتفاقية الحماية، وتحاصر أمريكا وإسرائيل اليوم غزة بالجيش المصري، في ظل اتفاقية كامب ديفيد وتوظفه لتهجير أهل سيناء وغزة في أكبر عملية تغيير ديمغرافي لصالح كيان العدو الصهيوني.

يقول الدكتور محمد محسوب، وزير الدولة لشئون المجالس النيابية الأسبق: “من حق الشعب معرفة ما يجري بسيناء.. لا يجوز فصل جزء بحجم دول من مصر وقطع كل اتصال به تحت أي تبرير.. لا يجوز استخدام أسلحة ثقيلة في قرى ومدن يسكنها مواطنون.. حق كل مواطن المشاركة في نقاش آثار وجدوى أي استراتيجية لمحاربة الإرهاب- لو وجدت، نحن في دولتنا بالقرن الـ21 ولسنا ملكا لأحد..”.

كامب ديفيد

وبالرغم من تخلي الجيش عن مبادئه ووظيفته بالحفاظ على الأمن القومي المصري وحماية الحدود، واشتراكه مع شرطة الانقلاب في تهجير أهالي سيناء ضمن ما بات يعرف بـ”صفقة القرن”، وبموافقة إسرائيل التي سمحت له بتعطيل بنود اتفاقية «كامب ديفيد»، وزيادة معداته العسكرية والبشرية داخل سيناء، مبررا ذلك بالحرب على الإرهاب ومواجهة داعش منذ أكثر من 6 سنوات، والتي أهلكت مدنيين وجنودا وضباطا، وكان آخر الدماء الهجوم الأخير الذي قتل 235 شخصًا في هجوم على مسجد بقرية بئر العبد، وكانوا يُمثلون ربع سكان القرية، بحسب إحصاءات جهاز التعبئة والإحصاء الرسمي.

وأثناء كتابة هذه السطور، يصب السفيه المزيد من البارود والقنابل على رؤوس المدنيين في مسرح عمليات الحرب في سيناء، وبات السؤال الأهم: ما الذي يرعب السيسي حتى يشعل هذه الجبهة الواسعة، ويزج بالجيش أو بالأحرى يتخلص منه في هذه المحرقة البشرية؟ هل هي الجماعات التكفيرية الإرهابية كما يزعم إعلامه، والتي لم تزل صامدة أمام أقوى جيش عربي وإفريقي..أم أنه شئ آخر؟

قبل الانفجار

يقول أحد المحللين السياسيين عن أسباب إشعال السفيه السيسي حربا مفتعلة في سيناء ويحشر فيها الجيش، إن هدف السفيه هو: “إبعاد الجيش عن الصراع الدائر حاليا بين الأجهزة”، مضيفا: “أعتقد أن بلحة الصهيوني يشعر بالخطر فعلا ويريد إبعاد الجيش وإشغاله بحرب وهمية”.

وتابع:” أرى من الآخر.. أن السيسي بيدبس الجيش ويتخلص ممن يريد.. لا انتخابات.. تعديل الدستور.. التعمية على الفشل في كل المجالات.. خاصة الاقتصادية والغلاء.. تمرير بعض الإعدامات.. لا مصالحة ولا معارضة.. لا صوت يعلو فوق صوت محاربة الإرهاب.. رفع شعبيته المنهارة. تمهيد سيناء لما يسمى بصفقة القرن. هذه وجهة نظري فيما يحدث”.

يقول الباحث في التاريخ والمحلل السياسي محمد إلهامي: “العسكر بقيادة السيسي، يهدمون سيناء ليمهدوا الطريق لإسرائيل لتهجير أهل غزة إليها.. إهداء جديد للمغفلين البلهاء الذين يقدسون مؤسسات الدولة ويحرصون عليها، مصر بلا جيش أفضل كثيرا.. لأنه ببساطة مجرد حامية احتلال أجنبي.. سنظل نعاني لغياب هذه الحقيقة وكثرة المغفلين البلهاء فينا”.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

السيسي يُطعم المصريين الخبز المصاب بـ”الإرجوت” السام لإرضاء الروس!

رصد تقرير استقصائي لموقع “أريج” كيف يُطعم السيسي المصريين الخبز المصاب بفطر قمح “الإرجوت” لإرضاء ...