القوة الغاشمة والبلاغات الكاذبة!!

بقلم: د. عز الدين الكومي

 

بعد حادث مسجد الروضة الأليم خرج قائد الانقلاب العسكرى، ليقول: إنه سيثأر بقوة غاشمة، وإن تلك الأعمال لا تزيدنا إلا قوة، لكن فى الحقيقة هذه الأعمال، لا تزيدنا إلا مآتم ومآسي وجراحا وأرامل وأيتاما وثكالى، وصدق القائل: إن الله إذا أرد بعبد هلكة سلط عليه غشم عقله، فالقوة الغاشمة التي يهدد قائد الانقلاب باستعمالها قد استعملها منذ الانقلاب العسكرى في رابعة والنهضة، وحتى اليوم، فماذا فعلت لك القوة الغاشمة فى محاربة الإرهاب المحتمل؟!

 

فالإعلام العكاشى نصب المندبة واللطمية، واستضاف مجموعة الخوابير الأمنيين والاستراتيجيين، أصحاب أفلام الخيال العلمى، ليوجهوا أصابع الاتهام إلى جماعة الإخوان المسلمين، ويؤكدون أن ما حدث كان نتيجة لما تقوم به الأجهزة الأمنية من ضربات موجعة للإرهابيين، والحادث يدل على يأس الإرهابيين واقتراب نهايتهم، لأنه كلما ضعفت قوة الإرهاب يتجه نحو تحقيق خسائر أكبر!!

 

بعض المحامين من عبيد البيادة سارعوا بتقديم بلاغات لنائب عام الانقلاب ضد الإخوان وقطر وتركيا، لكن لا أحد يتحدث مطلقًا عن الفشل الأمنى وفشل المنظومة الأمنية برمتها، وفشل النظام الانقلابى فى تقديم أى حل لأى مشكلة، فقد تقدم محامي العسكر سمير صبري ببلاغ رسمي لنائب عام الانقلاب، ولنيابة أمن الدولة العليا طوارئ ضد الدكتور محمد البلتاجى، بزعم تورطه فى تفجير مسجد الروضة ببئر العبد بشمال سيناء، وأنه لا يمكن تبرئة الدكتور محمد البلتاجى من التحريض والوقوف خلف هذا العمل الإجرامى.

 

كما طالب بالتحقيق العاجل وتقديم محمد البلتاجى للمحاكمة الجنائية العاجلة لارتكابه جريمة التحريض على اغتيال المصلين بمسجد بئر العبد بشمال سيناء أثناء صلاتهم الجمعة، مستشهدًا بفيديو للدكتور محمد البلتاجى من على منصة رابعة يثبت تورط الإخوان بالإرهاب، وأن الجماعة مسئولة عن كل قطرة دم سالت بعد ثورة 30 يونيو، وأن التهديد الذى أطلقه الدكتور البلتاجى من على منصة رابعة لم يكن أجوف، أو لمجرد الفرقعة الإعلامية، بل يتأكد يومًا بعد يوم أن الإرهاب الذى تواجهه الشرطة والجيش في سيناء تم نشره تحت رعاية جماعة الإخوان الإرهابية ورئيسهم محمد مرسي، الذى فتح تلك البقعة من أرض مصر للإرهابيين حتى يكونوا ظهيرًا له إذا ما تمت الإطاحة به وبجماعته، حدث ذلك فى فترة رئاسة محمد مرسى التى استمرت لمدة عام، وسرعان ما يعود ليناقض نفسه قائلا: إن عملية ذبح المصريين خسيسة بكل المعايير، قامت بها يد قذرة إرهابية تسمى داعش، وهي جماعة إرهابية كافرة لا دين لها ولا وطن، في صورة حقيرة بكى على إثرها الشعب المصري كله!!

 

ولعلم محامى العسكر أن تنظيم داعش يكفر الإخوان المسلمين لأنهم يستخدمون السلمية!!

