‏وفاءً للدين والدولة والدعوة

حراسة المفاهيم والأسس والمبادئ والقيم والثوابت لاسيما في أوقات الصعاب واجب لا مناص عنه للمخلصين الأوفياء، والحفاظ على مقدرات الوطن وأمنه وحماية بنيانه من الانهيار والسقوط وانفراط عقده والفوضى الخلاقة وحفظ الأرواح، وإعلاء حريته وتحرره وإصلاحه وتقدمه وإنقاذه من الفساد والمفسدين، ورفع الظلم والطغيان عن أهله وإصلاح منظومته السياسية والاقتصادية والاجتماعية والنيابية الشورية، وتفادي عوامل تلاشيه وضياعه وسقوط رايته وهيبته وحضارته واجب شرعي ووطني وأخلاقي وضرورة إنسانية؛ فحماية الوطن وإنقاذ سفينته مسئولية الجميع.

فالوطن حق وعدل ومساواة، فإذا غاب العدل وفُقد الحق وانعدمت المساواة ضاع الوطن، والوطن غال إذا ضاع لا يعود.

والذي يخون الوطن لا وطن له، ومن يُغرق سفينة الوطن سيغرق في وحل العار والذل والخزي والفشل، وكلما كان الصعود عاليا كان السقوط مدويا مرعبا مفزعا مخيفا بوقت ومكان وزمان لا يخطر على قلب بشر (وما يعلم جنود ربك إلا هو وما هى إلا ذكرى للبشر).

وسترفع راية الوطن رغم أنف الطغاة لتكون رمزا وعنوانًا للحق والعدل والحرية، فلن تسكت المآذن، ولن ينتصر الباطل، ولن يزهق الحق، فالحق وربي منتصر ومصير الباطل خذلان.

حب الوطن والانتماء إليه ليس شعارا أو جنسية أو أرضًا أو عَلمًا أو موقعًا أو شهادة ميلاد فقط، لكنه روح وإحساس وتضحية وفداء، والتزام وخلق وسلوك وأمانة ودعوة ورسالة وقدوة وعلم وعمل وتفوق وتقدم وإجادة وريادة وتفاهم وقناعة وأدب وتسامح وحوار وذوق عال ومسئولية وكرامة وحرية ومكانة سامية بين الأمم. والشعوب النابضة بالحياة والحرية صمام أمان لحضارتها وأمتها ودينها.

فلا مناص من عودة الروح والتسامي على الجراح وتجاوز الآلام، في ظل صعوبات ومؤامرات تضيق لها الصدور والنفوس وتشيب لها الولدان. فكلما تذوقت الشعوب كأس الحرية فلا سبيل إلا بلوغها.

إذا الشعب يوما أراد الحياة … فلا بد أن يرحل الطغاة. ومن وسط الجراح تنبت الأزهار وينجلي الظلام وتشرق الأنوار، وكل ليلة مظلمة لها نهار منير، وعندما يأتي النهار سينكشف كل الخونة.

يقول د. مصطفى السباعي: “الحقد الشخصي يقتل صاحبه كمدا، والحقد السياسي يعوق المجتمع عن سيره الصحيح، وحقد الطاغية يدمر الأمة تدميرا”.

ويقول الشاعر أحمد مطر:

نموت كي يحيا الوطن….

يحيا لمن؟؟؟

نحن الوطن.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

هزيمة مؤقتة

محمد عبدالقدوس الأوضاع في بلادي بعد تسع سنوات من ثورتنا المجيدة تدخل في دنيا العجائب.. ...