 

وقال إن “البلتاجي” اعترف ضمنيًا بمسئوليته وجماعته عن أحداث العنف التي تجري في شبه جزيرة سيناء، لقوله إبان اعتصام رابعة العدوية، من على المنصة: إن ما يحدث في سيناء سيتوقف في اللحظة التي سيتراجع فيها الجيش عن الانقلاب العسكري وعودة مرسي.

 

وبذلك يعد البلتاجي شريكًا ومحرضًا على الجريمة الإرهابية التي وقعت وغيرها من الحوادث الإرهابية، مما يتعين معه تقديمه للمحاكمة العسكرية!!

 

من جهته تقدم طارق محمود المحامي، أحد عبيد البيادة، ببلاغ إلى المحامي العام الأول لنيابات استئناف الإسكندرية يتهم فيه تميم بن حمد أمير قطر ورجب طيب أردوغان رئيس تركيا، بالتحريض وتقديم الدعم المادي واللوجيستي للمجموعة الإرهابية التي ارتكبت جريمة تفجير مسجد الروضة بالعريش، وأن كلا من تميم وأردوغان مسئولان عن تلك العملية الإرهابية والعمليات السابقة بعد ثورة 30 يونيو، حيث اتخذا مواقف معادية للدولة المصرية بهدف ضرب استقرار البلاد ونشر الفوضى والذعر، باستهداف المواطنين العزل وقوات الجيش والشرطة والأماكن العامة والخاصة، لتسقط مصر في بحور من الفوضى والاضطرابات، وطالب فى بلاغه بأن يتم التحقيق بصورة عاجلة وفورية في وقائع البلاغ المقدم وطلب تحريات الأجهزة السيادية لتقديم الأدلة في تورط المقدم ضدهما البلاغ تميم وأردوغان في ارتكاب تلك الجريمة الإرهابية!!

 

وهذه ليست المرة الأولى التى تقدم فيها البلاغات ضد قياد الإخوان المعتقلين، فقد تقدم الانقلابى خالد هشام الدماصي ببلاغ لقسم شرطة ثان مدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية يتهم فيه الدكتور محمد البلتاجي القيادي بحزب الحرية والعدالة وجماعة الإخوان المسلمين بالتحريض على سفك الدماء وإثارة الفتنة والفوضى داخل البلاد خلال الفترة الماضية، مستشهدًا بفيديو للدكتور البلتاجى فى اعتصام رابعة العدوية يتضمن اعترافًا ضمنيا بمسئولية الجماعة عن أحداث العنف في سيناء، معتبرا إياها أمرا طبيعيا نتيجة ما أسماه بالانقلاب العسكري من الجيش على الرئيس “حسب وصفه”، وإشارته إلى أن تلك الأحداث ستنتهي فور عودة مرسي لمنصبه، ما يعني قدرتهم على التحكم في هذه الأحداث ومن ثم مسئوليته عنها!!

 

لكن المشكلة مع قطر حلها بسيط، كما قال الكاتب السعودى جمال خاشقجى: إن الشيخ تميم بن حمد لو ذهب غدًا إلى مصر حاملاً مبلغ أربعة مليارات دولار ستنتهي أزمة الخليج، وأما المشكلة مع تركيا كما يقول مخبر أمن الدولة عمرو أديب: أردوغان مسح بالإدارة الأمريكية الأرض، عندما أدان القضاء الأمريكي وزير تركي بأنه كان يهرّب أموالاً لإيران، فإن ترامب سارع بالاتصال بأردوغان، وحاول تهدئته، داعيا اياه إلى تناول “الكابيتشينو” في نيويورك الأسبوع المقبل، الأمريكان ميعرفوش غير الدول القوية، الدول اللي تقول لهم (لا) وأردوغان موقفه معروف من النظام الانقلابى!!

x

‎قد يُعجبك أيضاً

هزيمة مؤقتة

محمد عبدالقدوس الأوضاع في بلادي بعد تسع سنوات من ثورتنا المجيدة تدخل في دنيا العجائب.. ...